الرئيس يتواصل مع الإرهابيين فما رد الأميركيين؟!
نشر منذ: 18 سنة و 8 أشهر و 10 أيام
الإثنين 13 مارس - آذار 2006 12:29 م

* منير الماوري

يقول سياسي أميركي متخصص في شؤون المنطقة العربية إن الرئيس اليمني علي ‏عبدالله صالح لا يحتاج إلى معارضة لأنه أفضل من يعارض نفسه بنفسه.‏ لم أدرك مغزى هذا القول إلا عندما قرأت إجابة الرئيس على سؤال لصحفي عربي ‏كبير عن حادث هروب معتلقي القاعدة من سجن الأمن السياسي حيث كشف الرئيس ‏أن "هناك تواصلاً يجري مع الفارين " وقد جاء بعضهم وسلم نفسه الى الأجهزة ‏الأمنية".‏ نعم هناك تواصل مع الفارين هذا الكلام قاله الرئيس ولم نسمعه من الأستاذ محمد ‏عبدالملك المتوكل أو من أي محلل سياسي مجتهد.‏ وعندما تابع الصحفي سؤاله باستغراب: كم عدد الذين سلموا أنفسهم؟ قال الرئيس: "حتى الآن ثلاثة، والبقية هناك تواصل معهم، وهم موجودون في الداخل ‏بحسب المعلومات المؤكدة التي لدينا ولم يغادروا اليمن، وهم يريدون ان يسلموا ‏انفسهم. ومعظمهم كان قد حكم عليه في القضاء وأمضى اكثر من نصف فترة الحكم، ‏والبعض لم يبق له إلا أشهر ويفرج عنه، وبعضهم قضيته منظورة أمام القضاء. ‏وهناك الآن تواصل مع جهازي الأمن السياسي والأمن القومي من أجل تسليم أنفسهم ‏للأجهزة الأمنية. ومن خلال مراقبتنا وتحرياتنا فإنهم ما زالوا في الداخل ". هل يعقل أن يقول هذا الكلام رئيس الدولة بنفسه ويعترف بأن هناك تواصل مع ‏مجموعة من الإرهابيين الخارجين عن القانون المحكوم عليهم فماذا تبقى للمعارضة أن تقول؟! ولا ندري كيف يمكن ‏أن يتم التواصل هذا؟ هل يتم عبر نفق يوصل إلى مخبأهم الجديد؟! أم عبر مشائخ ‏الإرهاب؟! وماذا يمكن أن نتوقع من السلطات الأميركية عندما تقرأ ترجمة ما قاله ‏الرئيس اليمني:‏ We Are in touch with them من المرجح أن يعود الهاربون إلى حاضنيهم مجدداً ولكن لن يكون بينهم مطلقاً الثلاثة ‏المعنيين من الهروب وهم جمال البدوي المتهم الرئيسي في قضية تفجير المدمرة ‏الأميركية (كول) و جابر البناء المطلوب من قبل السلطات الأميركية، وفواز الربيعي، ‏أحد أخطر العناصر المطلوبة.‏ هؤلاء الثلاثة يعرفون أسراراً كثيرة وقد يطيحون برؤوس كبيرة ولا يعقل أن يتم ‏السماح للفرنسيين أو الأميركيين أن يستجوبهم أو يتسلمونهم، لأن استجوابهم قد يعني ‏بالضرورة استجواب أو محاكمته شخصيات كبيرة في محاكم دولية ولذلك يجب إخفائهم من ‏على وجه الأرض . الرئيس علي عبدالله صالح مهما خانه ذكاؤه وأوقعه في زلات لسان خطيرة إلا ‏أنها غلطة الشاطر الذي لا يختلف اثنان على أنه يتمتع بذكاء فطري مشهود ‏ويتصرف بالطريقة الصحيحة في مناسبات أخرى كثيرة ويحب المفاجآت السارة . ‏ولهذا لا أظنه سيكون بمثل حماقة صدام أو سذاجة معاوية ولد الطايع بل بإمكانه أن ‏يميز بين خيارين لا ثالث لهما الأول: هو الانسحاب من الحياة السياسية في الوقت المناسب خلال هذا ‏العام والحفاظ بذلك على سمعته ومكانته التاريخية وتسجيل اسمه في سجل الخالدين ‏الذين تخلوا عن السلطة طوعاً وهذا ما أعلنه بالفعل. وحتى لا نظلم الرجل لم نجد منه ‏حتى الآن أي تغيير أو تراجع عن قراره التاريخي. أما الخيار الثاني فهو الإنصات ‏إلى ما سيقوله ذوو المصالح من حوله والبقاء في السلطة من أجلهم لتزداد الأوضاع ‏تردياً إلى أن يفقد ما تبقى له من مكانة ويجعل كل كاتب وصحفي ورجل شارع في ‏اليمن يقول للرئيس بملئ فمه دون خجل أو خوف " أنت كاذب ". أعتقد أن الرئيس ‏سوف يصدق وعده هذه المرة ولا أعتقد أنه يمكن أن يحقق أي شئ إضافي في حياته ‏السياسية فقد أصبح بين اليمنيين نصف إله يميت الأحياء ويرزق الأغنياء ويزيد الفقراء فقراً ويذل البلاد ‏وينكس رؤوس العباد، فماذا يمكنه أن يضيف إلى تاريخه؟!‏ لقد أصبحت هامته عالية لا تنحني ولكن بالمقابل أصبحت رؤوس مئات بل آلاف ‏اليمنيين منكسة ذليلة يتسولون الخبز في دول الجوار أو يبيعون كرامتهم في داخل ‏البلاد، ولم يعد هناك أمل في إصلاح الأوضاع إلا إذا حنى الرئيس هامته تواضعاً ‏للشعب المسكين الذي يعيش الرئيس على تقطيع أوصاله. ورئيسنا يعرف جيدا أنه ‏يستمد قوته من ضعف الآخرين فماذا سيفعل عندما يستفيق الآخرون؟! ‏ هؤلاء الآخرون لا يحتاجون إلى "حنين" طائرة أميركية ولا إلى "خرير" بارجة ‏فرنسية كي يستفيقوا بل ستجبرهم طرقات الجوع على الخروج للشوارع بحثا عن ‏وسيلة لإيقاف آلام الجوع. وسيضطر الأميركيون للتعامل مع من يتمكن في النهاية ‏من السيطرة على مسيرات الجائعين وليس مع من يقمعهم بالسلاح. ولن ترتفع هامة ‏أي قائد مالم ترتفع هامة شعبه بين الشعوب وهذا ما نطمح إلى تحقيقه في الفترة ‏الإنتقالية المقبلة عبر صناديق الإقتراع وعبر علي عبدالله صالح كأول رئيس عربي ‏يتخلى عن السلطة طواعية وهو في قمة مجدها

بوش .. وانتهاء النفوذ الأمريكي
من خفايا السجون نداء لرئيس الجمهورية ولكل ذي عدل
معونات التنمية لأغراض التنمية
يشاركون ولا يشاركون
داخل عقل الرئيس!
مشاهدة المزيد