برع تيوس - أول البرع دخلة
بقلم/ أحمد ياسين عبد الفتاح
نشر منذ: 17 سنة و 3 أشهر و 7 أيام
الخميس 16 أغسطس-آب 2007 02:06 م

مأرب برس – خاص

الأسوأ من الوضع القائم هو التذاكي الرئاسي .. ففي ظل حالات الانهيار العام يطل علينا الرئيس الوسيم بين الحين والآخر ليزيد اليقين بأن لا حل إلا أن يغادر دار الرئاسة مستقيلاً محافظاً على ما تبقى من ماء وجهه الذي أراقه كبار مسؤوليه الفاسدين الذين تعلموا منه أساليب التذاكي على الشعب المغلوب على أمره .

خطاب السيد الرئيس - في افتتاحية المؤتمر الرابع للاتحاد التعاوني الزرا عي حمل في ثناياه الكثير من العبارات والجمل التي لا يقولها سياسي مبتدئ ما بالك برجل قضى في الحكم إلى الآن ما يقارب الثلاثين عاما .. أولها ظرافة هو التوجيه باعتماد ( ملياري دولار ) أحد المليارين لتوليد الطاقة والآخر لإيجاد فرص عمل للعاطلين عنه .. وللتوجيه دلالات أهمها :

- ارتجالية التصرف بأموال الشعب ، وتجاوز الرئيس لكل مؤسسات الدولة المعنية ..

- غلبة الطابع الدعائي على التوجيه .. فعلى الرغم من مرور ما يقرب عام على وعوده بالقضاء على الفقر والبطالة وتوليد الطاقة الكهربائية ( بالنووي ) .. إلا أنه لم يحقق أي تقدم يذكر في كل ما وعد به .. ولعلمه شخصياً - وليس الحكومة هذه المرة - أنه واقع في مواجهة الشعب الذي اختاره - بطرق ملتوية - في سبتمبر الماضي فهو ينتهز كل فرصة ليسمع الشعب عبر خطاباته المختلفة رنين التوجيهات دون أي أثر لذلك على الأرض ..

- أذكركم بأن أبواق النظام الفاشل في يوم من الأيام ستكرر خطابات الرئيس على أنها انجازات عملاقة .. وحال الشعب يحكي مسلسل ( جوع وشموع ).

العبارة الأخرى التي تحمل كم هائل من الظرافة هي ما أشار فيه إلى قوى المعارضة التي تهيئ الشارع للاعتصامات و( الفوضى ) والمسيرات وتضيف إلى معاناة الشعب معاناة جديدة بدلا من ان تسلك سلوك الحوار وتقدم البدائل وتحاور الحكومة وقال " ونحن على استعداد للأخذ بالبدائل المنطقية والفاعلة من أي قوى سياسية لكن التعبئة والاحتقانات لا تخدم الاقتصاد الوطني ولا تخدم الأمن والاستقرار ولا التنمية ... سأعلق على الظرف الرئاسي بالآتي :

- الرئيس يرعبه التحرك الشعبي المطالب بحقوقه ولذلك هو يستبق الفعاليات المدنية السلمية بتهديدات مبطنة بوصفه لها بالـ ( فوضى ) تمهيداً للتعامل معها بعنف .. وأتمنى أن لا يقدم على ذلك لأن الوضع معقد وقابل للانفجار .. فالشعب وصل إلى مرحلة تساوى فيها الموت مع الحياة ... فالمحصلة أصبح يراها واحدة.

- السيد الرئيس يطلب من المعارضة تقديم البدائل ( المنطقية ) ولا أدري ما مغزى كلمة ( منطقية ) .. ولعلي أظنه يقصد أن تكون بدائل المعارضة تتوافق مع أجندات الفساد العارم الذي يجتاح النظام من رأسه إلى أخمص قدميه ..

- ثم ألم يسمع الرئيس عن برنامج اللقاء المشترك للإصلاح السياسي أم أن ذاكرته أصبحت ضعيفة .. إلا إذا كان فحوى البرنامج لا يتماشى مع عقليته ( السبعينية ) فهذا أمر آخر ..

- إذا كان النظام فشل في إدارة البلاد وإخراجها من أزماتها المتلاحقة فلماذا لا يتواضع الفاشلون مقدمين استقالاتهم الجماعية تاركين للمعارضة - كبديل منطقي وطبيعي للدولة المنهارة - أن تتولى زمام السلطة وأن تنقذ ما يمكن انقاذه مما تبقى من بقايا اللادولة... أعرف أن الأغبياء سيردون مباشرة ( ابعد عليك من عين الشمس ) .. لن أعلق فالأيام كفيلة بالشرح ...

- طلب البدائل من المعارضة هو في حد ذاته إعلان عجز .. لا .. بل وفضيحة سياسية .. نظام يستجدي المعارضة حلول ( منطقية ) لأزماته التي يصنعها ليل نهار عبر سياساته الفاشلة والفاسدة .. إذاً أين برامجكم وآلياتكم ( ويمنكم الجديد .. ومستقبلكم الأفضل ) ... أم أن حبل الكذب ( قصير ) .

الحكاية المسلية من بين كل (الحزاوي ) التي قالها الرئيس في خطابه هي ( شراء ) و ( بيع ) و ( زراعة ) القمح .. فلم نعرف كمواطنين نستمع لخطاب (فخامته) هل سيشتري أم سيبيع أم سيزرع .. فاختلط علينا الأمر برمته .. فأنا شخصياً أعتقد أن الرئيس لم يكن بحاجة لهذا التوتر وهو يلقي خطابه .. ولو كان هناك توجه صادق لحل أزمات البلاد لكنا لمسناه وشاهدناه وأحسسنا به دون الحاجة لأن نسمع صوته ( العذب ) الذي أصبح مملاً لدرجة السأم ..

- الأفظع من هذا وذاك أن رئيس الدولة التي أحالها إلى بقايا مقبرة بسبب سياساته ( القصيرة ) تحول إلى واعظ يدعو إلى التقوى والخوف من الله ، والأدهى عبارة ( انا دخلت دخلة هكذا بشفافية مطلقة علشان تسمعوا الكلام ) .. ارتجالية تحولت إلى برنامج عمل حكومي .. ولعل السيد الرئيس نسي أنه في خطابه أما خريجي كلية ( الحرب ) العليا تلكم عن التخطيط والاستراتيجية .. ثم هاهو ( يدخل دخله ) ليضع مقترحاته التي تفتقر لأي من التخطيط أو الرؤية أو حتى التفكير فكل ما في الأمر ( دخله ) والسلام .. وتماشياً مع العشوائية والتخبط اللتان تحكمان النظام بسبب ( كيس البر) خرج مجلس الوزراء من اجتماعه الدوري ( الثلاثاء بجملة من ( الخزعبلات ) التي سمعناها ويسمعها المواطن المغلوب على أمره كل يوم .. فبعد سلسلة التهديدات للمتلاعبين والتجار والمحتكرين لغذاء المواطن .. وغرف العمليات واللجان الميدانية .. الخ .. اتضح لنا أنها لم تكن سوى فرقعات إعلامية لا تسمن ولا تغني من جوع .. وأن الأسعار ارتفعت وتضاعفت رغماً عن خطابات الرئيس وعنترياته (الفشنك ) ولجانه الميدانية وغرف عملياته المتيقظة .. ولم يكن الحل مبشراً كل ما في الأمر تشكيل ( لجان ) والحال واحد ولا بودار لأي انفراج أو تحسن .. أما الذين يراهنون على الوقت فرهانهم خاسر بكل مقاييس التجارب السابقة .. حتى فكرة ( البيع والشراء والزراعة ) تحتاج لإمكانات هائلة وإرادات سياسية ليس لها في ( البزنس ) وهذا كله لا يتوافر لا في الرئيس ولا في أركان نظامه الفاسد ..

رجعت حليمة ..

عاد البركاني من العلاج وليته أكمل فترة النقاهة بعيداً عن عباراته المكررة التي تذكرني بطريقة " الغير مهذبة " والتي يرددها عند كل مناسبة

.. سلطان معذور فعبارات تافهة كالتي قالها في تصريحه للمؤتمر نت لم نسمع مثيلاتها من يوم أن غادر للعلاج وكأنه استدعي على عجل ليقول ( الكلمتين ) :

- جروح الماضي التي خلفتها حكومات الإئتلاف التي حكمت اليمن ولا زال المؤتمر يدفع ثمنها إلى اليوم ....

- الجانب الوطني والثوابت الوطنية ليست للبيع والشراء ومن يتحدثون عن تقسيم الثروة ...

- لأن الأسعار الدولية لا يتحكم فيها تلاميذ أسامة بن لادن في التجمع اليمني للإصلاح ولاكهنة الناصرية ولا أزلام الشيوعية ....

تذكروا معي هذه العبارات فتستمعونها بشكل دائم من سلطان ...