على حــافــــة الخنجـــــرِ
نشر منذ: 18 سنة و 7 أشهر و 29 يوماً
السبت 25 مارس - آذار 2006 11:00 ص

 

اليمن أَصْبَحتْ حليفَ أمريكا المفاجئ في قتال الإرهابِ. لكن هَلّ بالإمكان أَنْ تَنْجو الأمةُ الإسلامية من كفاحِها الخاصِ بالفاقةِ والتطرّفيةِ المستوطنةِ؟

مِن قِبل كيفين وايتلو

13/3/2006

 

صنعاء, اليمن – حيث تسمع الزئير القادم من القمم المتعرجة مِنْ أصداء الصواريخ المُطلقةِ من علي الأكتاف, يليها الصوت المميز للأسلحةِ الآليةِ بشكل منتظّم

والقنّاصون اليمنيون منكفئون علي تضاريسِ الصحراءِ , ويضربون النارَ كغطاءِ لهجومِ على بعض الخيام التي يُعتقد بأنها معسكر إرهابي. وتظهر علامات الدخانِ المُلَوَّنةِ التي تشير الي الموقعِ حيث يستعد فريق هجومِ أرضيِ للهجوم علي المعسكر بينما يُطلقُ الرماة الرصاص في اعماقَ المعسكرِ .

في هذا الوقتِ, هذا الهجوم ما هو الا تمرينُ, لكن وحدةَ مكافحة الإرهابِ اليمنية الخاصّة نفّذتْ عِدّة عمليات خطرة جداً بنجاح ضدّ الإرهابيين والمختطفين المشكوك

فيهم نري صور لستّة شهداءِ من الوحدة \" مارتيرس\" مشنوقين علي حوائط ثكناتِهم. هم بدون شك من اشجع الرجالِ الذين تعاملت معهم علي الاطلاق. يَقُولُ إد مدرّب في الجيشِ الأمريكيِ على جولتِه الثانيةِ في اليمن ان اخبارالولايات المتّحدة سمحت لنا   بالوصول إلى CTU وحدة بعمر أربعة سنوات وهي وحدة ردِّ فعل سريع في وزارةِ الداخلية والتي اكتَسبتْ عدة مهاراتِ مثل القتال في الاماكن الضيقة والانحدارمن المروحياتِ على الحبالِ إلى تسلق الجبال. يَقُولُ المقدّمَ عبد الرحمن المحويتي, قائد لقوةِ المئة واربعون رجلاِ \" بالتدريب الأمريكيِ, بداوا مِنْ المستويات الأساسيةِ الي أَنْ اصبحوا محترفين \" . هذه الوحدةِ الخاصّةِ في طليعةِ جُهودِ اليمن لمُوَاجَهَة الإرهابِ. فهي كالوطن الذي انحدر منة أسامة بن لادن, هذه الأمةِ الفقيرةِ للغاية والإسلاميةِ والموجودة في جنوب شبهِ الجزيرة العربيةِ أَصْبَحتْ أحد حلفاءِ أمريكا الأقل توقّعاً في مكافحة الإرهابِ. انها أرض البندقيةِ التي تَحْملُ طابع الكثير من الفئاتَ العشائريةَ و طرق التَهريب القديمةِ, وقُرى صحراوية جَثمتْ في المواقعِ الدفاعيةِ بعمر قرون على مرتفعات عالية, يمكن ان تري اليمن ُكمكان مجمّدَ الوقت. البيوت الطينية في هذه المدينةِ القديمةِ تَعُودُ إلي ما قبل القرن الحادي عشرِ, وأكثر الرجالِ اليمنيينِ ما زالوا يَلْبسونَ الجلباب و الخنجر المُقَوَّس التقليدي رَبطَ إلى خصورِهم اليوم, اليمن نفسها على حافة خنجرِ, متوازنة بدون ثبات بين قواتِ التحديثِ والتقليديين الأقوياءِ. في الغربِ قَدْ تَكُون اليمن الان أفضل من تلك المعروفةِ لتأريخِها الأخيرِ في حوادثِ الإختِطاف العشائريةِ للسيّاحِ, هجوم القاعدةِ 2000 على الباخرة الأمريكية كولِ والمَضْغ الموجود في كلّ مكان للقات \"ورقة مخدّرة\" بشكل معتدل. لكن الحكومةَ

ساعدتْ على اغلاق عِدّة خلايا للقاعدةِ وعلى الأقل حتى الهروب الاخير من السجنِ فأن المخاوف الغربية قد هدأت حيث لن يَجِد الإرهابيون ملجأَ في المناطقِ الكبيرةِ للأراضي العشائريةِ الفوضويةِ . النكـــرانِ العميقِ. مع ذلك وفي هذه الأيامِ,فأن اليمن تُواجهُ أزمتَها الخاصةَ , نتيجة انتشار الفقر و الحكومة مازالت تنكر صعوبة الإصلاحاتِ التي تحتاجها للبَقاء . في السَنَة الماضية, قَطعتْ الولايات المتّحدةَ والبنك الدولي برامجِ مساعداتهم البسيطةِ إلى اليمن, حيث انهم مستائون من تزايد البيروقراطية في اليمن و التي اصبحت إحدى أكثر الاماكن الفاسدةِ في العالمِ .   يُحذرُ احد المسؤولينَ الأمريكيَين ويقول \" اليمن تَتأرجحُ على حافةِ الدولةِ

الفاشلةِ \". و أمَّا سَتصبحُ اليمن كالصومال أَو تحاول جديا التَحَوُّل. وبنظرة الي أمة مغمورة في الأسلحةِ ومحاطة بطرقِ التَهريب المتهرّئةِ فنحن نقول ان التهديد

خطيرُ حقا . حتى الآن, مازال الأسوأ لم يتحقّقَ, ربما لأن اليمن كَانتْ مَدفوعة بمعاناتها الخاصةِ. فمن المحتمل ان البلاد كَانتْ ضحيّةَ القاعدةِ الأولى, عندما قَصفَ

الفدائيين فندقين في عدن كانا مستعملين من قبل الجنود الأمريكيينِ وهم في طريقِهم إلى الصومال في 1992. وقصف الباخرة الأمريكية كولِ, الذي قَتلَ 17 بحّارَا أمريكيا , هذة الحوادث قد ارسلت إقتصادَ اليمن الهشّ أعمق حتى انة قد يصل الي مرحلة السقوط الحرِّ. يَقُولُ د/ رشاد محمد العليمي وزير الداخلية \" سدد الإرهابيين الضرباتَ إلينا قبل أي شخص آخر\". والرّئيس علي عبد الله صالح ردّدَ كلام مماثل في مقابلةِ لة \"عندما نُكافحُ إرهاباً, نُحاربُه فقط من اجل الدفاع عن النّفسِ ليس هناك هروب من المعركةِ ضدّ الإرهابِ\". و قالَ. “ ليس هناك توقّف \". مثل هذا الإلتزامِ يَجْعلُ ما حدث الشهر الماضي في حادث الهروب من السجن محرجَ جداً. حيث ان ثلاثة وعشرون سجين, من ضمنهم 13 من مقاتلي القاعدةِ المُدَانينِ , حَفرواَ نفق للخروج من السجن . المسؤولون الأمريكان يَقُولونَ َانَ هناك من ساعدهم بشكل واضح من داخل السجن. أحد الهاربين اودين في حادث تفجير قنبلة كول \"جمال بدوي\" قد هَربَ مرّة قبل ذلك وتم القبض علية ثانية بعد 11 شهر. يَقُولُ أحد كبار مسؤولي الولايات المتّحدة \"كلما بقوا في الخارج اكثر كلما كانوا اكثر تهديدا\". اضافت الحادثةُ شكوكَ جديدةَ حول الثقةِ في اليمن. احد المسئولين يَقُولُ \" في أحسن الأحوال لقد كَانَت الحادثة نتيجة مجموعة من الإهمالِ والغباء, والطمع \". على الرغم مِنْ مثل هذه الفتراتِ فأن التعاون على مكافحة الإرهابِ تَحسّنَ بشكل كبير. و جاءتْ نقطة تحوّل رئيسية عندما أخرجتْ قوّاتَ الأمن اليمنيةَ المتآمرين الذين أرادوا إسْتِهْداف طائرةِ صالح الشخصية. وقَبْلَ 11 / 9 تم تطهير قيادة القاعدةِ الرئيسية في اليمن.والحادثةِ الأكثر دهشةً, هي مقتل زعيم المجموعةَ السابقَ في اليمن\" قواد الحارثي\" في عُمقَ الصحراءِ بقذيفة أطلقَت مِنْ طائرة أمريكيةِ آليةِ بدون طيّارِ في 2002, على ما يبدو تمت العملية برضوخِ من اليمن . كونت اليمن أيضاً خفر سواحل بالدعم الأمريكي, ليبدأوا بالقيَاْم بدوريَّات طويلة في موانئِ الأمةَ اليمنية علي حذا الشريط الساحلي. يَقُولُ العقيدَ باراتي لوفت مديرَخفر السواحل في عدن\"الآن بينما السُفن تَبْدأُ بالاحساس بالامان فأنهم سيَبْدأونَ في العَودة\"  بالطبع ما زالات خفر السواحل في طفولتِها. خفر السواحل سَيُحاولونُ قريباً التحول الي عمل الشرطةِ للعمل علي ايقاف اكثر مَمْرات التَهريب المائية وحشيةً في العالمِ عبر خليجِ عدن مِنْ الصومال الفوضوية. يَقُولُ القائدَ سكوت كال\" يمكنهم وقف اغلب المهربين والمهاجرين الغير شرعيون مما يَجْعلُ الأمر صعباً على الإرهابيين للعُبُور \" . كُلّ هذه الجُهودِ تم دفع مقابل لها. علّمتْ الأخبارَ الأمريكيةَ بأنّ اليمن ساعدتْ

على إحْباط مؤامراتِ تنظيم القاعدة ثلاث مرات منذ أواخر الـ2004, من ضمن ذلك التخطيط لهجماتِ علي الجارة المُجَاوَرَة\" المملكة العربية السعودية \".

تَضمّنتْ الخلية الأخرى عِدّة مقاتلون من الذين عادوا من العراق, على ما يبدو تحت إشراف أبو موسي الزرقاوي. ويَعتقدُ المسؤولين بأنّ الزرقاوي كَانَ يُحاولُ التحضير لاقامة طويلة المدى في اليمن وبَدأوا بتَخطيط الهجماتِ الأكثر إلحاحاً على الأهدافِ ضمن ذلك فندقِ الشيراتون في عدن وسفارة الولايات المتحدة في صنعاء و لكن مشاركيه أصبحوا قلةَ وقد أُسِرتْ المجموعة بَعْدَ أَنْ اعطت المخابرات الأمريكيةَ شريط إلى قوّاتِ الأمن اليمنيةِ. يَقُولُ دبلوماسي أمريكي \" كَانتَ هذة مجموعة جادة ويمكنك ان تَتسائلُ كم عدد الآخرين في الخارج \". بالنسبة لليمن, النزاع في العراق ينحرف في منحدر خَطْيرِ. يَتذكّرُ اليمنيون بشكل

واضح أثرَ المعركةِ الطويلةِ ضدّ الإحتلالِ السوفيتيِ لأفغانستان والكَم الكبير منْ المتطوعين اليمنيون العائدون من هناك ونَفَّذوا بعض مِنْ هجماتِ القاعدةِ السابقةِ .

الآن هناك تخمين بأن عِدّة مئات من اليمنيون سافروا إلى العراق للمُحَارَبَة في السَنَوات الثلاث الماضية. يَقُولُ العقيدَ يحيى صالح رئيس الأركان لقوّةِ الأمن

المركزي (التي تَتضمّنُ وحدةَ مكافحة الإرهابَ) وإبن أخ الرئيس اليمني \"نحن نَنتظرُ متى تنتهي الحربَ في العراق. يَجِبُ أَنْ نَكُونَ مستعدّينَ \". \" لو

عادوا فسوف يَعُودونَ بحقدِ أكثرِ, و سَيُتدرّبونَ هناك, علي المتفجراتِ والمهاراتِ العسكرية الأخرى\". بَدأتْ الحكومة في إيقاف الشبابِ في المطارِ وهم في طريقِهم إلى بلدانِ مثل سوريا . إنّ الغضبَ واضح في شوارعِ. المُدنِ اليمنية وفي القُرى الصغيرة, والتجمعات الزراعية كلّ الكلام عن التضّخم. عندما حاولتْ اليمن خفض انتاج الغازِ السَنَة الماليةِ الماضية (ردَّاً على طلباتِ البنك الدولي), إندلعتْ إضطرابات عَنيفة في مختلف أنحاء البلاد؛ وقُتل ِعِدّة عشرات من الأشخاصِ .

تجد على زوايا الشوارعِ في صنعاء, عُمّال عاطلون و البعض حتى بالدرجات الجامعيةِ -- يَتجْمعونَ كُلّ صباح للبحث عن عمل. هم محظوظون إذا امكنهم أَنْ يَجدوا عملَ ليوم واحد في الإسبوع. حمود عامل بناء بعمر 50 سنةً, يَجِبُ أَنْ ينفق علي زوجتَه و10 أطفالَ بمعدلِ لا يتعدي10$ في الإسبوع.ويَقُول \"ان الوضع يُصبحُ أسوأَ كُلّ سَنَة\". حمود لا يَستطيعُ تَحَمُّل أجورِ المدرسةِ, لذا فأن زوجته واولادة مضطرون للعمل كمزارعون بالاجرة في مسقط رأسة .

  يَقُولُ محمد الطيب, عضو مجلس الشورى في اليمن والذي يكافئ مجلس الشيوخ \" بدون اصلاح هذه الاوضاع, نحن لا نَستطيعُ ضمان بقائنا في المستقبلِ \". تقسيـــم وانفتـــاح. على أية حال, يَخَافُ اليمنيين بأنّ الرجل القوي الذي حَكمَ لمدة 28 سنةِ سَيَكُونُ عاجز أَو غير راغب في تنفيذ الإصلاحاتَ الصعبة التي تحتاجها البلاد. يَقُولَ د / متوكِّل \"الأمريكان سعداء لأنهم وَجدوا شخص ما سَيُكافحَ الإرهابَ . لكن خوفَي بأنّنا نُؤسّسُ الاساس للإرهابِ في البلادِ, كما تم في العراق\". هو قلق بشأن الذي يَدْعوة صالح أسلوب \" التقسيم والانفتاح \". وبداء بمُحَاوَلَة للسَيْطَرَة على قبائلِ اليمن القويَّة والمنفلتة وعَملَ صالح علي إبْقاء توازن دقيق بين القواتِ المتنافسةِ, يُكافئُ الأصدقاءَ ويُحرّضَ المنافسين ضدّ أحدهما الآخر . دائما ما يَغْضبُ المدافعون عن صالح مِنْ هذا التحليلِ. و يُشيرونَ اولا بأنّ أغلب اليمن انفصلت عملياً عِنْ العالمِ لقرونِ, وكانت تحكم بالأنظمةِ الدينيةِ العتيقة .   يَقُولُ عبد الكريم الأرحبي, وزير التخطيط \" انهم يعيشون في القرون الوسطى ربما بلا اختلاف عن أيامِ النبي\". في الحقيقة, فانة حتي قيام الثورة 1962 فان باب مدينةِ صنعاء المصنوع من القرون الوسطى كان يغلق في السادسة مساءً كُلَّ لَيلة ويَمْنعُ أيّ دخول أَو خروج حتى الصباح .ثانيا اليمن كَانتْ مستقرّةَ نسبياً لعقد واحد فقط. وبعد العديد مِنْ السَنَواتِ كساحة حرب للحرب الباردةِ, فقد وحدت عام 1990 لكنها عادت لتعَانى خلال حرب أهلية في 1994 . اليمن كَانتْ دائماً إحدى أكثر البلدانِ الإسلاميةِ تقليديةِ, جزئياً بسبب عزلتِه . لكن في السَنَوات الأخيرة فأن أشكال أكثر تصلبا مِنْ الإسلامِ بَدأتْ بالتَسَرُّب اليها. واحد من العوامل كَانَ عودةَ المجاهدونِ المتعصبون مِنْ أفغانستان و البعض مِنْهم يدين بالولاء إلى القاعدةِ. وعامل آخر كَانَ وصولَ جيش حقيقي مِنْ العُمّالِ اليمنيينِ تم طردهمَ مِنْ المملكة العربية السعودية في أعقاب حرب الخليجِ (بَعْدَ أَنْ دَعمتْ اليمن صدام حسين). جَلبَ العديد مِنْ هؤلاء العائدون طريقة الاسلام السعودية مَعهم . من الصعب ان يتم الُسيطرةَ على بلادِ منفلتةِ ومثقلة بالعِلاقاتِ العشائريةِ المعقّدةِ و60 مليون سلاحِ موزعة علي العامة (أَو ثلاثة اسلحة لكُلّ رجلِ, إمرأة , وطفل). وهذا التخمين لا يَتضمّنُ حتى تجارةَ الأسلحةَ , والتي يَعتقدَ مسؤولون أمريكان انها تَتضمّنَ حمولات طائرات وحمولات سفن من الأسلحةِ بين ارجاء الأمةِ . ( من الصعب تفهم ثقافةِ البندقيةَ في اليمن. خُذْ مثال مثل ناصر , سائق سيارةِ أجرة في صنعاء, الذي يملك الأسلحةَ في بيتِه هو بشكل ما فخور بها فهو يملك: أي كْي -47 مسدّسات, قنابل, حتى غاز مسيّل للدموع , للسَيْطَرَة على زوجتِه وأطفالِه اذا قاموا باي احتجاج (انة بالطبع يلقي بدعابة).انة يَتذكّرُ الوقتَ الذي أقرضَ فية بيتَ عائليَ فارغَ إلى صديق له. عندما عاد الي عمّه َألةَ ,\" هَلْ أخرجتَ اللغم الأرضي من غرفةِ الجلوس؟ \") خلال السَنَوات القليلة الماضية, بَدأتْ اليمن جُهد طموح لإصْلاح مناهجِ الدراسة العامة. الهدف كَانَ أَنْ يَبتعدَ التعليم عن النظامِ القديمِ الذي يعتمد علي الحفظ و التكرارِ إلى نظام أكثر تفاعلية وانتاجية. وبينما حصل المنهج نفسه على درجات عالية مِنْ العديد مِنْ الخبراء ِفأن الإصلاح توقف. يَقُولُ الأرحبي  \"المنهجَ بة أسئلةَ أكثرَ مِنْ الأجوبةِ, لذا أنت مضطر للذهاب إلى المكتبةِ, الإنترنت, أَو المعلمون , لكن هناك عادة قديمة انة لا توجد مكتبةَ ولا إنترنتَ والمعلمون لا يَعْرفونَ الأجوبةَ \". وبعد ذلك هناك الفساد. رنا غانم, التي تُدرّبُ معلمي وزارةِ التعليمَ, تَصِفُ كَيفَ ان الفسادَ متشعب في النظامِ على كل المستويات. وبَعْدَ أَنْ جدّدتْ الوزارةَ منهجَ العِلْمَ فقد سافرتْ إلى مدارس مُخْتَلِفةِ لتَقديم دورة تدريبية لمدة اسبوعين. لَكنَّها تَقُولُ بأنّ كُلَّ مَرَّةٍ تصل فيها لتلقي مجموعة جديدة من المحاضرات لا تجد أحد من المعلمين لانهم ببساطة لم يتم التنبية عليهم وبهذا فهي تفقد اليوم الأولَ. ثمّ في اليوم الثاني لاتجد الا رُبع الـ20 معلم والمفترض انهم متواجدون للتدريب. السبب كَانَ بسيطَ, فهي تَقُولُ: المناطق وُزّعتْ علاوة علي ان بدل النقلِ لكُلّ معلّم من الذين تدُرّبَوا لم يصرف. ولو تصرف المديربحكمة لكان من الممكن ان يَُبقي هناك نوع من التوازن. وقالت \" لو اردت ان تكون الشخص الذي يقوم بالعمل بشكل مناسب ومستقيم فانك ستقاتل\". و تَقُولُ ايضا\"في الحقيقة , سَخرَ الناسَ مني عندما حاولتْ إعادة علاوة النقلِ الغير مستعملةِ في الوزارةِ , إشارة بأنَّ شخص ما في الوزارةِ يأخذها للإستعمالِ الخاصِّ بدلاً مِن توزيعها \". عبد السلام الجوفي, وزير التربية, يؤكد بأنّ رواتبَ المعلمين ضعيفة جدا ويقول \" أنا اعلم انة يوجد فساد ولكني متأكد انة محدود جدا \". والأسوأ , ان بَعْض الفسادِ يُقرَُّ رسمياً فهناك في حدود 60.000 شخص يَستلمونَ على الأقل راتبان حكوميان, في أغلب الأحيان هي مصروفات رسمية لشِراء ولائِهم .   يَقُول يحيى المتوكل نائب وزير تخطيط \" ان العديد مِنْ متسلمي الرواتب شيوخَ عشائريينَ أَو عسكريينَ\". لذا تفكّرُ الحكومةَ في ان أفضل طريقِ لتَغيير هذا الوضع هو ان يتم التغيير طوعاً ولَيسَ بشكل إلزامي \". وهناك فعلا مسؤولون سَألوا اصحاب الرواتب المتعددة لإخْتياَر راتبِ واحد. لكن قلة من الناسَ يَتوقّعونَ أَنْ يَكُونَ لهذا تأثيرُ كبير. يقول المتوكل \"إذا وجدت فساداً في كل مكان فأنت بالتأكيد لا تعلم من اين تبدأ الاصلاح \".  كانت هناك بضعة بُقَع لامعة واضحة في جُهودِ الإصلاحَ ربما الألمع الصندوقُ الإجتماعيُ للتطويرِ وهو جهاز حكومي مستقل يُساعدُ على بناء المَدارِس َوالعيادات و انشاء الطرق, والتمويل لحفر آبارَ الماءِ في الغالب بتمويل من الأممِ الأجنبيةِ . مَع وجود 150 موظف دائم أدارَ الصندوقَ حوالي 1,000 مشروعَ السَنَة الماضية

عودة إلى كتابات
الأكثر قراءة منذ أسبوع
الأكثر قراءة منذ 3 أيام
  أحمد الجعيدي
حرب المسيّرات.. التكنولوجيا التي أعادت تشكيل وجه النزاعات العسكرية
أحمد الجعيدي
كتابات
فحيح إنفصالي
من المنتصر علي عبدالله صالح أم جارلله عمر؟!‏
الهتع يكشفون عن الهلع !!
الذعر من علي ناصر
اليمن.. ثورة بتصرف الاحتلال "البلدي" والجمهورية تحت التهديد
تهافت المؤتمر على المتساقطين
مشاهدة المزيد