آخر الاخبار
اليافعي : أبناء الشمال واجهوا ظلماً اكبر مما لحق بابناء الجنوب
بقلم/ مأرب برس - خاص
نشر منذ: 11 سنة و 7 أشهر و 21 يوماً
الثلاثاء 02 إبريل-نيسان 2013 12:33 ص
 

أ كد عضو مجلس الشورى وعضو مؤتمر الحوار الوطني ورئيس المكتب التنفيذي  للملتقى التشاوري لأبناء الجنوب  بصنعاء سعيد اليافعي ان هناك ابناء المحافظات الشمالية تعرضوا لظلم فاق المظالم التي تعرض لها أبناء المحافظات الجنوبية.

 وقال في حوار مع "مأرب برس" "الفرق بين الشمال والجنوب ان الجنوبيين تعودوا على دوله نظام وقانون وفي الشمال تعودوا منذ مئات السنيين على التبعية لمن يقودهم سواء كان شيخا او ملكا او اماما .. ولذلك استطاعوا بطريقة ما او بأخرى ان يتعايشوا معه .."

وأضاف الجنوبيون لا يستطيعون العيش بهذه الطريقة لأنهم لم يتعودوا على التبعية للمشائخ بل تعودوا مقاومة الظلم، واوضح ان كل حراكي بريء مما شهدته المحافظات الجنوبية من التعرض للمواطنين وممتلكاتهم ، راداً ذلك الى وجود مندسين يريدون تشويه سمعة الحراك الجنوبي.

وحول مؤتمر الحوار فانه تمنى ان يكون مخرجاً للبلاد نحو الأفضل، مشيرا الى انه كجنوبي لا يمثل كل فصائل الحراك وان مشاركتهم في الحوار أتت من باب الا يتهم الجنوبيون بافشال الحوار، محملاً القوى المتنفذة في الشمال أي فشل قد يواجه مؤتمر الحوار الوطني.

ودعا مؤتمر الحوار لدراسة الحل الأمثل "مثلما اتحدنا بعاطفة يجب الا نصر على الوحدة بعاطفة".

حاوره /أنور حيدر

-حدثنا عن برنامج وسياسية الملتقى التشاوري لأبناء الجنوب في صنعاء .

أولا اعتقد انه كل جنوبي هو حراكي وكل من يسعى لحل القضية الجنوبية بما يرضي ابناء الجنوب فهو حراكي في النهاية .. نحن في الملتقى التشاوري لأبناء الجنوب بصنعاء حددنا سياسية واضحة باننا لسنا مع أي خيار من الخيارات التي تطرح على الشارع الجنوبي ولكن نحن مع ما يريده ابناء الجنوب.

-هناك من يقول ان ابناء الجنوب يريدون فك الارتباط ..

هذا احتمال .. لكن هذا القول ليس الشيء الوحيد الذي يؤكد ما هو الخيار الذي سيختاره أبناء الجنوب من خلال استفتاء حر باشراف محايد بحيث ان كل شخص يختار ما يريده للجنوب من مستقبل.

-في حال فشل مؤتمر الحوار في تقديم حل للقضية الجنوبية هل ستدعون الى استفتاء باشراف الأمم المتحدة ؟

بالتأكيد في حال الفشل و هو احد الخيارات الذي نؤمن بها، وهو حق لشعب الجنوب في تقرير مصيره، لكن نحن لا نريد ان نقول مسبقا ان شعب الجنوب يريد فك الارتباط او الفيدرالية او البقاء واذا تكلمنا عن مستقبل دوله مدنية ديمقراطية فيها حرية الرأي والرأي الآخر فلكل فصيل الحق في ان يطرح ما يؤمن به بحرية كاملة على الشعب الجنوبي .. وبالنهاية الشعب الجنوبي هو الذي يقرر اذا قرر فك الارتباط يجب علينا كلنا ان نقبل بذلك القرار.

-هناك من يطرح بان الفيدرالية من اقليمين انفصال ..

الحديث عن فيدرالية من عدة اقاليم هو غير واقعي لكن القول بان الفيدرالية من شطرين انفصال انا لا اتفق مع ذلك وهذا يعتمد على الدولة المركزية وعلى اخواننا في الشمال بدرجه اساسية اذا ساعدوا اخوانهم في الجنوب على نجاح المشروع الفيدرالي من شطرين فهو سينجح وربما في المستقبل نعود الى دولة بشكل اخر، لكن الخوف من ان القوى المتنفذة في الشمال ستعمل ما بوسعها لإفشال الفيدرالية ظانين ان افشال مشروع الفيدرالية من شطرين سيعيد الجنوب الى الدولة المركزية وهذا ظن في غير محله..

انتم تطرحون بان السكان في الجنوب عانوا بعد الوحدة بينما هناك من يطرح بان كلا السكان في الشمال والجنوب عانوا من بعد الوحدة ..

اتفق مع هذا الطرح.. عشت من يوم الوحدة الى الآن في الشمال واراقب وارى بعيني الظلم الجائر على ابناء الشمال، لكن الفرق بين الشمال والجنوب ان الجنوبيين تعودوا على دولة نظام وقانون، والاخوة في الشمال منذ مئات السنيين في التبعية لمن يقودهم سواء كان شيخ او ملك او أمام وما الى ذلك.. تعودوا انهم يتقبلون هذا الظلم ولذلك استطاعوا بطريقة ما او بأخرى ان يتعايشوا معه، اما الجنوبيين لا يستطيعون على الاطلاق العيش بهذه الطريقة لأنهم لم يتعودوا على التبعية للمشايخ بل تعودوا عندما يروا ظلم ان يقاموه حتى لو ادى ذلك لسفك دماء .. فالظلم موجود في الشمال لا شك في ذلك وفي بعض مناطق الشمال الظلم اكبر، الشيء الثاني الوضع في الشمال وصل الى ما هو عليه عبر مئات السنيين، فالابن يرى ان أبوه تقبل الظلم والأب يرى ان أبوه تقبله فيصبح شيء عادي لكن غير محبوب.. ولكنه أصبح وكأنه شيء مفروض عليهم ، أما في الجنوب جاءت الهجمة التي واجهت أبناء الشمال، في سنين قليلة.

هناك من يطرح ان الدولة في الجنوب عودت المواطنين على الاعتماد عليها ولهذا شعر المواطنون بالغبن والظلم بعد الوحدة .. ما ردك ؟

مهما كانت مساوئ الدولة في الجنوب فلا توجد دولة في العالم الا ولها حسنات ومساوئ لكن الدولة في الجنوب وفرت الوظيفة والسكن بأسعار رمزية جدا، ووفرت المواد الغذائية باسعار مدعومة ووفرت التعليم المجاني والصحة المجانية، والراتب الذي يحصل عليه المواطن في الجنوب هو راتب ضئيل لا يستطيع ان يصرفه نهاية الشهر لان كل شيء متوفر له، فجأة في عام 1990م، انتهت هذه الامور واصبح المواطن معتمد على الراتب لتغطية كل هذه الامور التي كان يحصل عليها مجانا بينما في الشمال الناس متعودون على الاعتماد على انفسهم، اقول ان اليمن هي الوحيدة في العالم التي فيها المواطن لا يعتبر الدولة مسؤولة امامه على الاطلاق بينما في كل انحاء العالم عندما تنقطع الكهرباء او ينعدم البترول تخرج مظاهرات والدولة تٌساءل، لكن في اليمن عندما حصلت ازمة الديزل ماذا عمل الناس استخدموا الحطب ولم يخرجوا في مظاهرات لأنهم يعتبرونالدولة غير مسؤولة امامهم ان اعطته الدولة شيء كثر الله خيرها وان لم تعطه شيء لا يعتقد انه من حقه ان يسائل الدولة مما جعل الدولة تتمادى بحيث انها تقول انها ليست مسؤولة امام المواطن تأخذ منه الضرائب وثروات البلد لكن لا تقدم للمواطن شيئاً، وهذا الشيء اصبح مقبولاً في الشمال لكنه غير مقبول في المناطق الجنوبية .

-هل تتوقع ان يقدم مؤتمر الحوار حل للقضية الجنوبية ؟

اتمنى ان يقدم شيء .. وهل الافضل لنا ان نكون دولة واحدة والشعب يفقد الود بينه او افضل ان نصبح دولتين ويكون هناك حب واحترام..

-ماذا تقصد بدولتين فيدرالية أم فك ارتباط ؟

أيهما في النهاية شطرية من فيدرالية او شطرية دولتين هذا نفسه بيخلق نوع من التنافس ما بين الناس الذين يحكمون هذه البلدان .. الان لا يوجد تنافس كلنا مهضومين شمالا وجنوبا واذا حصلنا على نوع من الحرية في ان نبني الجزء الجنوبي سيرغمون من يحكموا الجزء الشمالي على ان يعملوا لشعبهم وربما في النهاية قد نصل الى تكامل اقتصادي او تكامل تجاري، وحصلت على تأكيد من كل مكونات الحراك ان انفصال الجنوب او فيدرالية من شطرين لا يعني انه قطع الصلة مابين الشعب الجنوبي والشعب الشمالي..

-أنت الآن بحضورك في مؤتمر الحوار تمثل الحراك ام تمثل نفسك فقط ؟

قدمت مداخلة في جلسات الحوار قلت فيها أنا جنوبي لكن لا امثل كل الحراك الجنوبي.

-ما تفسيرك لمن يقومون بالإساءة للمواطنين الشماليين الذين يسكنون في الجنوب ؟

لا انسان عادي او قيادي في الحراك الا وادان مثل التصرفات وانا اخشى ان من يقومون بمثل هذه الاعمال ليس لهم صله بالحراك وانما مندسون من قبل جهات اخرى، وهناك بعض الاحزاب للأسف تؤجج مثل هذه الامور اعتقادا منها بان مثل هذه الاعمال ستخلق الكراهية للحراك الجنوبي بينما الحراك بريء من هذه الأمور.

-نزول فرق الحوار إلى المحافظات ممكنه ؟

من ناحية لوجستية فيها صعوبة واريد ان اعرف ماهو الفرق ان نجتمع في صنعاء او تعز؟، اقول انه أي اجتماع يخطط له في أي مدينه جنوبية مصيره الفشل لان الحراك الجنوبي له شعبية وقدرته على تعطيل أي حوار على الاطلاق فلا فرق ان تعمل الفرق في صنعاء او الحديدة او تعز لكن في صنعاء الامكانيات متوفرة الأمانة العامة موجودة قيادة الاحزاب موجودة للتشاور مع اعضائها الذين يمثلونها، لا ارى الا عنصراً واحداً يمكن ان يناقش خارج صنعاء الا وهو القضية الجنوبية على اساس ان تكون في مكان خارج اليمن لان هذا أهم المطالب الاساسية للحراك الجنوبي ربما اذا اتخذ هذا القرار سيكون له مردود ايجابي في اقناع بعض المكونات الحراكية لكي تنضم.

-هناك من ينتقد المبادرة الخليجية لعدم تطرقها للقضية الجنوبية وتلافتها الآلية التنفيذية.. هل انت مع هذا الانتقاد ؟

لم تتطرق المبادرة الخليجية اطلاقا الى القضية الجنوبية ولو بكلمه واحدة وتم تلافيها من قبل الأمم المتحدة في الالية التنفيذية ، عندما وضع الاخوة في الخليج المبادرة كان عندهم تصور ان المشكلة في صنعاء بين الفرقاء المتنفذين كيف تحل؟، فركزوا مبادرتهم على هذا الموضوع لكي لا يهوي اليمن الى حرب أهلية وغيرها.

-بحسب تصورك هل نفذ من المبادرة الشيء الكبير ؟

لم تنفذ بالشكل المطلوب اهم شيء الامن وعندما كنت أسأل هل الوقت مناسب لعقد مؤتمر الحوار الوطني  أرد انه غير مناسب لان صنعاء لا تزال مقسمه حتى يومنا هذا فجنود تابعين للفرقة ماسكين جزء من العاصمة وقبائل ماسكة جزء من العاصمة وما وجود عسكر يتبعون اللجنة الامنية والعسكرية الا واجهة فالقرار لا يزال بيد من كانوا ماسكين القرار في السابق لم يتغير الوضع، الرئيس عبدربه يواجه مشاكل الدنيا في هذا الوقت لا احد يلومه ولكن في النهاية هو مسؤول لأنه رئيس الدولة لكنه يراعي انه اذا اتخذ قرار ربما تكون ردة الفعل اكبر بكثير ، لكن الى متى الانتظار .. مثلا تسمية قادة المناطق السبع ، استيعاب الكوادر الجنوبية التي سرحت من مناصبها.. لا بد من اتخاذ قرارات فيها، والجيش والامن اذا لم يوجدوا في أي بلد لا ترتجي منها ان تستقر أو تزدهر.

-كلمة اخيرة ؟

اتمنى من المشاركين في مؤتمر الحوار الذين يعول عليه الشعب اليمني الكثير ومن قادتهم واحزابهم ان ينظروا الى كل الأمور بواقعية ، وان لا نجعل العواطف تستمر في تسييرنا مثلما اتحدنا بعاطفة يجب الا نصر على الوحدة بعاطفة وانما يجب ان ندرس ما هو الحل الأمثل لليمن.