شكرا صالح فقد صدقت فيك نبوئتي
بقلم/ د.عادل احمد الشقيري
نشر منذ: 13 سنة و 6 أشهر
الثلاثاء 24 مايو 2011 04:42 م

سنظل نحفر في الجدار إما فتحنا للنور ثقبا اومتنا على سطح الجدار انطلقت ثورة شعبنا وقواه الشابه الحيه في هذه الايام التي تشهد ثورات على الظلم والاستبداد في دول عربيه عديده وأخرى على الطريق في انتظار لحظة الصفر، وقد أخذت هذه الثورات اسلوب قديم جديد وهو النظال السلمي وادواته المؤيده بالدستور من تظاهر، اعتصامات ومواجه اجهزة القمع بصدور عاريه، وهذا الاسلوب قديم لانه سبق واخذته ثورات في الماضي على سبيل المثال ثورة غاندي في الهند، واليوم يتجدد ليثبت انه صالح لمواجهة الطغاه سواء كانوا محليين ام مُستعمِرين.

إن طريق النظال السلمي جديد على النظام في اليمن حيث وبعوده بسيطه الى الوراء نتذكر ان جميع الاحداث التي واجهت صالح ونظامه كانت تحمل طابع مسلح فكانت البدايه مع انقلاب الناصريين في اواخر السبعينات، ثم الدخول في حروب بين الشطرين مباشرة احيانا او من خلال ماكان يسمى الجبهه الوطنيه ومركزها المناطق الوسطى، ثم نقترب قليلا الى عام 1994 وماسمي بحرب الانفصال والتي استمرت 100 يوم او كما سماها الدكتور عبدالولي الشميري 1000 ساعة حرب، تلى ذلك اعلان تشكيل الحراك الجنوبي والذي برغم اصرار قادته على النظال السلمي الان ان الامر خرج من ايديهم واتخذ ايضا طابع مسلح –في بعض قصوله- بسبب الفبائل المنضويه تحته من ناحيه وافراط النظام في استخدام القوه من ناحيه اخرى، تلى هذه الاحداث حروب طاحنه وصل عددها الى 6 حروب ومسرحها محافظة صعده واجزاء من محافظة عمران وامتدت نيرانها الى الجوف واجزاء من مارب، ومما تجدر الاشاره به ان هذه الحروب التي يمكن تسميتها بـ \\\"حروب صالح\\\" قد توزعت على الخريطه اليمنيه فمن حروب المناطق الوسطى الى الحراك في جنوب اليمن وصولا الى مابات يعرف بحروب الحوثيين في شمال الوطن، اي ان \\\"خير وانجازات النظام\\\" شمل الجسد اليمني كله وهو ماادى الى انهاكه والوصول الى الحاله المأساويه الحاليه من تخلف وتردي في جميع مناحي الحياه.

هذه الاحداث (حروب صالح) التي تذكرناها في هذه العجاله وبرغم خطورتها الا ان النظام ظل واقفا على قدميه بل ساهم الخروج من كل حرب بمايشبه الانتصار في مد عمر النظام وصولا الى العدد 33، لكن ماذا عن ثورتنا الحاليه وهل اهتزت اقدام النظام بسببها؟؟ ان هذه الثورة المباركه قد انتهجت كما أسلفنا اسلوب النظال السلمي وهو مالم يُواجَه به صالح من قبل، وهذا الاسلوب اكتسب اهميته من كون الشعب اليمني كما يعرف القاصي والداني يعشق حمل السلاح ودفع ثمنا باهضا ولايزال بسبب هذا العشق ويصدق عليه المثل \\\"ومن الحب ماقتل\\\"، ولذلك نال الشعب اليمني إعجاب العالم وهو مالم يحدث في الصراعات السابقه مع النظام.

\\\"شكرا صالح فقد صدقت فيك نبوئتي\\\" هذا هوعنوان مقالتي وهي تحمل معنى مباشر للشكر وليس كما قد يظن البعض انه من باب التهكم والسخريه فانا فعلا اكرر الشكر لصالح على موقفه الداعم والمؤيد لما سبق وتنبأت به، هذا التنبؤ اتى في سياق النقاشات المستمره مع الزملاء والاصدقاء حيث ان رؤيتهم تقوم على أن صالح ابعد مايكون من ان ينتهج الاسلوب الحربي في نزاعه الحالي ومحاولته البقاء في السلطه ولهم من الاسباب الوجيهه التي احيانا اقترب من الاقتناع بها ثم ما البث ان اعود الى رايي الذي الخصه في القول ان صالح لايجيد الا الحلول العسكريه وصناعة الحروب وان هذه الصناعه هي التي ابقته طوال فتره امتدت منذ ان كان احمد ولده رضيعا حتى اصبح اليوم اكبر قائد في منظومة والده العسكريه، اما خالد فلم يولد بعد عند وصول والده الى السلطه واليوم وبعد تخرجه باقل من سنه اصبح العقيد خالد قائد فرقة مشاه جبلي.

اعود الى نبوئتي وكيف تحققت.

مع بداية هذه الثورة تم التاكيد من صانعيها الشباب قولا وعملا على سلميتها، ولم يكترث النظام في البدايه على اعتبار انه تجاوز احداثاً مدججه بالسلاح اما هؤلاء الفتيه امام جامعة صنعاء والمحافظات الاخرى فقد ظن صالح انهم اراحوه ووفروا عليه الجهد الذي كان يبذله في مواجهات مسلحه لان المنطق يفترض انه اذا انتصرت في الحرب ففي السلم اولى وهو ماعزز من ثقة صالح مع بداية انطلاق الثورة وبدا له ان الامر سينتهي لصالحه وببساطه نظرا لعدم وجود خصم مسلح، لكن مع تسارع الاحداث احس النظام بالخطر واتت رياح التغيير السلمي بمالايشتهي صالح حيث امتدت عروق الثورة لتسقي وتروي الوطن ارضا وانسان بماء الرغبه في الحريه والعداله والمساواه ومع امتلاء عروق الجسد اليمني بماء الثورة الصافي اهتزت الارض تحت اقدام صالح اكثر مما اهتزت به في كل حروبه السابقه عندما كان السلاح هو الفيصل، وظل الرجل يبتهل الى الله سبحانه وتعالى ان يوفق شباب الثورة لحمل السلاح وبذلك تبدأ المغامرة المحببه له والتي يجيد صناعتها ويخوض حربا ضروسا يظن انها ستنتهي - إن بدات – لصالحه كما تعود سابقا وبالتالي قد يكسب سنين اخرى للبقاء في السطه لكن الشباب ظلوا على موقفهم واكثروا من ترديد \\\"سلميه .. سلميه .. سلميه\\\" وقد كنت استمتع كثيرا بترديد هذا الشعار مع الشباب قبل سفري خارج الوطن، هذا الامر زاد من قلق صالح الى ان جاء الفرج ومن داخل بيت صالح الكبير \\\"سنحان\\\".

مثل انظمام اللواء علي محسن وفرقته الى الثورة حدثا مهماً لصالح ظناً منه ان الحرب التي يريدها اصبحت قاب قوسين اوادنى لكن وحتى هذه المرة خاب ظنه بتاكيد اللواء على سلمية الثوره بل ابقى وحتى اللحظه على صورة صالح في مكانها على مكتبه وعند سؤاله لماذا اجاب بذكاء للتاكيد على انه لم يعمل انقلاب على صالح، وقد حاولت قوات صالح الاحتكاك في اكثر من مكان بقوات الرفقه لكن حكمة اللواء كانت دائما حاضره لمعرفته بنوايا صالح في محاولة عسكرة ثورة الشباب، وقد رافق هذه المحاولات حمله في وسائل الاعلام الرسميه لتضليل الراي العام المحلي والخارجي والتصوير بان ساحات التغيير تعج بالسلاح من الخفيف الى الثقيل ماعدا الطائرات والدبابات لضيق الساحات!!.

مع كل ذلك كان العديد من الزملاء يستبعدون لجوء صالح الى الحرب بينا انا كنت مصر على توقعي ان يتنصل صالح من اي حلول سلميه حتى يصل الى مبتغاه في المواجهه والحرب وماحدث للمبادره الخليجيه (السعوديه) اكبر دليل على صدق توقعي وخرج بعد رفضها ليعلن خيار الحرب الاهليه وقبل مضي اقل من 24 ساعه كانت البدايه من الحصبه في المنطقه المحيطه بمنزل الشيخ صادق الاحمر شيخ صالح واحد ابرز معارضيه حيث وجد صالح الفرصه مواتيه بعد رد الاحمر على تهديد صالح بالقول انه اهل لمواجهة صالح اذا اشعل الحرب.

عوده الى مادار مع الزملاء من نقاش حيث كانوا ياكدوا بالدليل القاطع ان الضروف الحاليه تختلف عن ضروف الحروب السابقه حيث ان الكثير من الاعمده الرئيسيه التي ساندت صالح في السابق قد انتقلت الى موقع العداء، ومع تسليمي بهذه الحقيقه لكني اعتقد ان اشعال الحرب ليس يكون دائما رغبه في الانتصار لكن احيانا تكون ضروره ومن باب علي وعلى اعدائي وهو مايرمي اليه صالح في محاولته الوصول الى المواجهه العسكريه مع خصم يحمل السلاح مثل اللواء الاحمر او الشيخ الاحمر، حيث انه يدرك تماما ان الخروج بامان من مواجهه من هذا النوع امر مستبعد لكن من ناحيه اخرى يدرك انه راحل ويريد ان يشعل حربا يتم معها ترحيل خصومه معه كحل ربما من وسيطه المحبب السعوديه.

لازلت عند رايي، وحتى اذا تم اخماد فتنة الحصبه فجعبة صالح مليئه بالفتن وعوبلي صالح (الارياني) لديه الكثير من الافكار التي لاببخل بها على صالح ولوجه الله تعالى لايبتغي من صالح جزاءا ولا شكورا.

قد ابدو متشائما لكني لست كذلك لادراكي وثقتي العميقه قي شباب الثورة وانهم سيُفشٍلون كل هذه الافكار الشيطانيه للعوبلي ولن يسمحوا لاي طرف سواءا كان شيخ ام لواء ان يجر الثورة الى خندق الحرب الاهليه وهو ما اكدوا عليه في بيانهم بخصوص ماحدث اليوم في الحصبه، ايضا اثق ان الشيخ واللواء لن يسمحوا بذلك لانهم اكثر من يعرف صالح بحكم ملازمتهم له من بداية وصله الى السلطه، ومن هذا الباب ياتي التفاؤل ولزوم الدعاء ان يحفظ الله اليمن من كل شر مهما كان مصدره.