اللواء سلطان العرادة يختتم المرحلة 2 من مشروع إنارة شوارع مدينة مأرب .. شاهد بالصور بشرى سارة بشأن تشغيل خدمة 4G في عدن دولة عربية تعلن أنها أكثر البلدان تضررا من هجمات الحوثيين مجموعة الدول السبع تعلن موقفا موحدا بخصوص اعتداءات الحوثيين الإدارة الأمريكية تبحث مع قادة ست دول عربية خطط ردع الحوثيين مصادر سعودية تكشف عن جهود إقليمية ودولية لتحريك عملية السلام الشامل في اليمن برعاية أممية الحوثيون يعممون على التجار مرسوما جديدا لجباية الأموال بإسم دعم المعلم والتعليم في صنعاء. زراعة الحياة والأمل .. مشاريع إنسانية لمؤسسة توكل كرمان تزاحم الانجازات الحكومية والمنظمات الدولية .. ومن أحياها قصة الإنسان والحياة محمد بن سلمان يتوقع أن تسجل المملكة ثاني أسرع معدل نمو في الناتج المحلي مقتل بائع متجول من أبناء محافظة إب على يد موظفين حوثيين في الضالع
كيف يتذوق جماليات البيان في القرآن العظيم من صار عقله كالفول السوداني المدمّس بسبب التخمة والسهر على افتح يا سمسم وقراءة الغثيان الفكري والسّفه المعرفي والأدب الرخيص للمراهقين عقلياً، تدبر القرآن يحتاج إلى عقول عظيمة وضمائر حية؛ لأنه كلام عظيم باهر يأخذ بالألباب ويذهل العقول حتى قال عنه الجن «?إنا سمعنا قرآناً عجبا» هذا وهم جن، إن من معالم عظمة القرآن بيانه الخلاّب الجذّاب وأسره ودمغه للخصوم وسموه وجلاله وأخذه بمجامع النفس واستيلاؤه على منافذ الروح. وكم قرأ روّاد البيان وأساطين الأدب من رواية وقصيدة ومقامة وملحمة وإلياذة ثم قرأوا القرآن فأعلنوا كلهم الانبهار والإذعان والتسليم لهذا الفيض الرباني والجلال البياني واسألوا الجاحظ وعبد القاهر الجرجاني والراغب الأصبهاني والزمخشري وغيرهم بل إن كفار قريش وقفوا حائرين أمام قواصف وعواصف وقذائف القرآن، ولا بد أن نلتمس لجيلنا الحاضر العذر في هذه الغيبوبة والغفلة عن مواضع الجمال في كتاب الله والمشغول بشد الجنـز، وركوب البنـز، وجمع الكنـز، كيف يتفرّغ لتسريح النظر في حدائق القرآن ذات البهجة، ومتى يتلذّذ بمشاهدة خمائل القرآن الزاهية؟ وإذا أردت أن تعرف المستوى الثقافي الهابط للعرب فانظر لركاب الطائرة والحافلة تجد الغالب لا يقرأون ومن يقرأ يطالع أخبار العقار وأسعار الأسمنت ومتابعة الموضة، فهل وجدت فيهم من يشاركك المتعة الذهنية والعشق البياني لهذا القرآن العظيم، هل تظن أنك سوف تطالع في حياتك أبهى وأبهر وأبهج وأسمى من هذا الكلام الباهر المفحم المعجز؟ كيف نريد السمو الحضاري والرقي المعرفي وبعض مثقفينا يتبجّح بطلاسم من الأدب الرمزي ليظهر تفوقه الثقافي وينظر إلى القرآن على أنه كتاب ديني تراثي قديم، والله لا أشعر بتهافت كلام الناس ورخص أقوال البشر إلا حينما أتغنى بآيات محكمات أو أسمع لقارئ جميل الصوت ليزلزل أعماق النفس بهذا الذكر الحكيم، ثم طالعت كلاماً لرموز الإصلاح والعلم فإذا هم مبهورون بهذا الكلام الآسر الأخّاذ وقد كتبوا شهاداتهم كما فعل جمال الدين الأفغاني ومحمد عبده ومحمد إقبال وعبد الحميد بن باديس والطاهر بن عاشور وابن سعدي والبشير الإبراهيمي وغيرهم كلهم أعلنوا وقوفهم خاشعين أمام روعة وجلال وسلطان القرآن. لقد سمع الوليد بن المغيرة أحد أساطين الكفر أول سورة فصّلت فاندهش وانبهر وقال: إن له حلاوة وعليه طلاوة وأن أعلاه مورق وأسفله مغدق، وأنه يعلو ولا يُعلى عليه، وهذه شهادة عدو فكيف بالصديق المحب؟ وأنا أطالب القراء أن يتفضَّلوا علينا بخمس دقائق من وقتهم ليقرأ أحدهم في خشوع وترنم وتغنٍ سورة الجن ثم يخبرنا بمشاعره وماذا وجد؟ أما الذين لا يبهرهم جمال الحرف، ولا يتذوقون حلاوة الإبداع، ولا يحسون بأسر البيان ولا بسحر الفصاحة فيكفيهم التجوال في سوق الخضار كما قال البحتري :
* عَلَيَّ نَحتُ القَوافي مِن مَعادِنِها ـ وَما عَلَيَّ لَهُم إذا لم تَفهَمِ البَقَرُ