آخر الاخبار

عاجل: المليشيات الحوثية وتهدد بإعتقال مشائخ ووجهاء محافظة إب المعتصمين بدار سلم وتفرض حصارا بالاطقم المسلحة على مخيمات المعتصمين الباحث اليمني نجيب الشايع يحصل على درجة الدكتوراه بامتياز في مجال جراحة المخ والأعصاب الرئيس العليمي يصل الإمارات مليشيات الحوثي تواصل إرهاب الأهالي بمحافظة إب وتلجأ الى فرض الجبايات بالقوة والاكراه ومن يرفض يتم الاعتداء عليه   نادي فريق السد بطلاٌ لبطولة مأرب الثانية وفريق حريب بالمركز الثاني تطورات مفاجئة في معارك سوريا.. والمعارضة تعلن عن التقدم والسيطرة على مرافق عسكرية هامة في قلب حلب ماذا تعني هزيمة حزب الله اللبناني ومعركة حلب بالنسبة لليمن؟ ( قراءة تحليلية ) مليشيات الحوثي تقمع اعتصام أبناء إب بميدان السبعين وتطلق سراح قتلة الشيخ صادق أبو شعر - فيديو صفقة العمر الفاخرة.. ريال مدريد في طريقة إلى ضم محمد صلاح المعارضة السورية تعلن دخول حلب والإشتباكات حتى الآن تسفر عن مئات القتلى في أدلب وحلب

تعز الموبوءة بالضنك تختار ضحاياها بعناية فائقة
بقلم/ فكري قاسم
نشر منذ: 14 سنة و 11 شهراً و 19 يوماً
الأربعاء 09 ديسمبر-كانون الأول 2009 08:37 م

ليس هناك ماهو وفير في هذه البلد كما هو الموت.

الامرهذه المرة ليس متعلقاً بضحايا حرب صعدة فحسب ، بل بضحايا التهاب الرئة في تعز.

قبيل عيد الاضحى بيوم واحد كانت «ربا منصور» الاستاذة في قسم القانون العام بكلية الحقوق جامعة تعز تنزف على سريرغير رحيم . اطباء مستشفى الكندي حيث كانت تتلقى العلاج هناك نصحوا بأن يتم نقلها سريعا الى مستشفى اليمن الدولي اذ لا تتوفر لديهم غرفة انعاش مهيأة لاستقبال مثل هذه الحالات الخطيرة . مستشفى اليمن الدولي رفض استقبال الحالة خوفا من ان تكون المريضة مصابة بأنفلونزا الخنازير.

وبين طواريد الكندي وبلاط مستشفى اليمن الدولي الانيق فارقت «ربا » الحياة وكان السبب وفقاً لتشخيص اطباء مستشفى الكندي : التهاب في الرئة.

في ثالث أيام عيد الاضحى كان نجيب الشرعبي الصحافي التلفزيوني البديع هو الآخر ينزف من انفه دماً في مستشفى .....ثم مات سريعا ، وكان تشخيص الاطباء : التهاب حاد في الرئة.

قبل نجيب وربا....كان عيد الفطر الفائت مناسبة حزينة بالنسبة لأهل الدكتور زاهر المقطري .فهذا الآخر اسعف الى مستشفى اليمن الدولي ، نام يومين هناك وفي اليوم الثالث نقلوه جثة هامدة الى ثلاجة الموتى وكان تشخيص الاطباء كما العادة : التهاب في الرئة.

في كلا الحالات الثلاث كان الموت مفاجئا ويدعو للتساؤل : ما الذي يحدث في هذه المدينة النائمة في حضن وباء حمى الضنك؟ وهل لهذه الحمى علاقة باختطاف ارواح نجيب وربا وزاهر؟

ثلاثتهم لايدخنون اطلاقاً ، والاهم من ذلك ان ثلاثتهم ذوو كفاءات عالية ونادرة، فالأخير نجيب الشرعبي شاب متميز وكان الاول على دفعته في قسم الاذاعة والتلفزيون - كلية الاعلام بجامعة صنعاء سنة 1998م..وأما «ربا» فضلاً عن انها كانت حتى لحظة وفاتها تعمل «معيدة »في كلية الحقوق بجامعة تعز وتتهيأ الى السفر للمملكة العربية السعودية لدراسة الدكتوراة كأصغر دكتورة مرت على تاريخ الدراسات الاكاديمية في اليمن كانت هي ايضاً الاولى على دفعتها في كلية الحقوق سنة2002-2003.

وبين نجيب وربا كان «زاهر» قد حصل على المركز الاول -على الجمهورية- في امتحانات الثانوية العامة سنة 1996 م ثم التحق بجامعة القاهرة لدراسة الطب وتخرج منها بمعدل امتياز مع مرتبة الشرف اذ حاز على مرتبة “ الاول “على دفعته في مصر. ثم درس الماجستير هناك وتخصص في جراحة القلب ،وانهى المرحلة بنفس التفوق ايضا.

كان «زاهر» يتهيأ لإكمال دراسة الدكتوراه لكنه عاد في أواخر رمضان الفائت الى تعز لقضاء اجازة العيد رفقة اهله غير ان حمى شديدة قادته الى سرير المرض في مستشفى اليمن الدولى – أشهر مستشفيات تعز- وكلها يومين فقط وخرج الفتى جثة هامدة وكان التشخيص هو ذاته التشخيص المرعب والخفي «التهاب في الرئة».

يا الله.. ما الذي يحدث هنا ؟ انه موت يختار ضحاياه بعناية فائقة .

 انه وباء ينمو بقسوة ولا أحد يكترث الى من سيكون التالي؟ أيها الناس – المتفوقون بدرجة اساس- عليكم الا تثقوا برئاتكم بعد الآن .

 الأهم من هذا عليكم ألا تثقوا بتشخيص دكاكين المستشفيات (حكومية واهلية معا) فأرواح الناس غدت رخيصة هنا والمقابر مازالت تتسع للمزيد.

حالات المتوفين الثلاثة تتوفر فيها اعراض انفلونز الخنازير وايضاً اعراض حمى الضنك ، لكن تقارير المستشفيات التي لجأ اليها نجيب وربا و زاهر لاتشير الى شيء من ذلك، اذ اكتفت إدارات تلك المستشفيات باصدار فواتير تكاليف العلاج وكذا شهادات الوفاة ثم تصمت من بعدها مقيدة حالات الوفاة ضد وباء مجهول !

ما الذي يحدث في هذه المحافظة المنكوبة من كل الجهات؟

مدير مكتب الصحة في تعز اعلن في وقت سابق ان المدينة موبوءة بحمى الضنك ، لكنه لم يخبرنا كيف نواجهها. وزير الصحة مريض منذ فترة بزيارة مخيمات النازحين ولا احد يأبه الى الموت المخيم فوق رأس هذه المحافظة التي قدمت مئات الرؤوس من اجل الثورة والجمهورية والوحدة.