شكراً أيها الأب الرئيس
نشر منذ: 18 سنة و 4 أشهر و 25 يوماً
الخميس 29 يونيو-حزيران 2006 09:42 ص

بلغ السيل الزبى وبلغت القلوب الحناجر خلال يومي الأربعاء والخميس الماضيين واكتمل الخوف على هذا الوطن يوم الجمعة "الماضية" عندما قام بعض الخطباء "النجباء" برسم الصورة المأساوية والقاتمة لليمن في حال استمر الرئيس الصالح في قراره "سيئ الذكر" وكاد الشعب أن يخرج عن طوره ويعلنها ثوره شعبيه ضد الرئيس الذي "كان" قد خيّب أمله وكسر مجاديفه بإصراره على ذلك الرأي الشخصي الذي اتخذه في لحظه شيطانيه ووسواس قهري صوّر له أنه سيتوج مسيرته وإنجازاته به وما قدر العواقب التي يمكن أن تنتج عنه في حال استمر فيه "لا قدر الله".

 ضاقت فلما استحكمت حلقاتها .. فرجت وكنت أظنها لا تفرج , تذكرت هذا البيت من الشعر وأنا أسمع كلمات الأخ الرئيس يعلنها من على منصة السبعين أنه مع الشعب حتى يوصل السفينة إلى بر الأمان ، إلى بر الأمان ، إلى بر الأمان ، وقلت في نفسي هكذا هم الزعماء والقادة , هكذا هم ولاة الأمور الذين يضعون الأمور في نصابها ويستجيبون لشعبٍ أراد الحياة بحياة وبقاء علي عبد الله صالح ، وخطرت في ذهني العديد من الأمثلة والاستشهادات في هذا المقام غير أن ابلغها على الإطلاق كلمات أبي القاسم الشابي رحمه الله "إذا الشعب يوماً أراد الحياة .. فلا بد أن يستجيب القدر".

 لاحظت يوم السبت المشرق وأنا في جولة "الستين ـ حده" والمجاميع الغفيرة تعود إلى أماكنها ووظائفها ومنازلها بعد إعلان الرئيس عدوله عن قراره "سيئ الصيت" ، لاحظت عدداً من كبار السن وهم يجهشون بالبكاء ويمسحون دموعهم فسألتهم لماذا تبكون" ، قالوا هذه دموع الفرح فالموقف مؤثر جداً ...جئنا وأيادينا على قلوبنا خوفاً أن يردنا الرئيس خائبين ويخيب حضورنا ووجوهنا اللي بدينا بها لهذا الحشد ولكن كثر الله خيره استجاب لنا وتراجع عن ذاك القرار إلى ما هو بزين ، فتحت الإشارة وتحركت بسيارتي وأنا اردد "ماهو بزين ، ماهو بزين..!!

 أعتقد جازماً أن الأخ الرئيس بعدوله عن قراره "سيئ الصيت" سيكون هدفاً للعديد من السهام الحاقدة والمسمومة من داخل الوطن وخارجه وكذا كل من رحّب بالقرار الأخير "العدول" ومن كتب عنه أو شارك في مسيراته ومظاهراته والإشادة به بأي طريقة من الطرق ، ولكننا نرد عليهم بأننا نتمثل مدرسة علي عبدالله صالح التي كان ولا يزال شعارها "وإذا خاطبهم الجاهلون قالوا سلاماً".

 تلقيت سيلاً من الرسائل الاليكترونية ردا وتعليقاً على مقالي السابق "الرئيس الصالح والقرار الخطأ" وكانت أغلبها سب وقذف وتجريح وكلمات بذيئة لا أستطيع أن اكتبها هنا لان القلم "وهو جماد" يعافها ويرفض التعامل معها فضلاً عن صاحب القلم الذي لن تزيده تلك الرسائل إلا ثقة بنفسه ونهجه ومعتقده وصوابية رأيه ، والذي لفت نظري تذييل البعض لرسالته بـ"عضو التجمع اليمني للإصلاح أو عضو الحزب الاشتراكي اليمني" وكأنه قد اخترع الذرة ويريد رفع ذلك الحزب معه إلى أوج العُلا ويعيد له الفضل في ما خرج منه من بذاءات وشتائم استحي مجرد الإشارة إليها ، وتعليقي هو "كل إناء بالذي فيه ينضح " لكنني أؤكد أنني لا أعتبر تلك الرسائل معبرة عن وجهة ذلك الحزب الذي أقحم في الرسالة لأني من أنصار القاعدة التي تقول أن "الإسلام لا يعاب بأتباعه" وكذلك الحزب لا يعاب بأتباعه الذين أرجوا أن يكونوا القلة في أي حزب تم ذكره في تلك الرسائل أو لم يذكر حفاظاً على كياننا الاجتماعي من الانحطاط والتردي.

 أحدهم قال لي أنني حيرته كيف أكتب في موقع إيلاف الإخباري كلاماً قاسياً عن الأوضاع المتردية ، وأكتب في الصحافة المحلية عكس ذلك , فسألته ما الفرق بين الخبر والمقال , قال" ديمه خلفنا بابها " قلت لا فائدة من إزالة حيرتك وتركته ومشيت ، لكنني اود ان ازيل اللبس لدى العديد من القراء والزملاء الذين يقعون في نفس الحيرة التي وقع فيها صاحبنا وهي أنني في إيلاف أكتب أخباراً وأنقل أحداثا ووقائع ملتزماً بالأمانة المهنية لأنني مؤمن بأن الخبر مقدس ، فعندما يكون هناك خبر عن الفساد مثلاً ووصلتني معلومات أو وثائق فإنني لا أستطيع إلا أن أنشرها كما هي ، وكما وصلتني شرط التأكد من مصدرها فقط , أما المقالات فهي تعبر عن وجهة نظري الشخصية وربما تكون خاطئة أو لاتتماشى مع مايعتقده الكثير من الناس لكنها تظل قناعتي ورأيي الشخصي الذي اعتز به.

أخيرا أزجي التحية والتقدير للأب البار بشعبه وأمته ووطنه علي عبدالله صالح وأقول له أرجو أن يكون الالتفاف الذي أظهره الشعب حولكم ودموع الأيتام والأرامل والشيوخ والمعاقين ومختلف فئات الشعب التي تراجعتم لأجلها "حد قولكم" ، والاعترافات التي صدرت من مسؤولي الدولة ببعض الممارسات الخاطئة التي انتقدتموها في خطابكم بالمؤتمر الاستثنائي الأخير هي الأجندة القادمة لرسم مستقبل اليمن المشرق إن شاء الله.