بشرى سارة بشأن تشغيل خدمة 4G في عدن دولة عربية تعلن أنها أكثر البلدان تضررا من هجمات الحوثيين مجموعة الدول السبع تعلن موقفا موحدا بخصوص اعتداءات الحوثيين الإدارة الأمريكية تبحث مع قادة ست دول عربية خطط ردع الحوثيين مصادر سعودية تكشف عن جهود إقليمية ودولية لتحريك عملية السلام الشامل في اليمن برعاية أممية الحوثيون يعممون على التجار مرسوما جديدا لجباية الأموال بإسم دعم المعلم والتعليم في صنعاء. زراعة الحياة والأمل .. مشاريع إنسانية لمؤسسة توكل كرمان تزاحم الانجازات الحكومية والمنظمات الدولية .. ومن أحياها قصة الإنسان والحياة محمد بن سلمان يتوقع أن تسجل المملكة ثاني أسرع معدل نمو في الناتج المحلي مقتل بائع متجول من أبناء محافظة إب على يد موظفين حوثيين في الضالع صورتان للضحية والقاتل.. مسلح حوثي يقتل أحد أقاربه بدم بارد وسط مدينة إب ويلوذ بالفرار
لا اعرف على وجه الدقة لماذا ذهب الأستاذ أحمد الآنسي الى رئاسة الفساد أو كما يشاع مكافئة الفساد، بل ولماذا تم ترشيحه لذلك المنصب من الأساس، هل لأنه خبير بالعقلية المفسدة؟
- قلنا ذات يوم أن المستقبل سيقرّر ما إذا كانت الهيئة ستلقّح السلطة، أم العكس، وهل سيقتصر دورها على التستر، أم تستنهض بيئتها وتُلحِق المجتمع بها.
ان إعفاء شخص اشتغل وزيراً على مدار اربعة عقود من الزمن من المسؤولية عمّا أصاب المشهد العام من تدهور، حتى وإن تكن مسؤوليته جزئية، يتنافى مع المنطق والذوق السليم. - ومع ذلك، سلّمنا جدلاً، وقمنا بدور محامي الشيطان، كما يُقال، لكن ثمة أسئلة يصعب تجاهلها.
بل كان لا بدّ من التساؤل، هل مستقبل الهيئة سيظل مرهوناً بمدى تطوير نظام الحكم، وهذه مسألة أكثر صعوبة، لأنها مسألة سياسية وعسكرية أيضا!؟
الأنكى من ذلك، أن رئيس هيئة الفساد في سياق تبرير فشله، اشار بشكل مفجع إلى أن هيئته لن تنجح في مهمتها إلا إذا تضافرت لها الجهود الإقليمية والوطنية، - لاحظوا الجهود الإقليمية والوطنية!
مما دفع بالدكتور المقالح الى اللطم وشد الشعر وهو يشير إلى أن ذلك حلم بعيد المنال، بل من سابع المستحيلات، وقد يطول معه الإنتظار، في حين أن الواقع يشير إلى أن الهيئة لا ينقصها سوى الثقة بالنفس والجرأة في مطاردة أوكار الفساد المعششة في مرافق الدولة دون استثناء.
- ألا يوحي كلام رئيس هيئة الفساد بمحاولة لتغييب حقائق موضوعية تقترن بالتقصير والقصور الذاتيين، وصفعة قوية على وجوه كل من توسموا به خيرا؟
وكذلك ألا يُعطي كلامه عن مكافحة الفساد بطريقة تكاد تكون بكائية كربلائية، حجماً أكبر من الحجم الحقيقي لما هو أهل له؟ في حين أنه، بحسب الدكتور المقالح، بمقدور أي مواطن أن يحدد الخطوط العريضة لمكامن الفساد وركائزه، وما على الهيئة إلاَّ أن تبحث عن التفاصيل وتجمع الأدلة من خلال السؤال التاريخي: من أين لك هذا؟
اليوم يظهر أن "المعضلة" أكبر بكثير من "الهيئة" ومساوئها، فمؤسسة الفساد في اليمن تدار بقوانينها الذاتية ولا ضرورة لرئاستها. وإنما جزء من مشكلة تلك الهيئة المسخ يأتي من تعيين رئيس مكبل لها هو الأستاذ أحمد الآنسي، الذي احتقن وجهي دفاعاً عنه، وهو التعيين الذي كان بمثابة وضوء مما لحق به من نجاسة في عرف السياسة.
الأستاذ الآنسي اليوم ليس له من دور فعلي، سوى أنه شاهد زور يقوم مقابل أجر زهيد بدور حبل الخلاص بالنسبة للرئيس صالح وأمثاله، إذ يحرره من مأزق إنتاج وتوليف فهلويات فقدت قيمتها وتقلّص عدد مستهلكيها، وتبقيه ونظامه على خشبة المسرح بعدما انتهت المدة الفعلية للعرض.
- من السذاجة، بالتأكيد، الاقتناع بأن الحملة التي يقودها شخص الأستاذ الآنسي لا طائل منها، إلاّ بتوفر عامل حسم مطاطي بجهود إقليمية خرافية لن تأتي إلى قيام الساعة، في حين يقوض الفساد المستفحل حالياً أركان الدولة وتماسك الوطن ونسيج المجتمع. - إنه بالفعل كلام فارغ وإهانة وعذر اقبح من ذنب.
ومن حسن الحظ أنني لمست حقيقة هذه الظاهرة عن كثب، وكلام الدكتور المقالح أضاف إلى ما قلته سابقاً في رسالة مفتوحة للأستاذ الآنسي قبل أعوام بأن الهيئة عليها أن لا تشغل نفسها وأعضاءها بمتابعة اللصوص الصغار، وإن كان الضرب على جميع اللصوص من أوجب الواجبات، حيث يقول ان إنشاء الهيئة قد جاء لما هو أهم من لصوص الليل المقدور عليهم، وكان الهدف الواضح من ذلك الإنشاء متابعة لصوص النهار.
رئيس الفساد الافتراضي والوزير السابق فشل يوم قبل منصب أكبر منه، وهيئته ذات السقف المنخفض فصلت بخبث على مقاسه، ورسوبه في الإمتحان بدأ قبل ان يرشحه البرلمان، فأصبح عضو في جماعة المفسدين بإمتياز بإعتباره مندوب غسيل ومنديل لمسح الذنوب، والهيئة تحت نظره في الواقع ليست في خدمة المكافحة، انما هي خادم إمّعة لتراث الفساد اليمني باجمعه دون تفرقة.
قد يكون رسوب الوزير المهندس ورئيس منظمة الفساد الحالي، ليس لأنه مهموماً بصورته أمام رجل الشارع وامام الجماعة، بل لأنه من ذلك النوع المشغول بمناقشة حروب الردة والفتنة الكبرى، وأيهما أحق بالخلافة علي أم عثمان!
الأستاذ الآنسي أنيق الملبس والملمس وقليل الدسم، وهو في عالم اللغو من طراز عمرو خالد، كلاهما ظاهرة كلامية، وهو لايستطيع أن يكون هنا وهناك، وليس على مستوى المقولة الكلاسيكية عن اعطاء ما للرب للرب وما لقيصر لقيصر، بل ينتهي به الأمر صاغراً الى اعطاء كل شيء للقياصرة.
أعتقد أن هذه القصة تحتاج إلى إعادة تفكير ومحاكمة أبطالها من جديد، فكما يتم إختيار الأفراد للمهام الخطرة بناء على مواصفات عضلية ونفسية فان خيارات الوظائف الكبرى يجب أن تجري على نفس المنوال، وبالتالي فرجل مكافحة الفساد حالته هي الوحيدة التي لا تقبل الإقامة في المساحة الرمادية، حيث لايستطيع أن ينام في سرير السلطة ويحقق مهمته في نفس الوقت.
ما أقبح أن يكون ناس من نوع الأستاذ الآنسي مطية لساسة قلوبهم لا تعرف إلاّ المكر والمنكر والمصالح الأنانية، - لذا فأنا أدعوه علناً وبصوت عالي إلى التبرؤ من تلك التهمة والتطهر بالإغتسال من آثار تلك المهمة القذرة.
رابط الرسائل المفتوحة والموجهة للأستاذ الآنسي على موقع مأرب برس، بتاريخ ٢٩ يناير/كانون الثاني ٢٠٠٨م