جراد الله
بقلم/ د. محمد جميح
نشر منذ: 5 سنوات و 6 أشهر
الأربعاء 29 مايو 2019 11:51 م
 

عضو مجلس الحوثيين السياسي، سلطان السامعي يقول إنه جرى في فترة الحوثيين فساد لم يكن على أيام علي عبدالله صالح، ولا من جاؤوا بعده.

السامعي يتهم أحمد حامد مدير مكتب مهدي المشاط بسرقة مليارات.

يا سامعي...

جماعتك لا تستحي...

جماعتك لم تسرق الصناديق والوفورات ومحافظ البنوك، كما ذكرت، وحسب.

جماعتك "سرقت الطعام من أفواه الجياع"، كما قال برنامج الغذاء العالمي.

جماعتك تتهم خصومها بأنهم مرتزقة السعودية، فيما تمتلئ "بدرومات" بيوتهم بالمواد الغذائية المقدمة من مركز الملك سلمان.

جماعتك ليس لديها "إباء الخصوم"، لأن الخصم الأبي يموت جوعاً، ولا يأكل من هبات خصومه.

لا تخدع نفسك عزيزي سلطان، حول طهر هذه الجماعة المراوغة، فقد كان السلاليون في اليمن يحدثون الناس عن أنهم لا يأخذون "الصدقات" على اعتبار أنها محرمة عليهم، كونهم-كما يروون-من "أهل البيت"، الذين لا يجوز أن يأخذوا "أوساخ الناس". ولما جلبوا الحرب على اليمن بحمقهم وجاءت المنظمات الإغاثية معها، نسي الكهنة فتواهم، ولطشوا "أوساخ" الجن والإنس!

أنت تعرف أن الحوثي مثل الجرادة، تأكل الأخضر واليابس والشجر والحجر، وتبدو نحيلة بجلد يابس، كأنها تعاني من مجاعة مزمنة...

ومع أنني أحييك لانتفاضتك ضد فساد "جراد الله"، فدعني أقول إنك أخطأت بتوجهك لمن تسميه "السيد"، ليكافح الفساد، وقد أضفيت عليه أوصافاً أنت في قرارة نفسك تعرف أنها لا تنطبق على اللص عبدالملك، وعمه اللص عبدالكريم الذي أتمنى أن تتحدث عن فساده، كما تحدثت عن فساد حامد.

يا عزيزي يجب أن نتخلى عن الفكرة التقليدية في اليمن، والتي تقول إن القائد دائماً بريء ونظيف، لكن الذين حوله هم الفاسدون!

لو كان القائد غير فاسد لما عيّن الفاسدين. كفانا مغالطات.

أعرف أن فقه النكاية هو الذي جعلك تناصر جماعة، لا تقر لك ولا للمشاط نفسه بأن يخلف عبدالملك في القيادة، لأن "شرط البطنين" لا ينطبق عليكما في معايير جماعة "الحق الإلهي".

أعرف أنك تريد أن تستقوي بالحوثيين ضد خصوم سياسيين، لكن علي عبدالله صالح أرد الغرض ذاته، وأنت تعرف نهاية القصة.

دعك من هؤلاء، فأنت أعقل من أن تنطلي عليك الأكاذيب التي تقول إن عبدالملك رجل رباني غير فاسد، لكن الذين حوله هم الفاسدون، أنت أذكى من أن تصدق أن "الله أمر بتولي عبدالملك الحوثي"، كما يقول الحوثيون للعامة من الناس.

دعك من الحوثيين...

دعهم إني لك من الناصحين...