طائرة إسعاف 2-3
بقلم/ أحمد إبراهيم
نشر منذ: 17 سنة و 4 أشهر و 29 يوماً
الإثنين 25 يونيو-حزيران 2007 07:14 ص

مأرب برس ـ المغرب ـ خاص 

  تحدثت في الجزء الأول من هذا المقال المطول عن وضع المرضى اليمنيين ببعض الدول العربية وعن سبب عزوف هؤلاء المرضى للعلاج في وطنهم، وسوف انتقل في هذا ا الجزء عن الأسباب الحقيقة التي أدت إلى سفر كثير من الناس للعلاج في الخارج مستشهدا بحكايات عديدة رواها بعض المتضررين تسبب لهم بعض الأطباء والصيادلة في اليمن بعاهات مستديمة.

فعند مروري بإحدى شوارع القاهرة المدعجة بالمستشفيات، التقيت صدفه بمواطن يمني في عقده الثالث كان جالسا على ناصية الطريق، فتحدثت معه وتعرفت علية جيدا، حينها دار بداخلي سؤال ولم أتردد فسألته.. هل سبب مجيئك هنا لغرض الدراسة أو التجارة !! " لم أسئلة لغرض العلاج لأنة يتمتع بصحة جيدة". فأجابني لغرض العلاج فأنا أرافق والدي المريض في هذا المستشفى المقابل لنا، فقولت له هل والدك مصاب بمرض خطير لا سمح الله وبسببه انتم هنا؟. فأجابني لا.. بل أنه مصاب بالتهابات في أذنيه تمنعه من السماع بوضوح، فقولت له ألا يمكن لهذه الالتهابات أن تعالج داخل الوطن دون السفر والتكلفة؟. فأجابني وعيناه مليئة بالحزن والأسى لما لقيه من عناء خمس سنوات من العلاج والتردد على العيادات الخارجية داخل الوطن.. قال لي: إن جميع الأطباء اجمعوا على أن حالة والدي لا يمكنها أن تتحسن وأجمعوا أيضا أن يستخدم سماعه لتكبير الصوت وافقدوني الأمل. ولكن والدي أبى أن يستخدمها لأنها تضايقه ولا تعجبه، فأتينا إلى هنا وعند زيارتنا للأطباء المتخصصين أتضح لنا أن الوالد بحاجة إلى عملية صغيرة في منطقة الطبلة في الأذن اليسرى، وهو الآن بعد إجراء العملية والفحوصات قد تحسن سمعه بشكل كبير دون استخدام سماعه.. فقولت له: "ربما لو أتيتم إلى هنا من قبل لأستطاع والدك السماع بوضوح قبل خمس سنوات"!.

أما الأخ عبد الله الخامري وهو أحدى المواطنين اليمنيين الذين هم في المستشفيات المصرية لغرض العلاج، والذي يعاني من إصابة في رجلة اليمنى لم أسئلة لماذا أتيت إلى هنا، وذلك لتأكدي على أنه هنا لغرض العلاج من ما زاد من تأكدي ويقيني أنة كان يحمل عكازا، فسألته هل تعرضت إلى حادث مروري أدى بك إلى استخدام العكاز؟ فأجاب لا.. بل إنني عند ذهابي إلى سوق شميلة لشراء القات "سوق للقات يقع في قلب العاصمة صنعاء"، ففي يوم نشب خلافا في السوق فعادتا ما تعم الفوضى هناك أدى ذلك الخلاف إلى ضرب عيارات نارية في الهواء وانفجار قنبلة فكنت بجانبها ولم استطيع الفرار، فأصبت ببعض الشظايا الطائشة في رجلي اليمنى مما أغمى علي وتم إسعافي ولم استيقظ إلا في أحدى مستشفيات العاصمة المجاورة للحادث وقد تم استئصال جميع الشظايا.

فاندهشت فلم يبقى سوى الصواريخ والألغام لتستخدم في تلك المعركة!! هل مازلت مثل تلك التصرفات وضرب العيارات النارية والقنابل في قلب العاصمة صنعاء ؟؟. فقلت له حمدا لله على سلامتك يا أخي، ولكن مازال هناك سؤلا يراودني ولم أستطيع إن أسئلة في بداية الحوار، وهو لماذا أتيت إلى هنا بالرغم أن جميع الشظايا قد استؤصلت والحمد لله؟.هل أنت هنا لغرض السياحة والاستجمام.؟ فابتسم لي قائلا: سبب وجودي هنا ليس لاستئصال الشظايا، وإنما بالتسمم الذي حصل لي إثناء عملية الاستئصال والذي أدى إلى استخدامي العكاز؟ ورجلي الآن في تدهور مستمر وأني خائفا من تتفاقم الحالة.

 فالمشرط الذي استخدم لعلاج عبد الله أصبح بمثابة طعنة في رجلة، وهذا ما يؤكد على أن المشرط في المستشفيات اليمنية أصبح سلاح ذو حدين، أي أنة قد يصبح صوقا للنجاة أو أداة للقتل؟.

 ولو قمنا بزيارة المستشفيات اليمنية لوجدنا العديد من الماسي من الحالات المختلفة التي تسبب بها الطب في اليمن إلى عاهات مستديمة .

 لم اكتفي بسماع المرضى فحسب، ولكنني في الجزء الثالث والأخير من هذا الموضوع سوف أنتقل إلى الطاقم الطبي في اليمن والإمكانيات والإشكاليات التي تواجه متحدثا أيضا مع أطباء يمنيين تلقوا دراستهم الجامعية في الخارج واتوا إلى الوطن للأتحاق بزملائهم الأطباء.

*أحمد إبراهيم جعفر كاتب وصحفي يمني مقيم بالمغرب

Heman_2010@hotmail.com