قوات دفاع شبوة تعلن ضبط خلية حوثية في مدينة عتق وتتوعد بالضرب بيد من حديد الفريق علي محسن: علم الاستقلال في 30 نوفمبر هو ذات العلم الذي يرفرف في كل ربوع اليمن علما للجمهورية الموحدة بن عديو: على مدار التاريخ كانت عدن مطمعا للغزاة وفي ذات الوقت كانت شعلة للثورة والمقاومة والانتصار التكتل الوطني للأحزاب يوجه طلبا لكافة القوى السياسية والجماهيرية في اليمن كيف حصل الملف السعودي على أعلى تقييم لاستضافة مونديال 2034؟ الكويت تسحب الجنسية عن فنان ومطربة مشهورين النجم الكروي ميسي مدلل الفيفا يثير الجدل في جائزة جديدة أول بيان لجيش النظام السوري: أقر ضمنياً بالهزيمة في حلب وقال أنه انسحب ليعيد الإنتشار الكشف عرض مثير وصفقة من العيار الثقيل من ليفربول لضم نجم جديد بمناسبة عيد الإستقلال: العليمي يتحدث عن السبيل لإسقاط الإنقلاب وعلي محسن يشير إلى علم الحرية الذي رفرف في عدن الحبيبة
ترجم مصطلح «الجهاد» في الدراسات الاستشراقية إلى «الحرب الدينية» ( Religious War ) أحيانا، وأحيانا إلى «الحرب المقدسة» ( Holy War )، وأحيانا نقلت الكلمة العربية «جهاد» إلى اللغة الإنجليزية باسم « Jihad » لدى بعض الدوائر الاستشراقية التي ارتأت عدم قدرة المصطلحين السالفين - «الحرب الدينية» و«الحرب المقدسة» - على نقل مفهوم «الجهاد» في اللغة العربية. وعلى الرغم من أن بعض الدارسين نقلوا كلمة «جهاد» إلى اللغة الإنجليزية مستخدمين الحروف اللاتينية، فإنهم رغم عملية النقل هذه ( Transliteration ) قد حمّلوا الكلمة العربية دلالات وإيحاءات المصطلحين الغربيين بأبعادهما الدينية والفلسفية.
والإشكال القائم في الترجمة أو في النقل هو أن كلا المصطلحين في اللغة الإنجليزية يحوي كلمة « War »، حرب، بينما لا يستعمل القرآن مصطلح «الجهاد» ليعني مفهوم الحرب حصرا، هذا من جهة. ومن جهة أخرى فإن التراث الإسلامي لم يعرف المصطلحين الغربيين: «الحرب الدينية» و«الحرب المقدسة»، هذين المصطلحين المرتكزين أساسا على التراث الكنسي في نسخته الغربية. ثم إن المصطلحين الغربيين يحيلان إلى دلالات الحروب التي تقوم من أجل الدفاع عن الأديان ونشرها بين أكبر عدد من الناس، وقد ارتبطا في الفكر الغربي بـ«الحروب الصليبية» التي شنتها أوروبا الكاثوليكية على الشرق الإسلامي تحت ذريعة دينية هي استعادة الأراضي المقدسة - بما فيها القدس - من أيدي المسلمين «أعداء المسيح». كما ارتبط المصطلحان بالحروب الدينية التي كان يشنها الملوك المسيحيون بعضهم ضد بعض، ضمن المذهب نفسه أو من المذاهب الأخرى في العصور الوسطى.
وبما أن مصطلح «الجهاد» قد ترجم - خطأ - إلى مصطلحين يحويان كلمة «الحرب»، فإن المعنى الحربي للجهاد هو الذي ساد وعمّ - عن غير قصد في قليل من الأحيان، وبقصد في أحيان كثيرة - في الدوائر الأكاديمية والسياسية الغربية على الرغم من التمييز الواضح بين مصطلحي: «الحرب» و«الجهاد» في الاستعمال اللغوي القرآني.
وكنتيجة لالتباس مصطلحي «الحرب» و«الجهاد»، يؤكد برنارد لويس على ارتباط مفهوم «الجهاد» بالأعمال العسكرية التي امتدت من بداية ظهور الإسلام واستمرت في ما بعد حتى اليوم من أجل بسط سيطرة الإسلام ومد نفوذه.
ويضيف ديفيد كوك أن مصطلح «الجهاد» ارتبط بالمفهوم الحربي للكلمة، وأن الذين يقولون إن للجهاد معاني أخرى إنما هم نفر من الاعتذاريين المسلمين الذين يريدون فقط تحسين صورة الإسلام، حسب فهمه.
وفي الموسوعة ذائعة الصيت ويكيبيديا نقرأ الآية القرآنية: «فَلا تُطِعِ الْكَافِرِينَ وَجَاهِدْهُمْ بِهِ جِهَادًا كَبِيرًا»، ونقرأ تعليقا عليها أن الآية «تجيز استخدام العنف ضد غير المسلمين»، مع أن مفهوم الجهاد في الآية المذكورة أقرب إلى الجهاد الدعوي القائم على المجادلة والإقناع المنطقي.
من غير شك أن تكريس القول بارتباط مصطلح «الجهاد» بالأعمال القتالية فقط دون النظر إلى أصل المعنى اللغوي للكلمة العربية، الذي يعطي للمصطلح أبعادا أخرى، هذا التكريس مقصود منه إبراز المصطلح في مفهومه القتالي فقط لأغراض استشراقية تتمحور حول هدف إبراز الصورة النمطية للمسلم في الوعي الجمعي الغربي، تلك الصورة التي يظهر فيها المسلم ممتشقا سيفا أو متشحا حزاما ناسفا. وقد حدا هذا بدانيال بايب - وهو أحد الاعتذاريين الإسرائيليين في الولايات المتحدة - للربط المباشر بين مصطلحي «الجهاد» و«الإرهاب» عندما أشار إلى أن «الجهاد» هو «المصدر الأول للإرهاب»، كما ورد في موسوعة ويكيبيديا أن مصطلح «الجهاد» يشمل كذلك «الإرهاب الإسلامي».
وقد أدلت وزارة العدل الأميركية بدلوها في هذا الشأن بالقول بأن الجهاد «هو الكلمة العربية التي تعني «الحرب المقدسة»، وهذا يعني «استخدام العنف والأعمال العسكرية ضد الأشخاص والحكومات التي يرى الأصوليون الإسلاميون أنها معادية»، ويشمل «الجهاد»، حسب التوصيف السابق: التخطيط والإعداد والاشتراك في الأعمال التي تشتمل على العنف الجسدي وأعمال القتل والتدمير والاختطاف واحتجاز الرهائن.
هكذا إذن انتهت رحلة «الجهاد» في الأدبيات الأكاديمية والإعلامية والسياسية الغربية إلى تطابق مفهومه مع مفهوم «الإرهاب العالمي»، وهو ما يتنافى مع الأصل اللغوي لكلمة «جهاد» في اللغة العربية، كما يتنافى مع الأدبيات التي وضعت للجهاد بمعناه القتالي عند الفقهاء المسلمين، والتي منها عدم قتل الشيخ والطفل والمرأة، وعدم قطع الشجر وحرق المدن والقرى، وعدم التعرض لرجال الدين من الأحبار والرهبان، إلى غير ذلك من أدبيات الجهاد عند المسلمين.
وقد ساعد على هذا الخلط بين مصطلحي «الجهاد» و«الإرهاب» عوامل عدة، من بينها الخلل في الترجمة وسوء النية المبيّت، دون أن ننسى الدور الكبير الذي لعبته كثير من المجاميع المقاتلة التي تسمت بهذا الاسم في العالم الإسلامي، دون أن ترقى إلى المستوى الأخلاقي للمصطلح في نسخته القرآنية النبوية على السواء. ذلك المستوى الذي لخصته الآية: «وَقَاتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ الَّذِينَ يُقَاتِلُونَكُمْ وَلا تَعْتَدُوا إِنَّ اللَّهَ لا يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ»، والمبني أساسا على المعنى اللغوي لكلمة «جهاد» التي تعني لغة «بذل الجهد» بالمعنى العام لهذا الجهد الذي يتطرق إلى الأعمال المدنية والتعبدية والقتالية، وإن كان النبي صلى الله عليه وسلم قد قال حال رجوعه من إحدى معاركه: «رَجَعْنَا مِنَ الجِهَادِ الأَصْغَرِ إِلى الجِهَادِ الأَكْبَرِ»، في إشارة واضحة إلى أن الجهاد الأكبر هو مجاهدة النفس في طريق الخير، وهو ما يمكن أن يطلق عليه مصطلح «الجهاد المدني»، حيث يتسابق الناس إلى البناء الخلقي والقيمي والمدني، وهو بلا شك أصعب أنواع الجهاد.
* كاتب يمني مقيم في بريطانيا