المليشيات الحوثية تجبر طلاب المدارس على زيارة روضة الشهداء بمحافظة الضالع مباحثات سعودية أمريكية بخصوص السودان وتداعيات المواجهات بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع اتحاد الادباء وصف رحيلها بالفاجعة .. اليمنيون يودعون الكاتبة اليمنية المتخصصة بأدب الطفل مها صلاح بعثة النادي الأهلي بصنعاء تصل مدينة صلالة بسلطنة عمان بن وهيط يناقش مع رئيس المنطقة الحرة بعدن استيراد المعدات والآلات الخاصة بتوزيع الغاز المنزلي وفق المعايير العالمية خبراء: تعنت الحوثيين أوصل السلام في اليمن إلى المجهول المليشيات الحوثية تعتدي على مسؤول محلي بمحافظة إب رفض جبايات مالية الموت يفجع الديوان الملكي السعودي القوات المشتركة تفشل تحركاً غادرا للمليشيات الحوثية بمحافظة الضالع عاجل: عملية اغتيال غادرة طال أحد المشائخ وسط العاصمة صنعاء بنيران حوثية
صار الإنسان مكشوفا أمام العولمة ووسائلها من إنترنت وقنوات وجوال وأجهزة تنصّت وتصوير، وما أصبح عنده شيء مستور ولا سر مخفي ولا خاصة مخبوءة، وأصبح الإنسان داخل غرفة نومه الخاصة المغلقة هدفا سهلا واضحا مكشوفا لأي تصوير أو تنصّت ومهما حاولت الاختفاء والاختباء خلف الجدران والحيطان فإنك لن تنجو من رقابة العولمة واكتشافها لك، ليس ببعيد أن تصور وتدبلج صورك في أوضاع غير لائقة، وليس بغريب أن يدبلج صوتك ويؤخذ منه مقاطع تدان بها، وقد يؤخذ صوتك من الجوال والإنترنت وأنت تتصل بزوجتك فيوجه على أنك تكلم أجنبية، فما هو الحل أمام هذا السيل الجارف من الوسائل والأجهزة التي كشفت كل شيء وفضحت كل مستور وأظهرت كل مخفي وجعلت سافل الدنيا عاليها، وصارت الغرف الخاصة كالحدائق العامة والمكاتب السرية كالأسواق، وقد تنبه كثير من حملة الضمير إلى هذا الوضع المأساوي الذي يواجه الإنسان، وفكروا في حلول تحمي مكانة الإنسان وعرضه وسمعته أمام طغيان العولمة والحضارة المادية التي تفتقر إلى الرقابة والحياء والستر والعفاف، وفي القرآن حل لهذه المأساة لو اهتدت البشرية لهذا الحل، يقول تعالى: «وَذَرُواْ ظَاهِرَ الإِثْمِ وَبَاطِنَهُ»، وهذه الكلمة لا توجد في أي قانون ولا دستور أرضي، فالقوانين والدساتير الأرضية تراقب ظاهر الإنسان ولكنها لا تستطيع أن تخوص في أعماقه ولا تدخل نفسه ولا تعرف ما في ضميره، ولكن الواحد الأحد علام الغيوب هدد البشر برقابته على تصرفاتهم وأسرارهم وما تكنه ضمائرهم وما تخفيه صدورهم، إذن فلا حل لنا إلا بمراقبة الله والخوف منه وتربية الناس على سلامة الضمير وعفاف القلوب وحب الستر، والانتهاء عن هتك أستارهم وفضح أسرارهم، وقد حذر الوحي من هذا المسلك المشين، والخلق الدنيء، والتصرف المهين، والفعل الرخيص، الذي يقوم به التافهون الأنذال الحقراء، فقال تعالى: «ولا تَجَسَّسُوا وَلا يَغْتَب بَّعْضُكُم بَعْضاً»، وقال الرسول صلى الله عليه وسلم: «يا معشر من آمن بلسانه ولم يؤمن قلبه لا تتبعوا عورات المسلمين فإنه من تتبع عوراتهم تتبع الله عورته، ومن تتبع عورته فضحه ولو في عقر داره»، للبيوت أسرار وللناس أعراض، وللبشر كرامة، فيا من رخصت عليه نفسه فأصبح شؤما على عباد الله يفرح بعثراتهم ويجمع زلاتهم ويكشف أخطاءهم، أنت عديم المروءة، فقير الخلق، مجدب الذوق، ميت القلب، أما عندك عقل يردع؟ أو إيمان يمنع؟
ينبغي علينا أن نربي الجيل على عفاف النفس وحياة الضمير وكريم الخلق واحترام المشاعر ورحمة الإنسان والرفق بالناس وستر البشر وعدم الاستهانة بأسرارهم وأخبارهم وأعراضهم، فيا أيها المتهور الطائش الأرعن النـزق الأحمق أما لديك عرض تخاف عليه؟ أما عندك سمعة تحرص عليها؟ أما في بيتك زوجة وبنات وأبناء وعمات وخالات تخشى على أعراضهم وسمعتهم؟ أما فكرت يا من ينشر غسيل الناس ويفرح بعثراتهم ويظهر أخطاءهم أنك في يوم ما سوف تنال الجزاء من الحكم العدل سبحانه، فتسقط سقطة، وتغلط غلطة، وتتورط في ورطة؟ حينها تحين ساعة الانتقام، ويحل يوم القصاص، فتذوق سوء المصير وعاقبة الظلم لأنك طالما أبكيت عينا، وأحزنت قلبا، وروعت أسرة، وهدمت مجدا، وهتكت عرضا بتصرفك المشين، يوم نشرت صورا أو دبلجت صوتا أو فرحت بزلّة أو نشرت عثرة أو أذعت سرا أو شمتَّ بإنسان، وقتها سوف يكون مصيرك مرا وعاقبتك خزيا ونهايتك بؤسا، نحن بحاجة لحياة ضمير وتقوى قلوب، وكرم نفوس أمام طوفان العولمة الذي عرى العالم وكشف الدنيا وفضح المعمورة.