صالح هبرة وتهديدات الحوثيين قبل وبعد الإرهاب
بقلم/ عبدالفتاح الحكيمي
نشر منذ: 3 سنوات و 10 أشهر و 13 يوماً
الأربعاء 13 يناير-كانون الثاني 2021 08:59 م

. قبل أيام يدعو الشيخ صالح هبرة نائب رئيس جماعة انصار الله السابق(المطاح به) وبحذر كبير أطراف الحرب اليمنية إلى الحوار والحل السلمي على الرغم من حساسية ثور الحوثيين الهائج عند نبش هذه الجزئية التي تذكرنا بعقلية الرئيس السابق وهو يستنكر مطالبة الجماهير له بمغادرة السلطة بعد ٣٣ عاماً..(من يرحل .. أنا ارحل) ؟؟.

. فمن يحاور من ياشيخ صالح وهناك من يُمَنَّوْن أنفسهم ويُعدّون العدة لاكتساح باقي البلاد ونهب العباد رغم أن قرار اعتبارهم دولياً منظمة إرهابية شبه محسوم .. فهل تتعقل قياداتهم قبل فوات الآوان بالتحول إلى الممارسة السياسية أم يكتبون نهايتهم الوخيمة..؟؟

فما بعد خروج حسن أيرلو من السرداب ليس كما قبله.. والأرض والسماء تتسع لأجيال جديدة من صواريخ وطيران مُسَيّر عابر حتى إلى تل أبيب وما بعدها ..

ومشروع عبدالملك بدر الدين تجاوز كونه قوة محلية مجنونة إلى كونه العوبة خارجية بيد الآخرين الذين يشيرون عليه بمتى وكيف وأين ..

فحال فاقد قراره الوطني أسوأ ممن يفقد عقله. وجهت الجماعة تهديدات قوية للشيخ هبرة الخاضع للإقامة الجبرية والرقابة المشددة وتوعدته واستدعته قبل فترة جراء مقالته السابقة عن الفساد المالي والإداري الكبير الذي ينخر إدارة الانقلابيين وشماعة((العدوان أولًًا)) وكيف يتركون فئران وكلاب الفساد العائلي تنهش ما تبقى في زمن المجاعات والظلم الفادح

. والدعوة إلى الحوار أشد وطأة عليهم من طلعات طيران العدوان ألتي غيبت قياداتهم في الجحور وحجبتهم عن الشمس والهواء لأشهر وسنوات.

* ألخوف من السلام *

ثلاث مفردات خطيرة ترعب الحوثيين(السلام, الحوار, وإنتقال السلطة)). أما وقد خاض الشيخ صالح هبرة في موضوع مزعج لا يطيقونه مثل((الحوار)) فالكرة في ملعب إيران وأدواتها في صنعاء .. والحوار ضرورة لمكونات أنصار الله فيما بينهم قبل الآخرين لأن معاناتهم من طيش زعيم المسيرة القرانية ربما أنكأ من ملايين مسهم الضر وظلم العائلة الحاكمة الفاحش. ونخشى هذه المرة إرسال حملة أضخم من سابقتها لملاحقة الشيخ هبرة وكل من يدعون للحوار ..

وإلا لماذا تدشين مقابر جديدة فاخرة لمن تبقى معهم وتقليد استعراضات إيران الفنطزية في ترويج أسلحة جديدة وكرنفالات تقديس الموت والدمار وتحدي الآخرين من صنعاء في تحشيد مناسبة مقتل قاسم سليماني.!!. لم يحسم الحوثيون المعركة عسكرياً مع الشعب والشرعية (ولن يحسموها) كما خسروا معركتهم السياسية الحقيقية في أن الجماهير تمقتهم وترفض وجودهم أكثر من أي وقت..

فعن أي حوار ومرجعيات تسفر عن انتخاب سلطات مؤسسات الحكم الشاملة والحوثيون يخشون إلى اليوم إعلان فضيحة الانتخابات النيابية التي اداروها في ٣٧ دائرة قبل أكثر من سنة على رؤوسهم وعرفوا من خلالها حجم عزلتهم الشعبية رغم تحكمهم بصناديق الأقتراع.!! أي حوار هذا يفضي إلى توقف حرب استنزاف تُدر على وكلاء إيران في صنعاء وجبل مران ما لا عين رأت ولا تتسع له خزائن الأرض ولا بطونهم النهمة.

أي حوار أو سلام هذا يا أستاذ صالح عبدالله هبرة يجعل جلالة قائد المسيرة المعظم حفيد رسول الله المزعوم يتواضع كأي بني آدم خلقه الله في أحسن تقويم لا يحتقر معه باقي خلقه ولا ينتقص من كرامتهم وأِنسانيتهم .. وأنه لا سيد ولا عبد أو مراتب شيطانية تميز بين مخلوق بشري وآخر بمزاعم الحسب والنسب أو الجاه والنفوذ وآلة القمع والترهيب وسؤ الطباع. أي حوار هذا الذي سيؤدي إلى تحرير أموال الناس وأرواحهم من بطش واستعلاء ماكنة الكهانة السلالية البغيضة.

أي حوار هذا الذي سوف يحرم إيران من أدوات رخيصة نادرة كهذه التي تزعم الأستقلالية والوطنية وتمرغ معيشة وأمن الناس في الوحل وتجثو أمام سيدها الحقيقي الدخيل صاحب السفارة(ألحكم والإدارة) بكل رضى وسرور.. وترفع سقف خطابها ونخيطها الوطني والديني من أول العام إلى نهايته وهكذا.. ركوع مثل جمل المعصرة.

* من أين نبدأ ؟*

كيف نبدأ الحوار في المحظورات الكبرى مثل تسليم سلاح وأموال ومؤسسات الدولة وغيره وقد سطا الحوثيون على مرتبات الموظفين من عائدات ميناء الحديدة والصليف التي أقرتها اتفاقية استوكهولم.. فمن الذي نهب ٥٠٠ مليار ريال طوال سنة من حساب الميناء حتى اليوم بعلم مولانا مارتن غريفيت الذي رعى اتفاق ((إيرادات الميناء مقابل تغطية أجور موظفي الدولة)).. ولم يصدر سعادته مجرد تنديد !!.

عن أي حوار أو حتى خوار ندعو إليه وفضائح مسلسل تشليح أموال وممتلكات ومزارع الناس وسرقتها فاقت كل تصور .. وسياسة ١٠٠ طقم ومدرعة ودبابة لكل رعوي يرفض منطق نهب أحفاد رسول الله أو يدافع عن حقه وعرضه وماله وثمن الممانعة إزهاق الارواح كما حدث في حيمة تعز وليس آخرها ما يحصل في محافظة ذمار بل كل دقيقة وساعة ولحظة منذ قيض الله لنا كرامات العدوان الداخلي السلالي المريع الذي يَقُطّ الحجر بِقَضِّه وقضيضه..

ولا تجريف أموال الشركات والمؤسسات والأفراد والدولة كنار جهنم بأبشع مالم ولن يدون قبله ولا بعده على مدى التاريخ والعصور.. هل فقدت جماعة السيد عقلها للحوار وقد بدأت فقط أولى خطوات تطبيق لائحة الخمس بنهب المزارعين بعد سطوها وتشليح أصحاب أموال التجارة والبزنس وحولت أصحاب الحقوق إلى أجراء وعبيد أو رهائن وقتلى.!!.

أي حوار أو مصالحة وأولياء الله ورجال رجال أيرلو حفظهم الله لم يستكملوا بعد غسل أدمغة ابناء اليمنيين في مناهج التربية ودورات ومعسكرات التعبئة الطائفية ..و٤٧٤ تعديل معلوماتي فقط على الكتب المدرسية لتمجيد عائلة السيد واجداده ليست كافية.. والنشيد الوطني الخميني قادم بعد استبدال أسماء المدارس والنشيد الصباحي للتلاميذ بصرخة الموت لأمريكا التي كانت أبرز ذرائع واشنطن لملاحقتهم منذ حرب صعدة الأولى ٢٠٠٤ م..

وتحولت اليوم من صرخة إلى صواريخ.!!. أي حوار أو حمار وطني ومع من .. وأكثر من ٢٥٠ ألف قتيل و٥٠ ألف معاق من عيال الناس لم يستثمر دماءهم السيد بعد أو يستلم ثمن التغرير بهم.. رغم سعيهم المشكور بتزويج آلاف الأرامل في العرس الجماعي لمقاتلين جدد .. فلم تسلم أرملة ولا يتيم أو قتيل من ابتزاز!! من يرحل يا شيخ صالح هبرة الحوثيون أم بقايا الشعب اليمني الذي حولته سوسة العنصرية الخبيثة كما قال الشاعر اللحجي(( أنا لا حَيّ ولا مِيِّتْ.. ولا أدري وَيْن با ابَيِّت)). ولم يتبقَ من الجمهورية إلا خرقة العلم الوطني التي سيستبدلون فيها الأسود بالأخضر قريباً.!!.

  • حوار مع من وكيف *
  • وإذا كان لابد من اقتراف جريمة الحوار فلتكن أولًا بين تيارات وأجنحة ومكونات مسمى أنصار الله المذهبية والطائفية والسياسية والقبلية فهؤلاء أولى من غيرهم بحوار سيدهم الداخلي ووكيله الخارجي.. لأن هؤلاء بالفعل أحوج إلى من يعتقهم ..
  • وهم من عليهم أن يقرروا ماذا يريدون(إن استطاعوا) أما أن السيد لم يقرر لهم.. والحاكم الفعلي حسن بن ايرلو لم يأذن للسيد.. فالتحرر قبل الحوار. وكما كان رد مرجعية جبل مران وجرف سلمان ألتي لا تعترف بطرف الحكومة الشرعية إلا بحوار مُكَوْلَس مع السعوديين فقط لا غير ..
  • . فللطرف الآخر تقرير أن أنصار الله ليسوا كلهم عيال بدر الدين ولا أصهاره .. ومع هؤلاء أيضا أو غالبيتهم تكون البداية.. فالتحرر قبل الحوار.. فبعد سريان تصنيف أنصار الله ككيان إرهابي وفرض عقوبات على رؤوس منهم..سوف يفتح مزاد استهداف شامل لقيادات سياسية ودينية دون تمييز..
  • وأن يتحاورون مع أنفسهم خير لنا ولهم من مآلات المكابرة وإرضاء طهران .. فصنعاء وصعدة وما بينهما أهداف سهلة لبطولات ومغامرات ترضي غرور ورصيد شعبية أي إدارة أمريكية. وما أثقل نصيحة الشيخ صالح هبرة على العنصريين وأكلة السحت ولحوم ودماء البشر.. كون ذلك سيحرر أصنام ومومياء أنصار الله الصامتة في بدرومات ومخابئ صنعاء وغيرها اكثر من حاجة الشعب الذي بيده الخلاص من هؤلاء ولا يزال بماء وجهه وشرفه.!!. فتحرروا يا هؤلاء قبل أن تتحاوروا.
  • أما أن كل رموز الأنصار لا تستطيع رفع رأسها ولو لمرة بالخطأ وكأنها في حكم المملوك لسيده .. فلها خيار الطأطأة ودفن الرأس في الرمل أو الوحل. أو كما قال الهبرة ضمناً(( مش هووه وقت محاربة الفساد.. معانا عدوان خارجي)). أين ذهب أحرار صنعاء وعمران وصعدة وحجة وغيرها.. ألم تكن العقوبة والثمن( الشرف الكبير) الذي دفعه أمثال صالح هبرة هو ازاحته من منصب نائب رئيس جماعة أنصار الله لحماسته الزائدة وجديته وصدقه في تطبيق بنود وثيقة ومخرجات الحوار الوطني وبناء دولة وطنية لا عنصرية أو حزبية..
  • ألم تقم حرب العدوان الداخلي المزدوج ضد وثيقة الإجماع الوطني نفسها ..فعن أي شيء آخر أو مستقبل لا يعترفون بقواعد وأسس وشروط بنائه يمكن حوار المشتركات.. فهذا المسخ السلالي لا يعترف بوطن للجميع ولا مواطنة متساوية وإلا ما حصل كل هذا الخراب !!.
  • ومن يقرأ دعوة محمد علي الحوثي الأخيرة المثيرة لترامب بتسليم السلطة والاحتكام لمؤسسات الدولة الأمريكية قد يتفاجأ بإرساله اللجان الثورية سريعاً لاستعادة مؤسسات الدولة هناك.. لكن غزل بايدن بهذه الطريقة لن يخرجهم من القائمة والعقوبة!!. أين ومتى وكيف نجد من يقول كفاك مولانا ما قد شربت من دمانا ونهشت في أرضنا وسمانا..؟؟.
  • هم(قيادات الأنصار) ليسوا مع الحرب.. بل ليسوا مع أنفسهم إلا من رحم ربك. ولله عاقبة الأمور