مفارقات يمانية
بقلم/ د.صالح الحازبي
نشر منذ: 14 سنة و 3 أشهر و 19 يوماً
الأحد 08 أغسطس-آب 2010 12:39 م

نحن اليمانيون نعشق المفارقات ونعايشها حتى نألفها وتصبح معروفاً لا ننكرها ، لا نختلف في هذا الطبع سواءً كنا مسئولين أو مواطنين ،حكاماً أو معارضة نساء أو رجال. وبتأمل بسيط تجد مفارقات كثيرة.

•البرلمان اليمني هو الوحيد في العالم الذي يعتصم أعضاؤه للمطالبة بالحقوق فالمعروف أن البرلمان هو الذي بيده الحل والربط ،أما في اليمن فالبرلمانيون مثلهم مثل المواطنين يعتصموا ويضربوا ، لن نطلب منهم إقالة للحكومة لا قدر الله لأنه حق للنواب ومن حقهم يتنازلوا عنه ويعتصموا !!

•اليمني لا يكترث ولا يأبه للمصائب تتوالى على رأسه ، يعايش المرض والفقر والجهل ولكنه لا يمكن أن يسكت إن حدث وشتمه أحدهم فهو يقيم الدنيا ولا يقعدها بل قد يقاتل ويخاصم سنين وبالطبع فمجلس النواب أيضاً جزء من هذا فهو لا يغضب للحروب والمصائب التي تتوالى على البلادء ولا يسأل أين ذهب الدولار أيام الخير ولا لماذا ارتفع أيام النحس ومع ذلك لم يغضب أعضاؤه مثلما غضبوا من كلمة "طز" فاقسموا ما تمر هذه الكلمة مرور الكرام بينما تمرر الحكومة الصفقات بالمليارات من بين أيديهم ومن خلفهم، لن نتكلم هنا عن صفقة الغاز لأن الحكومة هي التي اعترفت بالفساد فيها وطلبوا مراجعتها.

•الحكومة اليمنية هو الوحيدة التي تصر على أن البلاد بخير والأمن مستتب رغم أن اليمن تتصدر نشرات الاخبار في القنوات الفضائية متحدثة عن اخبار القتل والتمرد والحراك ورغم أن العالم يدعو لعقد مؤتمرات لمعالجة أوضاع اليمن فإن الحكومة تؤكد أن الدولة تبسط سيطرتها علي كل رملة في اليمن من "صعدة " حتى أبين مروراً طبعًا "بالضالع"

•في اليمن لنا مشكلة مع الرقم "خمس مائة" فمحافظ صعده السابق أكد خلال الحرب السادسة أن عدد الحوثيين لا يتجاوز الخمس مائة ومع ذلك لم تستطع الدولة أن تفعل لهم شي بل وامتد سيطرتهم حتى أطراف صنعاء وعلى نفس المنوال ومنذ حوالي الشهر أيضاً صرح أحد المسؤلين لإحدى الصحف الأجنبية أن القاعدة في اليمن لا تتجاوز الخمس مائة أيضاً، لن نسأل هنا لماذا الرقم خمس مائة بالذات ولكن الخوف أن يتكرر السيناريو الأول.

•في اليمن فقط تنهار العملة خلال أسابيع محدودة ثم تخرج الحكومة لتطمئن الناس أن هذا فقط بسبب مصروف رمضان، لن نكذبهم لكن إذا كان الزبادي المستورد سبب هذه الكارثة فكيف سيكون الحال مع الملابس الصينية في عيد الفطر!!

•في اليمن يهدد علماء الدين الأجلاء أن يسيروا مظاهرات بالملايين ضد قانون منع زواج الصغيرات بدعوى أن ذلك مدعاة لانتشار الحرام لكن لم يرفعوا نفس الصوت أمام سياسة الإفقار للمواطن وارتفاع الدولار وتدمير الاقتصاد مع العلم أن هذا سيفتح أبواب الحرام علي مصراعيها ليس فقط الفساد الأخلاقي بل كل أنواع الفساد الاجتماعي والسياسي والإداري.

•المعارضة في اليمن تصر أن هدفها تغيير أوضاع اليمن ولكنها لم تغير من وسائلها حتى تصنع هذا التغيير، بالرغم أن الوسائل السابقة أثبتت قصورها.

•الشعب اليمني معروف بقلوب أبنائه العطوفة فتراهم يتداعون لتجهيز قافلة لرفع الظلم عن إخواننا في غزة ولكن هؤلاء لم يحركوا ساكناً لرفع الظلم عن إخوانهم في مملكة الجعاشن والذين لا حول لهم ولا قوة بينما غزة لها رجالها التي تنحت الحديد وتشق الأرض لتتحدي العالم بكله، لا نقول هنا أتركوا غزة ولكن الظلم هو الظلم سواءً كان من إسرائيل أو من يماني مسلم.

•اليمني تراه يتأثر وهو يرى الدماء في فلسطين والعراق ولكنه لا يتأثر ولا تتحرك له شعره وهو يرى الدماء حوله بسبب الثارات القبلية والظلم ويروح ضحيتها أضعاف ما يقتل من الفلسطينيين علي أيدي الإسرائيليين، لا نقول أن ما يحدث في فلسطين والعراق ليس شأننا ولكن الدم المسلم محرم سواء كان القاتل أمريكياً أو إسرائيليا أو مسلما يمنياً.

•اليمني يصلي ويصوم ويبكي في المسجد في خطبة الجمعة لكنه خارج المسجد يمارس الثأر والعنف والبسط والفيد والرشوة وكأنها حلالاً طيباً.

•الموظف في اليمن أظهر فرحاً كبيراً بصرف راتب إكرامية رمضان في عام 2006 ( أثناء الإنتخابات الرئاسية) لكنه لم يسأل نفسه من أي بند تم صرف هذا الراتب وكيف لا يؤثر علي الميزانية العامة، ولم يحسب المسكين أنه سيدفع هذا الراتب أضعاف مضاعفة بعد ذلك ، وهو ما زال هذا العام يطالب بالإكرامية ولم يدرك بعد أنه يحتاج راتب ثلاثة أشهر حتى يعود لنفس المستوى من الدخل السابق بسبب إنخفاض قيمة الريال أمام الدولار.