وكيل أمانة العاصمة يزور مركز العاصمة الإعلامي" ويكرّم طاقم المركز وفاة قائد اللواء الرابع إحتياط بمريس في الضالع إثر حادث مروري. حوثيون قتلة .. رصاص قناصة مليشيا الحوثي تنتزع أرواح البرئيات من النساء .. العنف قنصا وزارة الداخلية تعلن إطلاق نسخنها الجديدة لبوابتها الإلكترونية قبائل محافظة إب تنصب خيامها في ميدان السبعين للإعتصام والمطالبة بتسليم قتلة الشيخ صادق أبو شعر الشيخ حسين القاضي لمارب برس: مواقف مأرب الوطنية والتاريخية ستسمر في التقدم بخطوات ثابتة ومؤتمر مأرب الجامع يجمع تحت مظلته غالبية القوى السياسية والاجتماعية تفاصيل جديدة حول المباحثات السعودية الإيرانية في الرياض أول دولة أوروبية توقف مساعداتها التنموية لليمن بسبب الحوثيين إيران ما زالت تهدد إسرائيل برد غير متوقع.. والجديد تصريحات لـ ''باقري'' في جلسة تتعلق بأمن البحر الأحمر.. الحكومة اليمنية تطالب بدعم وآلية لحماية الملاحة الدولية
مأرب برس - خاص
أردت أن أعنون لمقال هذا الأسبوع بعنوان: (تلبيس إبليس على العلماء والفقهاء) بيد أن القلم أبى هذا العنوان ، وحين سألته عن السر؟ أجاب بأن العبارة خاطئة ، فهي وإن كانت مناسبة لزمن الإمام ابن الجوزي عليه رحمة الله تعالى إلا أنها لا تصلح لعصرنا وزماننا.
وقال لي القلم بأن العنوان الصحيح هو: (تلبيسُ العلماء والفقهاء على إبليس!!) ، وأبان لي القلم عن رأيه مفسّراً رأيه بصراحة ووضوح حيث قال ضارباً أمثلة لأبلسة بعض العلماء وفتنتهم الأمة والعالَم من ورائهم بتلك الدماء التي سفكها صنف من العلماء في بغداد إبّان مناظراتهم الكلامية حول الأسماء والصفات ، وهل الله عز وجل بائن عن كرسيه أو لا؟ وهل سبحانه وتعالى أجلس محمداً صلى الله عليه وسلم على كرسيه..؟! مما نجم عن هذا النقاش البيزنطي ، الذي لم ينزل الله تعالى به سلطاناً ، أنهاراً من الدماء ، وحدثني القلم كذلك عن أولئك العلماء الذين أغروا المعتصم بالله بالإمام أحمد بن حنبل حتى جُلد أكثر من ألف جلدة ، وظل محبوساً طيلة ثمانية وعشرين شهراً ، لقوله عليه رحمة الله بعدم خلق القرآن ، وحدثني القلم طويلاً عن أحداث جسام فعل فيها بعض من ينتسب إلى العلماء ما لم يفعله إبليس ، أولئك الذين ليس لهم من العلم والفقه والديانة والتقوى إلا العمائم والثياب البيضاء أو السوداء أحياناً .
واختتم القلم حديثه إلي بفتوى سماحة شيخ الأزهر ومفتي الديار المصرية ووزير الأوقاف المصري الذين أفتوا بفريضة المشاركة في الاستفتاء على الدستور المصري كما نقلته جريدة المصريون بتاريخ: 24/03/2007، حيث الحصافة الشديدة في فتيا سماحاتهم ، فلم يقل معالي شيخ الأزهر السيد طنطاوي ولا مفتي الديار المصرية علي جمعة بوجوب المشاركة في الاستفتاء ، بل قال بفريضتها!! ، لعلمهم بتفريق الأحناف بين الواجب والفرض من حيث الإلزام الشرعي ، فالواجب عند الأحناف أقل إلزاماً من الفرض ، كما أن الواجب عندهم – الأحناف - يمكن إبداله ، بخلاف الفرض ، إلى غير ذلك من التفريق عندهم بين الواجب والفرض ، وبالتالي فقول السادة الشيوخ بفريضة المشاركة في الاستفتاء يفيد مزيد إلزام شديد لا يمكن المساومة عليه ، كفريضة الصلاة والصيام ، ومن المصائب والمهازل أن يصرح مفتي مصر طنطاوي ردًا على سؤال وجهته له الإعلامية منى الشاذلي ببرنامج العاشرة على "قناة" دريم" بأن المواد لم تأت إليه للإطلاع عليها ، لكن حين سألته المذيعة هل: ستذهب لتبدي رأيك؟ ، قال: نعم سأذهب وسألبي أمر ولي الأمر "!! .
هكذا وبدون إشكال وبدم بارد يفتى فضيلته بالفريضة الشرعية ، فيما لم يطلع عليه ، ولعلها عادته في الفتيا يفتي ثم يطلع على موضوع الفتيا ، لاحقاً ، بعد ذلك براحته ، وحسب ما يتيسر له الحال ، فوااعجباً !! .
إن سماحته لم يكلف نفسه لحظة للنظر فيما إذا كانت هذه التعديلات الدستورية تصب في مصلحة الإسلام والأمة والشعب المصري أم لا؟ أم هي بداية لنظام عسكري جديد يخنق المواطن المصري ويضيق عليه أنفاسه ، المهم لديه الفتوى المناسبة لمزاج البلاط .
لقد أجادت قوى الظلام والعلمنة استغلال العلماء أسوأ استغلال ، إلى حد غير معقول ، لقد جعلت منهم متاريس وجسور تعبر منها إلى خططها ومشاريعها ضد الأمة وضد مصالحها ، في استغلال رخيص لكونهم حملة الشريعة السمحة ، لو لا أن بعضهم لم يرعها حق رعايتها ، ولم يؤد حق الله فيها ، كما أخبر الله تعالى عن بني إسرائيل{مَثَلُ الَّذِينَ حُمِّلُوا التَّوْرَاةَ ثُمَّ لَمْ يَحْمِلُوهَا كَمَثَلِ الْحِمَارِ يَحْمِلُ أَسْفَاراً بِئْسَ مَثَلُ الْقَوْمِ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآيَاتِ اللَّهِ وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ } الجمعة5 .
بالمقابل ثمة قطيعة صنعها العلماء الحقيقيون مع قادة أمتهم وساستها وولاة أمرها لا سيما المخلصون منهم ، وبخل كثير منهم بواجب النصح لله ولرسوله وللمؤمنين ولعامة المسلمين وعامتهم ، فالعالم إما منكب على كتبه ودراساته ، أو له قناعته في العلاقة من أصلها مع الحاكم ، إنا لم نسمع يوماً أن العلماء أرسلوا ببرقية تهنئة بمناسبة شهر رمضان المبارك ، أو بمناسبة عيد الفطر أو الأضحى ، أو غيرها من المناسبات الدينية والوطنية ، لحاكم من الحكام ، سواءا كعلماء أو أحزاب إسلامية ، تحمل رسالة الإصلاح والهداية إلى العالمين بمن فيهم حكامنا وقادتنا ، رضينا أم أبينا ، تتضمن مع أريج التهاني وعطر التبريكات أيضاً التذكير بواجب إقامة الدين والملة والحكم بما أنزل الله ، رغم أن التهنئة المجردة جائزة من كل أحد لكل أحد كائناً من كان ، ومن اللافت للنظر والعبرة والعَبرة أن تجد الرئيس الأمريكي يهنئ المسلمين بعيد الفطر والأضحى ورمضان على سبيل المثال فيما علماؤنا لم يستطيعوا بعد مجرد رفع تهنئة إلى حكامهم ، وكسر حاجز العلاقة السلبية والقطيعة المقيتة مع الحاكم ، رغم أن الواجب على العلماء أكثر من غيرهم أن يعكسوا سماحة الإسلام وسعته ورحابته مع الجميع ، فكيف بولاة الأمر الشرعيين؟ !.
بالمقابل كذلك هل استطاع العلماء غرس مفهوم استقلال العلماء؟ ، وأن لا سلطان عليهم إلا سلطان الشرع والدين؟ ، لا رأي الشيخ وفقهه ومدرسته ، سواء في حوزاتهم الفقهية ومدارسهم ومؤسساتهم التعليمية!! ، أم أنّ أول من يفرض على التلاميذ التبعية وعدم الاستقلال هو الشيخ نفسه الذي لا يقبل إلا أن يكون كل تلاميذه - بلا استثناء - نسخة مكررة منه ، بلا تمييز ولا فرق حتى في الملبس والهيئة والحديث والخطاب .
إن عوامل التخلف الحضاري والتقليد الأعمى الذي سرى في جسد أمتنا أعتقد أن العلماء أيضاً لهم منه حظ ونصيب الأسد .
إن الواجب على العلماء من عمليات البناء والإصلاح في الأمة الجزء الأكبر ، والحظ الأكثر ، والنصيب الأوفر ، يبدأ هذا البناء والإصلاح بضمان استقلالية الفقيه ، عن سلطة الحزب ، وسلطة السلطان ، وسلطة الشيخ ، وسلطة المؤسسة ، بعد أن تتاح له آليات النظر والاجتهاد والفهم والإدراك والاستيعاب لخطاب الشارع الحكيم ، فلا سلطان على العلماء إلا سلطان النص الشرعي بمتعلقاته الفقهية والواقعية ، على اعتبار أنهم ورثة الأنبياء .
وعلى المؤسسات العلمية والتعليمية والرسمية والشعبية والحزبية فهْم هذه القضية ، قال تعالى: {الَّذِينَ يُبَلِّغُونَ رِسَالَاتِ اللَّهِ وَيَخْشَوْنَهُ وَلَا يَخْشَوْنَ أَحَداً إِلَّا اللَّهَ وَكَفَى بِاللَّهِ حَسِيباً } الأحزاب39 .
والله تعالى من وراء القصد ،،،
Moafa1@hotmail.com