عن أحداث مأرب الأخيرة !!
بقلم/ كاتب/محمد الشبيري
نشر منذ: 17 سنة و 4 أشهر و 20 يوماً
الثلاثاء 03 يوليو-تموز 2007 04:51 م

مأرب برس ـ خاص

ليس ثمّة حاجة لسرد أدلة على أن مثل الحادثة الأخيرة لتفجير فوج من السياح في مأرب لا تمت إلى عادات ولا موروثات الشعب اليمني ، ولا إلى طبائع أهل مأرب بصلة ، الذي يُعد هذا الحادث واحداُ من مسوغات يتخذها كثيرون لتلطيخ سمعة المحافظة والتمادي في حرمانها .

لا أشك في أن أحداً يرضى بهكذا أعمال تسيء إلى المسلم أولاً وإلى سمعة الشعب اليمني قاطبة قبل ان تكون قاصمة ظهر للسياحة في بلادنا والتي تشهد بين حين وآخر أعمال اختطافات يتم التعامل معها بطريقة لا تتناسب مع من يقوم بعمل كهذا وذلك من خلال تلبية متطلبات المختطفين وباتت " موضة " للكسب الرخيص.

ولمن لا يعلم فان مأرب لم تشهد على مدى الأزمنة الماضية مثل هذه التفجيرات البشعة إلا منذ وقت قريب لا سيما بعد السماح لطائرة (قيل أنها أمريكية) لضرب أبي علي الحارثي ورفاقه في صحراء مأرب كأخطر –كما تدعي السلطة-رجل في تنظيم القاعدة بأرض اليمن !

من السهل ان نطلق التهم هنا وهناك وأن "نرجم" بالتهم فوق القاعدة ..ومن القاعدة ؟ لا أدري ولا تدرون من القاعدة فهي تنظيم شبه وهمي يصفي الناس حسابات فيما بينهم ..والحق على القاعدة !!

ليس هذا انتقاصاً من خطورة أدوار تقوم بها تنظيمات عنف في اليمن وغيرها من دول المنطقة ، لكن السؤال الذي يطرح نفسه بعد كل حادثة من هذا النوع : هل ستكشف التحقيقات الجارية من يقف وراء هذه الأعمال ؟ أم أن الأمر يقتصر على " توجيه أصابع الاتهام" إلى القاعدة وكفى !

ولعلكم تتذكرون التفجيرات التي حدثت قبيل الانتخابات الرئاسية في سبتمبر الماضي قرب مصفاة النفط بصافر بمحافظة مارب بسيارتين مفخختين وإلى الآن لم يكشف عن هوية الفاعل رغم مرور ما يقارب عشرة أشهر ، لكنه بلا شك الفاعل ضمير مستتر تقديره يعود على القاعدة !!!

إن على عاتق الأجهزة الأمنية يقع الدور الأكبر في كشف خلايا العنف والتعامل مع مثل هذه الأحداث بمنتهى الشفافية وابداء الحقائق للجمهور حتى يكون على علم ودراية بعدوه وعدو الوطن والدين، لكن أن تظل الأمور على ما هي عليه والتعامل مع المواطنين كما لو كنا نعيش في جزر معزولة عن العالم لن يزيد الأمر إلا تعقيداً ، لأن تغييب دور المواطن في مثل هذه الأحداث يشعره بأنْ ليس ثمّة دور ينتظره أو تحتمه عليه مواطنته وبهذا يترك الجهات الأمنية وحيدةً في مواجهة عدو مجهول تماماً وهو ما لا يساعد في نجاح عمليات تقصي الحقائق التي لا شك مضنية وغير محسومة النتائج .

إن على أجهزة الأمن التي تحولت استناداً إلى تصرفات البعض إلى أجهزة " تخويف " للمواطنين والصحفيين كما حدث مع مدير تحرير موقع مأرب برس الذي اخذت كاميرته حتى لا يتمكن من نقل الحقائق بحجة –ربما-تشويه صورة اليمن " المشرقة " من خلال نشر صور الحادثة ، وبدلاً من مكافأته هاهم يصادرون حريتنا في الحصول على المعلومة !!

اليس هذا التصرف في منتهى الغرابة ، والأغرب من كل هذا هو كيف يمكن تفسير هروب ما يفوق على عشرين عضواً من تنظيم القاعدة من سجن الأمن السياسي في صنعاء ليأتي من يقول بأن بامكانه تأمين وكشف خيوط عملية انتحارية لا يعلم فاعلها في محافظة هي الأسوأ أمنياً لا سيما هذه الأيام .

ولنا ان نتساءل أيضاً: أين هو التواصل الذي أعلن عنه رئيس الجمهورية مع عناصر القاعدة الفارين من سجن الأمن السياسي ؟ وآلية هذا التواصل ؟

 أو لم يزد هذا التواصل القضية غموضاً حول علاقة جهات في السلطة بهروب هؤلاء ؟ خاصةً وأن الرئيس _ووفقاً لحديثة إلى صحيفة الحياة _لم يستبعد ان يكون وراء هروبهم اهمال او تواطؤ من حرس السجن !!!

Ms730@hotmail.com