الوساطة القطرية في صعدة التسوية الأخيرة خمسة ناقص واحد
بقلم/ علوي الباشا بن زبع
نشر منذ: 17 سنة و 5 أشهر و 10 أيام
الأحد 17 يونيو-حزيران 2007 06:21 ص

مأرب برس ـ القاهرة ـ خا ص

- عادة جربوا الحلول التي تتم في المقايل هي أفضل وأضمن بكثير من تلك الحلول التي قد تبحث يوماً على الطاولات المستديرة.

- دخول قطر على الخط قد يكون مقدمة لتدويل قضية صعدة .

دولة قطر الشقيقة كالعادة دخلت على الخط للتوسط في قضية أحداث صعدة ويبدو أن الأخ الرئيس صد هذه الوساطة ربما لأن الوفد الذي ذهب إلى صنعاء كان أكبر من اللازم فذهاب الأمير ورئيس حكومته معاً لو تمخض عن نتائج كان ممكن أن يعطي زخماً كبيراً لجماعة الحوثي يحسدو عليه، ولكن عاد الدكتور الأرياني للبحث في الدوحة لإستئناف المفاوضات كما يبدوا وهذا ربما شكل إنجازا شخصياً للحوثي يحسد عليه أيضاً.

قطر الشقيقة الصغيرة تتوسط في كل الملفات العالقة في المنطقة في قضايا فلسطين ودارفور والصومال ولبنان وتشاد وصعده ....... الخ. فمسئوليها لا يستثنون ملعب إلا الملعب العراقي لأنه يتعلق بحياة أمريكان والأمريكان المزح في ملاعبهم ممنوع.

الدبلوماسية القطري تفرط في جهود الوساطات إلى حد يجعل الناس يحملونها أكثر مما تحتمل ورغم هذا فهي بالإعلان الأخير من الأخ وزير الداخلية عن نتائج وساطتها وإن كان قابل للإنتكاسة في أي وقت وهو أيضاً يعيد إلى الأذهان ما قامت به في قضية خالد مشعل وجماعته في الأردن ومعروف أنهم لم يقيموا في الدوحة إلى مالانهاية فقد خدمتهم قطر في تلك الفترة وهم الآن يشاطرون فتح الدولة سواء عبر صناديق الإقتراع أو بقوة السلاح.

أي عاقل مع إيقاف نزيف الدماء في صعده لأن وقود هذه الحرب رجال من أبناء الشعب الواحد سواء كانوا من العسكريين أو من الحوثيين أو المدنيين الأبرياء الذين لا ناقة لهم في هذه الحرب ولا جمل ولكن بصراحة الوساطة القطرية هذه مش مريحة وفي صعده بالذات وذلك لمحاذير عدة:

أولها: أن تحرك الدبلوماسية القطرية في أي قضية أصبح نذير شؤم لأن هناك كثير من جهود هذه الدبلوماسية تنتهي بالقضايا في آخر المطاف إلى التدويل في أروقة مجلس الأمن ودارفور والمحكمة الدولية في لبنان نموذج والحوثي يعرف هذا جيداً.. خاصة وقطر عضو الآن في مجلس الأمن.

ثانيها: أن الوسيط لابد أن يكون محايد وقطر ليست كذلك على الأقل من وجهة نظر من يقول بأن المحور الإيراني الليبي وراء هذه الحرب وقطر جزء من هذا المحور بالنظر إلى التمحور الحاصل الآن في المنطقة إلا إذا كان الإعلام الرسمي يضحك علينا ويتهم هذا المحور خلاف الحقيقة فهذا شيء آخر.

وهناك محاذير أخرى لدخول قطر على الخط لا داعي لذكرها لعدم الإطالة وأقل هذه المحاذير أن التسوية التي تمت –إذا كتب لها النجاح- تمثل عُرف جديد في السياسة اليمنية وهذا على خطورته لكنه يحسب للرئيس ويعبر عن نية لإغلاق الملف.

عموماً حرب صعدة ما كانت بحاجة إلى وساطة عربية ولا دولية هذه حرب بحاجة إلى معالجة على المستوى الوطني وتحتاج إلى نوايا حسنة ومصداقية من طرفيها إذا توفرت هذه النوايا والمصداقية فبإمكان الأخ الرئيس أن يفوض اللواء علي محسن الأحمر يلتقي بالسيد عبد الملك الحوثي والرزامي في مكان آمن ويتفقوا على الحلول ويوقفوا الحرب فلم تكن هناك حاجة إلى طرف خارجي لأن هذه هي نفس المعالجات التي تتم في كل مشكلة تحدث فيها مواجهات عسكرية بين المواطنين والدولة مع فارق أن السيد دائماً إذا قاد حرباً استطاع أن يطيل أجلها أكثر من أن يقودها قبيلي فالقبيلي ما عنده طولة بال لإطالة أمد المفاوضات.

قد يقال أن المسألة ليست بهذه البساطة فالحوثي لديه مشروع سياسي والحكومة تقاتل قوة ليست بالهينة لحماية نظامها وشرعيتها وفي حدود معرفتي المتواضعة بملابسات الحرب أقول نعم هذا صحيح ولكني أعتقد أن خسائر وأمد الحرب أصبحت فادحة ومنهكة لطرفيها وهذا كفيل بإقناع الحوثي بالتوقف عن مشروعه ولو مؤقتاً ولفترة عدة سنوات قادمة كما أنه كفيل لإقناع الدولة بالتوقف الآن ولديها وسائلها المعروفة الذي تستطيع من خلالها تفريغ مشروع الحوثي من محتواه تدريجياً مع الوقت وهذا أقرب الطرق للحل.

عادة التفاهمات الداخلية أفضل لأن الحسم بالقوة العسكرية أو بحلول من هذا النوع لن يحل المشكلة فحتى لو تم فإن القضية ستستمر إلى أمد طويل سواءً على مستوى الفكر الموجود في أوساط طلبة الحوثي أو احتمالات ظهور ظاهرة الثأر بين منسوبي الجيش وأبناء بعض قبائل صعدة المشاركين في الحرب كذلك ليس من المستبعد أن يتم نقل الحرب إلى محافظة أخرى وتبدأ حرب جديدة بوجوه جديدة - لا سمح الله – وعلى الأقل أنصح الوساطة أن يجعلوهم خمسة "من جماعة الحوثي " بدل أربعة "باقي واحد (أحمرعين) يحتاجه الحوثي هناك وليس من مصلحة الدولة أن يبقى في صعدة.

أكرر: جربوا الحلول التي تتم في المقايل هي أفضل وأضمن بكثير عادة من تلك الحلول التي قد تبحث يوماً على الطاولات المستديرة.

وأكرر: بدخول قطر أو غيرها على الخط أضمن لكم تدويل قضية صعدة ولو على مستوى منظمة العفو الدولية المهم سيتم تدويلها وخلوكم شاهدين على الدكتور الإرياني أحسن الله خاتمته.

ختاماً: لا زالت أزكي الرأي بأن الشيخ عبد الله بن حسين الأحمر هو حكيم زمانه ورسالته الأخيرة وإن كانت تقرأ على أنها ضد جماعة الحوثي ومع الحسم العسكري إلا أن فيها مؤشر هام لجهة الرئيس فاستشهاده بزامل قبائل جماعة عند الإمام أحمد يذكر الرئيس كيف فهم الإمام رسالة جٌماعة فأمر بإطلاق بن مقيت على خلفية زاملهم.

الشيخ بن مقيت محبوس في الدول   هو عيب ياصبة جٌماعة

إن كان سيدنا يوافق يطلقه ساعة نصل ولا دخلنا نطلقه والموت ساعة

وبالمناسبة يستطيع الباحث أن يدرس ذهنية كل قبيلة من قبائل اليمن ويفهم طبيعتهم في التعاطي مع القضايا من خلال معاني الزوامل الشهيرة التي تتناقلها الأجيال عن أي قبيلة من القبائل وهذا الزامل جدير بالتوقف عنده لفهم طبيعة التعاطي مع الدولة لدى أخواننا قبائل صعدة فجبروت الإمام أحمد وبطشه لم يمنع شاعر جماعة من التعبير عن طبيعة ربعه بمنتهى الصراحة والوضوح كما أن هيبة الإمام أحمد لم تمنعه من أن يفرج عن شيخ القوم إتقاء شرهم فقد تعامل بما يقتضيه الحال ولم نسمع أن أحداً قال أن ذلك الموقف عبر عن تحدي قبائل جماعة أو عن ضعف الإمام بل اعتبره الناس أن الموقف من الإمام ومن القبائل هو ما كان يجب أن يكون فهناك قبيلة ترى أن من العيب على رجالها السكوت عن اعتقال كبيرهم وحاكم وجد أن المصلحة تقتضي أخذ القوم على قدر عقولهم وانتهت القضية...