نقابة المعلمين اليمنيين تدين الاعتداء السافر على المعلمين في شبوة وتطالب بتحقيق عاجل ''أكد أنه لا أحد فوق القانون''.. أول مسئول كبير يحيله رئيس الحكومة للتحقيق بسبب قضايا فساد ومخالفات الحكومة اليمنية تتطلع إلى شراكات استثمارية وتنموية مع الصين حضرموت.. وزير الدفاع يشدد على مسئولية المنطقة الثانية في تأمين السواحل ومكافحة التهريب أوتشا باليمن: نحو 10 مليون طفل بحاجة إلى مساعدات إنسانية #لا_لتطييف_التعليم.. حملة على مواقع التواصل الإجتماعي تكشف عبث الحوثي بالمناهج وقطاع التعليم حماس توافق على تشكيل لجنة لإدارة غزة بشرط واحد عيدروس الزبيدي يستبعد تحقيق سلام في المنطقة بسبب الحوثيين ويلتقي مسئولين من روسيا وأسبانيا النقد الدولي: قناة السويس تفقد 70% من الإيرادات بسبب هجمات الحوثيين أول رد لتركيا بعد هجوم حوثي استهدف احدى سفنها
أ.د. محمد المتوكل
سألني أحد الأصدقاء عن موقف أحزاب اللقاء المشترك من الانتخابات القادمة المحلية والرئاسية, في ظل تجاهل السلطة وحزب الحاكم للضمانات, التي قدمتها أحزاب اللقاء المشترك لإجراء انتخابات حرة ونزيهة ومتكافئة، والتي من أهمها تصحيح أوضاع اللجنة العليا وإدارتها المشرفة على الانتخابات ووضع الضمانات لحيادية مؤسسات الدولة ومقدراتها وسلطاتها... قلت للصديق: أنا غير مخول بالحديث نيابة عن اللقاء المشترك, فللمشترك ناطق مخول بالتعبير عنه, هو الأستاذ محمد قحطان. قال ما رأيك الشخصي هل يشارك المشترك في الانتخابات القادمة أم يقاطعها؟
قلت له رأيي ان يشارك ولا يشارك. قال هل هذه أحجية؟ قلت لا وإنما هو موقف من قضيتين: الأولى, المشاركة في الانتخابات كاستحقاق وطني. والثانية المشاركة في اللجان كشاهد زور ما شافش حاجة) أو شاف ولا يملك لنفسه ضراً لوا نفعاً.
رأيي ألا يشارك في اللجان وأن ينسحب أعضاؤه في اللجنة العليا مادامت أوضاع الإدارة الانتخابية مختلة ومنحازة وغير محايدة ولا متوازية, لأنه بمشاركته سوف يمنح الانتخابات شهادة مزورة بصرف النظر عما يقوله. عدم المشاركة في اللجان إعلان منذ البداية ان الانتخابات في ظل الادارة الحالية مشكوك في سلامتها, ومطعون في شرعيتها، وعلم المنطق يقول: (المقدمات تدل على النتائج), والاصرار على رفض تصحيح أوضاع الإدارة الانتخابية, لخلق الاطمئنان لدى الاطراف المتنافسة, دليل على النوايا المسبقة, وإلا فما الضرر في تطمين المشاركين لو كانت النية قائمة على إجراء انتخابات حرة ونزيهة ومتكافئة؟!
قال الصديق: وما الذي يشاركون فيه؟ قلت يشاركون في العملية الانتخابية تسجيلاً وتصويتاً وترشيحاً ودعاية واحتكاكا بالجماهير. قال وما الفائدة والنتيجة معروفة سلفا؟ قلت له ايجابية المشاركة في العملية الانتخابية لا تقتصر على نجاح المرشح من عدمه.. العملية الانتخابية تدريب وتنشيط للكوادر, وتقديم للحزب ومرشحيه وبرنامجه. ومناسبة إعلامية هامة، سواءً لتوضيح الرؤى أو تعرية فشل الحزب الحاكم وسوء إدارته، والاستشهاد بأقواله على استشراء الفساد وما وصلت إليه الأحوال في كل المجالات. وبالاحتكاك بالجماهير يتجسد في اذهان المواطنين البديل ويرسخ في وعيهم دورهم في التغيير السلمي والديمقراطي, ويكسبهم الخبرة بأساليب التزييف وخطورتها, وأهمية أصواتهم في صناعة المستقبل الأفضل لهم ولأولادهم وأحفادهم. المواطن العادي لا يعرف ولا يقدر قيمة صوته، لأنه لا يعرف دور مجلس النواب أو الإدارة المحلية ولكنه يعرف جيداً فائدة الخمسمائة ريال التي تُدفع شراءً لصوته... المواطن إلى اليوم لا يدرك أن صوته يصنع الرؤساء. ويسقطهم. وفوق كل ما سبق المشاركة في العملية الانتخابية ممارسة لاستحقاق وطني علينا ان نتعود ونعود شعبنا عليه ترسيخا لثقافة ديمقراطية, وتعزيزاً للنهج الديمقراطي, وتوضيحا للمواطن أن الخلل في الممارسة وليس في الديمقراطية نفسها، وحتى لا يترسخ في ذهنه ان ما يجري على الساحة هو ديمقراطية حقيقية، وان ليس منها فائدة إذا كانت كذلك.
على أحزاب اللقاء المشترك ألا تشارك في لجان التزوير, ولكن عليها ان تشارك بقوة وفاعلية في العملية الانتخابية، وعليها ان تحدد بوضوح اهدافها من النزول والمشاركة بصرف النظر عما تقوم به اللجنة والإدارة الانتخابية, ومن ورائها السلطة ومراكز القوى.
أما فكرة المقاطعة للعملية الانتخابية فليست سوى هروب وتخل عن واجب وطني.
وفي نفس الوقت إعطاء فرصة لمن اراد التزوير ان يجري انتخابات صحيحة لاتزوير فيها, لأنه لا منافس له. وسوف تشهد الرقابة الدولية على ذلك وبشكل خاص والمقاطعة التي تعرفها حزابنا هي المقاطعة السلبية لا المقاطعة الايجابية، التي يخرج المقاطعون بلوحاتهم وشعاراتهم ليملأوا الساحات والميادين في كل أنحاء اليمن، وبزخم جماهيري كبير ترصده الكاميرات العالمية وتقارن بينه وبين صفوف هزيلة تقف أمام الصناديق. المقاطعة السلبية هي التي تعودت عليها الدول المتخلفة، حيث يذهب كل إلى داره لينعم بنوم هنيء، متغنياً بقول الشاعر:
دع المقادير تجري في اعنتها ولا تنامن إلا خالي البال
المشاركة الايجابية أفضل وأضمن, والمقاطعة الايجابية تحتاج إلى كثير من الضمانات، سواءً في اتساع الحشد او تفادي الصراع والمواجهة, اما المقاطعة السلبية فخزي, وعار, وسوء توفيق, واعلان صريح بانتهاء دور احزاب المعارضة, ودعوة للكوادر للبحث عن بدائل، فهي صاحبة المصلحة الحقيقية في التغيير.