تفاصيل لقاء رئيس مجلس القيادة بالمبعوث الأمريكي لليمن المليشيات الحوثية تجبر طلاب المدارس على زيارة روضة الشهداء بمحافظة الضالع مباحثات سعودية أمريكية بخصوص السودان وتداعيات المواجهات بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع اتحاد الادباء وصف رحيلها بالفاجعة .. اليمنيون يودعون الكاتبة اليمنية المتخصصة بأدب الطفل مها صلاح بعثة النادي الأهلي بصنعاء تصل مدينة صلالة بسلطنة عمان بن وهيط يناقش مع رئيس المنطقة الحرة بعدن استيراد المعدات والآلات الخاصة بتوزيع الغاز المنزلي وفق المعايير العالمية خبراء: تعنت الحوثيين أوصل السلام في اليمن إلى المجهول المليشيات الحوثية تعتدي على مسؤول محلي بمحافظة إب رفض جبايات مالية الموت يفجع الديوان الملكي السعودي القوات المشتركة تفشل تحركاً غادرا للمليشيات الحوثية بمحافظة الضالع
قبل عام كانت أزمة عالمية شديده أرتفعت جراءها أسعار القمح بصورة غير طبيعية لأسباب عدة, فأجتهدت دول العالم لتجاوزها في صفوف شعوبها وكذلك الشعوب المستوردة, لكن حكومتنا مُذ ذاك لم تتوقف جعجعتها, ولم نلحظ لها طحيناً حتى فيما تفضل به رئيس دولة الإمارات العربية كهدية للشعب اليمني.
طبعاً, بمجرد تجاوز الأزمة عالمياً هبطت أسعار القمح في كل دول العالم المصدرة والمستوردة خلال أسابيع وأيام, وفي بلادنا ظلت لأشهر عديدة (دون تواضع), وحتى عندما أنخفضت بعد أشهر, فقد كان بصورة لا تتناسب والتكاليف الحقيقية, وفي الأفران والمخابز الأمر أكثر سوءاً, وينطبق على سلع كثيرة كالحليب وغيره.
عام وأكثر وجعجعة حكومة المؤتمر لم تتوقف بشأن هدية الشعب الإماراتي الشقيق المقدمة للشعب اليمني, فهي لا تتقن سوى الجعجعة والفساد والإستبداد ومعروف عنها الإبداع بالمن والأذى وفشلت عن إنجاز أي طحين تنموي وديمقراطي وحقوقي ودبلوماسي.
لم يقف أمر الهدية الإماراتية عند المانشيتات والأخبار الصحفية وبرقيات الشكر للرئيس والحكومة والشعب الإماراتي, ولم يتم الإكتفاء بتحديد آلية التوزيع, والصمت بعدها, لتبدأ مرحلة التفكير والتخطيط والتنفيذ للوصول إلى الإكتفاء الذاتي من القمح بإعتباره الشرط الأول لتحقيق الأمن الغذائي لأي بلد وحق أساسي لمواطنيه, ولله الحمد والشكر, فبلادنا تزيد مساحتها عن نصف مليون كيلو متر مربع واقل من 10% من أراضيها الصالحة للزراعة لم تُستغل بعد وشعبنا معروف علاقته بالزراعة منذ قديم الزمن.
فالهدية الإمارتية - كتسمية ألطف من (الصَدَقَة) - تحولت إلى منجز يُضاف إلى منجزات المؤتمر وحكوماته (الصالحة) و (الرشيدة), ولذلك تشكلت لجان لتوزيع القمح (عُليا) على مستوى المركز وفرعية على مستوى المحافظات والمديريات, ولأشهر مديدة تتواصل إجتماعاتها وأخبارها في الإعلام العام والحزبي والموالي (المرئي والمسموع والمطبوع والإلكتروني وحتى التلفوني).
بمعنى أن هدية الأشقاء تحولت إلى مُصيبة وبلوى ووسيلة للترويج الحزبي ومصدر ثراء البعض, ولم تقتصر على (جعجعة المنجزات والمن والأذى), لكنها تجاوزت ذلك إلى أن تصير (جعجعة) تشمل اليمنيين جميعاً وستستمر سنوات قادمة وربما لن تتوقف عند موعد إنتخابات 2011م.
وبالأرقام ومن واقع مايجري سأحاول توضيح إدعاءاتي هذه, فالهدية الإماراتية مقدارها 10 مليون كيس قمح غير مطحون (عبوة 50 كيلو) على ذمة المؤسسة الإقتصادية, وعدد سكان الجمهورية بحسب تعداد الحكومة لعام 2004 يزيدون عن 22 مليون نسمة, والآلية التي أبتكرتها لجنة التوزيع (العُليا) بدأت بمنتسبي صندوق الرعاية الإجتماعية الذين لا يزيدون عن مليون حالة بمافيهم الأسماء الوهمية وميسوري المؤتمر ونافذيه أو الذين لن تصلهم الهدية بسبب قاطعي الأرزاق.
وعلى مدى أشهر عديدة شهدت البلاد معارك متنوعة خاضها (مؤتمريون بواسل) للإستيلاء على الهدية المخصصة لمنتسبي الرعاية الإجتماعية, وأثناءها لم تتوقف الأخبار الرسمية بشأن إجتماعات لجان التوزيع, وتتشكل من مسئولي السلطات المحلية, ووصول الأكياس وتوزيعها وبرقيات الشكر والتحية على مستوى المحافظات والمديريات والقرى والأحياء و..و...إلخ.
بعد ذلك كان التوزيع من نصيب موظفي الدولة (مدنيين وعسكريين) وعددهم يزيد قليلاً عن نصف مليون موظف, وهذه المرحلة مستمرة منذ أشهر ولن تتوقف أخبارها وإجتماعات اللجان والمخصصات المالية لأعضائها عن كل جلسة, ولن تُنهي جعجعة الهدية الإماراتية, وبالتالي أمامنا سنوات عديدة تسود أجوائها (جعجعة قمحية) محملة بالأتربة وأعمدة الدخان مع إفتقادنا الأكيد لـ(الطحين).
ومن خلال سماعي لموظفي التربية والتعليم بمحافظة صنعاء كمثال, فإن جعجعة الموظفين لم تقتصر على معناها المرتبط بالإخبار الصحفية وإجتماعات اللجان, لكنها تجاوزت ذلك إلى جعجعتهم وإذلالهم وإبتزازهم وإشغالهم أياماً بالبحث والملاحقة.
وبحسب بعضهم, فمن السهل أن تحصل على قسيمة لإستلام (كيس الهدية) من مكاتب البريد, فقط ينتظرك مشوار طويل من البحث والملاحقة والطوابير ودفع أتعاب النقل والتحميل, فالمحافظ يرفض تحميل الخزينة العامة (المشفوطة), والمخازن تتناثر في أماكن عدة وتحتاج ايام من الملاحقة والبحث ونفقات للمراقبين والمخبرين السريين.
ولذلك يحق لنا أن نتساءل عن هوية المستفيدين الجدد من هدية الإمارات بعد موظفي الدولة, حتى يستعدوا لخوض جعجعة مضاعفة لإنتزاع كيس القمح؟, ومتى ستنتهي هذه الجعجعة المؤتمرية, وفي أي حين ستتوقف منجزات المؤتمر المتوفرة على هيئة (أكياس الصَدَقَة الإماراتية)؟ وهل إعلان الدكتور عبدالكريم الإرياني عن مجاعة قادمة كان بمثابة (شحاته رسمية عصرية) كمن ينتقل من مسجد إلى آخر ليُلقي بـ(غترته) أو (شاله) أمام المصلين بحثاً عن فاعلي خير جدد ينقذون نظام الفساد والفشل والإستبداد بصدقاتهم ليقدمها للشعب (جعجعة منجزات نرى غُبارها ودخانها ولا نجد لها طحيناً)؟.