وزير الخارجية يستقبل الرحالة اليمني منير الدهمي بالرياض الضالع.. القوات المشتركة تدمر مرابض قناصه المليشيا وتحرز تقدما ميدانيا تفاصيل لقاء وزير الدفاع ومحافظ حضرموت باللجنة الأمنية بالمحافظة محكمة الجنائية الدولية تصدر أوامر اعتقال بحق نتنياهو وجالانت وتكشف عن أسبابها المنطقية عاجل: وزير الدفاع الأمريكي: سنعمل على انتزاع قدرات الحوثيين في اليمن مليشيا الحوثي تحول محافظة إب لقادتها ومشرفيها القادمين من صعدة وعمران عاجل:حريق هائل يلتهم هايبر شملان العاصمة صنعاء نقابة المعلمين اليمنيين تدين الاعتداء السافر على المعلمين في شبوة وتطالب بتحقيق عاجل ''أكد أنه لا أحد فوق القانون''.. أول مسئول كبير يحيله رئيس الحكومة للتحقيق بسبب قضايا فساد ومخالفات الحكومة اليمنية تتطلع إلى شراكات استثمارية وتنموية مع الصين
حققت الثورات العربية - غير المدعومة من (الناتو)- الشيء الكثير الذي عجزت عن تحقيقه عشرات الكتب ومئات المؤتمرات والندوات الداعية إلى الحرية والديمقراطية وحقوق الإنسان، فقد أعاد الأحرار في مصر بلدهم إلى الدور القيادي والريادي الذي تبوأته المحروسة على امتداد التاريخ، ونحمد الله أن أحيانا إلى هذه اللحظة التاريخية التي نرى فيها عودة مصر إلى أحضان العروبة وعادت إلى قلوب الملايين في العالم، مصر التي قادت العالم الثالث إلى الاستقلالية عن المعسكرين الشرقي والغربي، وأسست مؤتمر دول عدم الانحياز، مصر التي بعثت آلاف المدرسين إلى الدول العربية ليعلموا النشء ويفكوا الأمية، والتي ساهمت وساعدت الدول العربية في استكمال تحررها من الاستعمار الغربي.
لقد عانت مصر كثيرا من نظام السادات وحسني مبارك اللذان قزما العملاق المصري القوي بطاقاته البشرية والغني بثرواته الطبيعية وحولاه إلى كائن ضعيف يعيش على الهبات والمساعدات الأميركية وحتى على مساعدات العقيد الليبي معمر القذافي الذي قال أن الشعب المصري تنكر لحسني مبارك الذي يشحت له من الدول لكي يبقيه على قيد الحياة، فمنذ متى شحت الشعب المصري الذي أقام الحضارات؟! ومنذ متى استجداء المصريون قوت يومهم؟ والنيل يشق التراب المصري شقين.
لم يكتفِ نظام السادات ووريثه حسني بذلك بل كبلا مصر باتفاقية (كامب ديفيد) المُهينة للسيادة المصرية، وساوما بالقضية الفلسطينية - قضية الأمتين العربية والإسلامية- في السوق الدولي، كما سمسر الرئيس المخلوع حسني مبارك بكل القضايا العربية، فقد نشرت الصحف العربية مؤخرا خبرا مفاده تسلم الرئيس المصري شيكا بقيمة 250مليون دولار من أمير خليجي راحل، مقابل مشاركة مصر في حرب الخليج الثاني 1991، إضافة إلى ذلك فقد تحول النظام المصري إلى حارس أمين للحدود الإسرائيلية من المقاومين الفلسطينين، وحمايتها حتى من المهاجرين الأفارقة، وساهمت يد نظام حسني في خنق الشعب الفلسطيني في غزة، غزة التي كانت تتبع الإدارة المصرية في يوم من الأيام، ولا يمكن أن ننسى كلمات وزير الخارجية المصري السابق أحمد أبو الغيط الذي هدد بكسر أرجل الفلسطينيين الباحثين عن الدواء والغذاء إذا اجتازوا معبر.
الآن انتهى نظام حسني، وانتهى معه عهد الرضوخ للإملاءات الإسرائيلية، فقد شاهدنا وثبة الشعب المصري الدائمة حينما قتلت إسرائيل الجنود المصريين في سيناء، وشاهدنا بطل من أبطال مصر وهو ينتزع علم الكيان الصهيوني ويمزقه، ولا تزال الجماهير تهتف صباحا مساءا بقطع العلاقات مع الكيان الصهيوني وإلغاء اتفاقية (كامب ديفيد) المُهينة للكرامة المصرية، فإسرائيل تعيش قلقا من الدور المصري الجديد، حتى وإن لم يتشكل بعد ولم تظهر ملامحه السياسية، ولكن ما نعرفه جميعا أن الشعب المصري العظيم الذي لم يُهادن نظام حسني ولم يرضى بدور المتفرج على القضايا العربية فهو دائم التظاهر والاحتجاج كلما حلت مصيبة بأرض العروبة، هذا الشعب لن يقبل أن يعيش بلا كرامة ولن يُسلب منه حقه.
الآن مصر عادت لقيادة الدفة، وعادت لاسترجاع مكانتها التي ملأتها دول الجوار مثل إيران وتركيا وحتى أثيوبيا، لأنه لا أحد يمكنه أن يملئ الفراغ الذي تتركه مصر.
هنا لا بد أن أذكر أن عنوان المقال هو عنوان لأغنية غنتها الفنانة الكبيرة فيروز «مصر عادت» سنة 1974 تقول كلمات الأغنية التي كتبها ولحنها الأخوان رحباني:
مصر عادت شمسك الذهب تحمل الأرض وتغترب
كتب النيل على شطه قصصا بالحب تلتهب
لك ماض مصر إن تذكرته يحمل الحق وينتسب
ولك الحاضر في عزه قبب تغوى بها قبب
جئت يا مصر وجاء معي تعب إن الهوى تعب
وسهاد موجع قلته هاربا مني ولا هرب
الحضارات هنا مهدها بعطاء المجد تصطخب
نقشت في السفر أسفارها فإذا من صخرك الكتب
مصر يا شعب جديد غد صوب وجه الشمس يغترب
وتتحدث القصيدة عن ماضي وحاضر مصر ولكنها أغفلت المستقبل، لذا نأمل أن تحقق الثورة المصرية أهدافها، ويكون دور مصر في المستقبل، البناء والتخلص من إرث النظام الساداتي الحسني، وتقود الأمة في النهوض من التخلف والهيمنة الخارجية ونبذ الاقتتال الطائفي والدعوة إلى المواطنة واحترام حقوق الإنسان.