هدية إلى الرئيس اليمني..!!!
بقلم/ وردة العواضي
نشر منذ: 17 سنة و 4 أسابيع و يومين
الأربعاء 24 أكتوبر-تشرين الأول 2007 09:15 ص

مأرب برس – واشنطن - خاص

إلى رئيس الجمهورية علي عبد الله صالح اسمح لي سيدي الرئيس أن أقدم لك ولنظامك هديتي المتواضعة وهي فكرة مشروع إصلاحي يقوم على تحقيق المساواة بين أبناء اليمن الواحد, بين المواطن الفقير والوزير و المسئول المترف ورئيس الدولة,حضرة فخامتكم....لنحقق العدل والمساواة في المعيشة وهو ما عجزتم عنه .

مر عام على وعودك ووعود حكومتك في المشروع الإصلاحي ال ذي لم يكن سوى خطابات تسبق قبل كل موسم إفقار وتجويع للشعب الفقير كي يثبت أقدامه لأستقبال موجة من الجرعات الفقر والفساد المتتالي من نظامك الذي لم يشبع ولم يمل...

وكما رأينا أن حكومتك لا تسعى في مشروعاً جاداً حقيقي في الإصلاح سوى مشاريع لا تفيد المواطن لا من بعيد ولا من قريب مثل مشروعها الأخير في تكميم حرية الرأي والتعبير ليكون غطاء وستر لكل مفسد, والمشروع النووي الذي كان يريد وزير الكهرباء د مصطفى بهران أن يقوم به لغرض في نفس يعقوب , ولكن توقف بحمد الله بعد فضيحة المشروع وفشله كوزير في اختيار مشروع يتناسب مع إمكانيات اليمن الفقيرة والمتهالكة بالفساد...!!

سيدي الرئيس ,لم يعد وقت لخطاباتك التي لا ترفقها عملا جاد من حكومتك ,ولم يعد وقت لتضيع وتظليل الشعب بانجازات غير مكتملة وأخرى مضى عليها قرنا من الزمان.....ويا رأيت أنت وحكومتك تنزلوا من قصوركم وتجربوا العيش في بيوت الفقراء وتروا حالهم عن قرب لتعرفوا أن الحديث عن الفقر والفقراء من مجالس قصوركم وشاليهات غولد مور ليس كمثل الحديث عنه داخل بيوتهم ومجالستهم ..فلعل الله يقذف الرحمة في قلبك وقلب حكومتك ,لتأخذوا قضية البلد من منظور جاد لا يحتمل الأنانية والتفكير بمصالحكم الشخصية ...!!

فكرة المشروع بسيطة وسهلة لا تحتاج إلى براءة اختراع ولا إلى لف ودوران تستغرق السنوات, أو إنشاء لجنة لمكافحة الفساد تأخذ بالشهور ولم تمسك فاسداً واحداً, فكم تمنيت أن تسبقوني في طرحها طالما أعلنتم رغبتكم في كنس المفسدين وتطهيرهم من البلد مراراً وتكراراً ...وطالما ادعي نظامك بأنه بريء عن الفساد وطالما قلت في احد مقابلاتك أن قصور وزرائك ومسئوليك ليست دليل لسرقة المال العام ....إلا أن الجميع مازال وما يزالوا يضعون سؤالهم البريء وهو: من أين لهم هذا؟؟...وحتى نعرف الحقيقة ونعرف مصادر الثروات الطائله لأصغر موظف في الدولة إلى اكبر وزير, كانت فكرة مشروعي !!

الفكرة بسيطة جدا وهي مشروع قانون هو: "من أين لك هذا؟؟ فهذا القانون الذي سيبرأ ذمة البريء عن المفتري الظالم .....,واطلب جميع منظمات المجتمع المدني ان تتبنى فكرة هذا المشروع ,فالوقت لا يسمح لكثير من الندوات والمؤتمرات....ومضغ القات.!!!

من أين لك هذا؟؟ سيفتح كشف حساب على وزرائك ومسئوليك أولا" من أين لهم القصور والفلل والسيارات والسفريات,ومن أين لأقاربك أيضا ثرواتهم؟؟ ولا بأس أن نستعرض خلفيات العائلات التي ينحدرون منها ...غنية ,أم غناء فاحش ,ولا أظن كذلك ,فأصل البيئة اليمنية الناس كانوا متساويين تقريبا ,في الهواء سوا!!

من أين لك هذا؟؟ سيغلق الباب على كل من يريد سرقة المال العام ,ولن تجد من يلهث ويركض إلى المناصب الوزارية وتلك الأخرى في الدولة لأنه لن يجني منها الثروة سوى العمل الجاد المتعب مع راتبهم فقط الذي لن يأتي بربع قيمة السيارة التي يمتلكها ويغيرها بين الحين والأخر .

من أين لك هذا؟؟ هو أخر فرصة لك يا سيدي الرئيس لتثبت جديتك في كنس الفساد والمفسدين من البلد .....وإعادة المال العام المسروق وقطع الطريق لكل من يريد الانضمام إلى صفوف الفساد لغرض الاغتناء السريع ...!!!!

كما سوف لن نجد وزير يخترع مشروعاً ما ليجني من ورائها الملايين,وهي طريقة مناسبة للإصلاح القضائي حيث لن نجد قاضي مرتشي يبع الحق في سبيل حفنة الآلف الريالات...

ويعود المستثمرون إلى البلد طالما اللصوص الذين يبتزون المستثمرين سيحاسبون بقانون من اين لك هذا,!!

وليس هذا فحسب, بل يكون الحق لأي مواطن أن يرفع دعوة قضائية على كل مسئول أو رئيسة في العمل إذا شك في مصادر ثروته ليسأله:من أين لك هذا؟؟ ولن يكون في البلد غناء فاحش يقابله فقر فاحش...فأنت بذلك حققت المساواة المعيشية بين أبناء شعبك وأبناءك وأقاربك ووزرائك ومسئولي دولتك.

ولكن من سيقوم بتنفيذ هذا القانون ومحاسبة المفسدين؟؟؟

هنا يأتي جدية الشعب في رفضه للفساد وللمجاملات والنفاق ,وعليه أن يحدد رغبته في التغيير والإصلاح ....فاليمن هي ملك لجميع أبناء اليمن ...ويجب أن يدرك كل مواطن أن المجاملات في اختيار من يمثله هو فساد أخر ,وطالما الجميع سيفكر في مصلحة البلد فسوف لن يختار سوى المخلصين لينفذوا هذا القانون ويطبقوه ....

وارى انه على جميع المنظمات المجتمع المدني وكل مخلص لبلده أن يطالب الرئيس وحكومته بتنفيذ هذا القانون ليثبتوا صحة نيتهم في الإصلاح ويكفوا عن الخطابات والفسحات في المهرجانات عبر الإعلام الرسمي التي لا تغني من جوع المواطن الغلبان....

وفي الأخير سيدي الرئيس,لا احتاج منكم الشكر أو التكريم ,كلما اطلبه منكم أن تسارعوا في تنفيذ هذا القانون ,فهذا هو الباب الوحيد الذي بقي لك لتثبت لشعبك انك تريد تنظيف المفسدين من البلد وإصلاحه من اجل اليمن.

Miss44warda@yahoo.com