مأرب: إشهار مؤسسة جرهم للإعلام والتنمية. رئيس الحكومة ينتصر لنقابة الصحفيين اليمنيين ويلغي أي اجراءات تستهدفها 24 لاعباً في قائمة منتخب اليمن استعداداً لخليجي26 ''الأسماء'' الآلاف من قوات كوريا الشمالية المحتشدة في روسيا تستعد ''قريباً'' لخوض القتال ضد أوكرانيا قريباً.. رحلات جوية بين مطاري القاهرة والريان و مباحثات لاستئناف رحلات المصرية إلى مطار عدن تأجيل موعد انتخابات اتحاد كرة القدم اليمني دولة خليجية تسحب الجنسية من 1145 امرأة باليستي فرط صوتي وصفه بوتين بأنه ''الصاروخ الذي لا يُقهر'' دول تعلن انها ستعتقل نتيناهو تنفيذًا لقرار الجنائية الدولية بصورة نهائية وعقوبات رادعة.. مأرب تحظر حركة الدراجات النارية
تنويه واعتذار
نشرنا يوم الخميس الماضي مقال الكاتب الكبير ( بـكر أحمد ) وبسبب خطأ فني قاتل حُذف المقال بدون قصد وإذ نعيد نشر المقال فإننا نعتذر للكاتب وكذلك لمتصفحي الموقع.
مأرب برس - خاص
في عنوان مثير وضعه هذا الموقع المميز قبل عدة أيام بشأن قرار الرئيس صالح تفويض مجموعة منتقاة من العلماء بالبت في أمر الحرب الدائرة في صعدة واصفة هذا التفويض بالعمل الجريء والمخالف لتوجيهات الحكومة ، ومن العنوان ومضمونة قد يعتقد القارئ والمتابع بأن الحكومة مستقلة وتتخذ قراراتها بعيدة عن الرئيس وأيضا بأن الرئيس رجل مرن يقبل بأرآء الآخرين والدليل انه فوض العلماء بشكل مطلق باتخاذ ما يرونه مناسبا وهو الذي سيخضع لما سيتوصلون أليه ، ومن زاوية أخرى لنفس الخبر المنشور في الموقع قد نفهم الأمر بشكل معاكس وهو بأن الرئيس لا يحتاج إلى الحكومة أو ليس بالضرورة أن يلتفت إلى ما تقوله ، فهو من يقرر ويضع الأمر لدى علمائه الأفاضل ، وهذا كان منبع الدهشة والتأمل والتناقض في ذاك الخبر .
بالنسبة للعلماء المختارين من قبل رأس النظام الحاكم والذي أمرهم بتولي حل هذه الأزمة الطاحنة التي شردت أهالينا وأطفالنا وهدمت المنازل على رؤوسهم ، يتوجب علينا أن نقول كلمتنا إبراءً للذمة في شأن بيانهم الذي صدر بعد اجتماعهم وتداولهم لأمر بمثل هذه الخطورة .
وقبل البدء في ذلك سأتحدث في أسوء وأقذر المواضيع بالنسبة لي ألا وهي الطائفية المذهبية لأقول بأني لست من أتباع المذهب الزيدي أو الجعفري كما أني لا أدعي انتمائي للمذهب السني كشخص وضع المذهب كحجر أساس في حياته لا يتحرك إلا من خلاله ، إنما أنا إنسان أخذت من التسامح دينا ومن المرونة مذهبا ومن السعي خلف العدالة طريقاً وهذه المواصفات ليست ببعيدة عن الإسلام أن لم تكن هي أهم مبادئه ، ومن الظلم تحجيم دين عظيم وكبير في مذهب ضيق ومتطرف ومشحون تاريخيا ، لذا حديثي عن أهالي صعدة لا يعني إطلاقا حبا في مذهبهم بقدر ما هو تعبير صادق عن رغبة في حقن الدماء اليمنية التي هي بالنسبة لي من أثمن الأشياء ، وأيضا تكرار الحديث عن صعدة لا يعني اصطفافي إلى الجانب الإيراني _ أن صدقت الأقاويل عن الدور الإيراني _ فإيران في نظري هي دولة فارسية قومية تعمل لأجل مصالحها التي تتعارض مع مصالحنا نحن العرب ولا أملك الكثير من الفوارق بينها وبين دولة إسرائيل ، فالدولة الصهيونية تحتل بلد عربي والدولة الفارسية أيضا تحتل بلد عربي ألا وهو العراق . لذا ومن نافلة القول فحديثي المكرر عن صعدة هو نابع من انتماء وطني صادق أو هكذا أنا أحسبه.
وعودة على بدء بشأن البيان الختامي لمن سموا أنفسهم بعلماء اليمن ، هنالك سؤالا يطرح نفسا وهو لماذا هؤلاء العلماء انتظروا الأوامر للقيام بما يتوجب عليهم القيام به ، وهل كارثة تحل بجزء في الوطن بحاجة إلى أوامر رئاسية حتى يجتمعوا ويخرجوا ببيان ! حسب علمي أن العالم الحر الذي لا يهادن نظاما أو مؤسسة سياسية في قول كلمة الحق هو من تأخذه الغيرة على دماء أبناء وطنه ودينه أما عالم السلطان فهو غير مؤاخذ على ما يقوم به وأن قام بشيء فهو يقوم بما يريده سيده وربيب نعمته ولن يستطيع أن يخرج عن رغباته قيد أنملة ، فالصورة الخارجية لتفويض الرئيس للعلماء في أمر الحرب الدائرة في صعدة يحاول أن يعطي انطباعا بأنهم يمتلكون صلاحيات كاملة وغير مقيدة ، وهذا مخالف للواقع وللحقائق ، فمن يرى الزنداني متواجدا كعادته خلف رئيسه يعلم جيدا أن أي قرار سيتخذه هؤلاء العلماء سيكون ملكيا أكثر من الملك حتى يرضون ربيب نعمتهم كما أن هذا القرار سيكون متوائما ومع مصالحهم ونفوذهم التي يرونها من خلال تكريس مذهبهم كمذهب واحد ومتحالف أزلي مع النظام الحاكم .
من يستمع لبيانهم سيصاب بالروعة من شدة عنفوانه وتحريضه وعدم اتصافه بأدنى معايير التسامح والقبول وكأن أهالي صعدة أو الحوثيون هم ليسوا أبناء هذه التربة منذ ملايين السنين أو كأن الأمر تحيزا لفرصة وسنحت لهم ليقوموا بشن حملة مذهبية كريهة كالتي سمعناها في بيانهم والذي لم يألوا جهدا في القدح الطائفي الديني بينما من الواضح أن المشكلة هي في المقام الأول سياسية وأن من غلفها بالشكل المذهبي هو النظام الحاكم .
بحثت عن أي شيء في بيانهم يطالب بوقف فوري لإطلاق النار فلم أجد ، بل وجدت دعم للقوة العسكرية وتخويف كل من يرفض مقاتلة الحوثيين لأنه سيكون ما أسموه بالخروج عن الجماعة ولم يكتفي البيان بهذا بل أكد على مبايعة صالح لأنه ولي الأمر الحالي وأن من لم يبايعه مات ميتة جاهلية وهذا تأصيل آخر لفرض صالح حاكما أبديا لا يجوز شرعا ودينا ترشيح سواه في أي انتخابات ماضية أو قادمة. كما لم ينسوا ما أسموه بتجفيف منابع الأفكار المنحرفة والمناهج الضالة على اعتبار أن أي مذهب غير مذهبهم قد يقع تحت هذا التوصيف ألإقصائي والذي يعيد إنتاج ذات الخطأ بين المذاهب الإسلامية منذ قرونا مضت وأيضا نحو إعادة الحكم الشمولي في البلاد القائمة على فكر وثقافة واحدة وكل ما عداها يعد خيانة للوطن وللدين الإسلامي .
حقيقة أنا لم أعول كثيرا على علماء السلطان لحسم هذا الأمر ، وفي نفس الوقت لم أتوقع كل هذا الغلو في بيانهم ، وكان من الأجدر وضع هذا التفويض لرجال مدنيين مستقلين ذات علاقة مباشرة بالقضايا الاجتماعية والنفسية والسياسية لأنهم أقرب للرؤية الصادقة في تحليل جذور هذه المشكلة وإيجاد الحلول المنطقية لها ولكن و تحت ظل هذا النظام الذي يعشق كل عشرة سنوات شرب الدماء لن نجد لمثل هذه الحلول مسلكا على أرض الواقع .
لهفي على أهل صعدة فكل شيء مقطوع عنهم حتى أدوات تضميد الجراح ناهيك عن الأوبئة التي ستنتشر وتحصدهم وكأنهم كانوا بحاجة لصب حقد تلك العمائم عليهم ومنع أي تعاطف إنساني معهم .
ولهفي على وطن أدمن قتل أبنائه بهذا الشكل المرير والذي تتساوي به حياة الكلب بحياة الإنسان مع العلم أن لحياة الكلب في بعض بقاع هذا العالم مكانة لا يمكن التهاون بها .
benziyazan@hotmail.com