أولويات الحكومة الجديدة
بقلم/ د. يوسف الحاضري
نشر منذ: 12 سنة و 11 شهراً و 9 أيام
الإثنين 12 ديسمبر-كانون الأول 2011 04:28 م

Alhadree_yusef@hotmail.com

- نرفع أسمى التهاني والتبريكات للشعب اليمني الأصيل من أقصاه إلى أقصاه لما أثبتوه من صبر وقوة تحمل وثبات في كل مراحل المحن والفتن والآفات والمشاكل على مر تاريخه ولعل آخرها أحداث هذا العام ,,, ونهنئهم ونهنأ جميع أعضاء الحكومة الجديدة (حكومة الوفاق الوطني) والذين ورثوا حمل كبير وشديد في مرحلة هي أشد وأصعب مراحل الحياة اليمنية في هذه الفترة والتي ستضع اليمن على المحك الحقيقي في مواجهة واقعة ,,, ولعل الأحداث الأخيرة التي مرت على اليمن أو مرت عليها اليمن جعلت لكل وزارة ووزير ومسئولين أعمال وأولويات كثيرة جدا تتفاوت من حيث أهميتها وتراكماتها وعددها تختلف من وزارة إلى أخرى ولأني لن أعرج على كل وزارة وأولوياتها فسأكتفي بوضع بضع أولويات على الحكومة ككل وأضع بين يديها وعلى طاولتها بضع أولويات يجب أن تكون لها الصدارة في التعامل معها دون إغفال البقية وأن تتركز القوى والأفكار والدعم في هذه الجوانب وهذا الجوانب كالآتي:-

- الجانب الأمني :- تثبيت الأمن في جميع أنحاء اليمن أهم أولوية بل أنها تندرج تحت الهم الأكبر والذي يجب على جميع القوى في الحكومة أن تسعى جاهدة لإعادة الأمن والسكينة والطمأنينة إلى جميع أنحاء الوطن اليمني الحبيب وأن تنزع السلاح أو على الأقل تمنع حمله والتجول به وإطلاقه سواء في الاحتفالات والأعراس أو غير ذلك لأن ظاهرة السلاح أصبحت مشكلة كبيرة كما أن الأمن وتثبيته أساس الاستقرار والاستقرار أساس التنمية والتنمية أساس النجاح في البلدان وأيضا رفع الجور والظلم والحصار الذي يعيشه ويتعايش معه أهل السنة والجماعة في منطقة دماج في شمال الشمال اليمني لأنهم يواجهون حرب إبادة جماعية ظالمة نسأل الله ان يفك معاناتهم وأيضا تأمين جميع الطرق في أنحاء الوطن خاصة التي تربط المدن الكبيرة مع بعضها ومع المناطق الاقتصادية كعدن والحديدة ومأرب والتي تمد بقية المحافظات بالاحتياجات الرئيسة والإمدادات النفطية والغذائية وغير ذلك حيث أن هذه الأزمة أفرزت لنا عصابات وقطاع طرق ومجرمين يسترزقون من وضع براميل ومطبات على الطرق هذه والتعيش على هذه الأعمال والتعايش مع هذه الأوضاع كون هذه الفئة أكثر الفئات كسبت من خلال هذه الأزمة فالأمن أول أولويات الحكومة وعليها أن تضرب بيد من حديد وفولاذ ونار لكل من تسول له نفسه الاستمرار في الخروقات والتمادي وعدم إعطاء هؤلاء فرصة لفرض نفوذهم الفكري أو الميداني أو التسليحي على الأرض اليمنية مما يضع الحكومة تحت تنفيذ لرغباتهم ونزواتهم وأفكارهم وأهدافهم كما يجب ألا نتغافل عن الدور المجتمعي في مساندتهم ومساعدتهم لأن المجتمع أساس الدولة وأي نجاح للحكومة سينعكس بالإيجاب على المجتمع وأي فشل (لا قدر الله ) سيكون الخاسر الأول والأخير المجتمع وأبناء المجتمع.

- الجانب التمويني والتسعيري :- ولعل أهم جانبين في التموين للوطن وأبناء الوطن سيشكل عبء وثقل كبيرين على الحكومة هذه (تموين المشتقات النفطية وتوفير الكهرباء ) وبأسعار مناسبة لأن هذه الأزمة شكلت ثقل وعب كبير على المواطن من خلال الارتفاع الجنوني لأسعار النفط حيث وصل سعر اللتر من البنزين إلى أكثر من (75سنت=180 ريال يمني) بعد أن كان سعره قبيل الأزمة (70 ريال يمني) وأيضا الغاز والديزل وعلاقتهما بالحياة اليومية والاحتياجات اللازمة للمواطن وتوفيرهما وبأسعار مناسبة في متناول الجميع لأن الشعب اليمني أجمع عانى أيما معاناة خلال هذه الفترة ويتمنى مجرد أمنية أن يعود به التاريخ إلى ما قبل هذه الفوضى الخلاقة على الأقل في الجانب الحياتي والمعيشي والتسعيري.

- الجانب الخدمي :- ولعل أهم شيء والجميع يتفق معي قلبا وقالبا موضوع الكهرباء وتوفير هذه الطاقة للجميع دون إنقطاعات متواصلة أو متفاوتة لأن الكهرباء أصبحت في عصرنا هذا المطلب الثالث بعد الهواء والماء وبثت برامج تثقيفية وتوعوية وتعليمية يشارك فيها جميع القطاعات (تلفزيون – صحافة – مرشدين – خطباء – مدرسين – مشايخ ) وغيرهم في مجال حب الوطن وحب ممتلكات الوطن وأن نجنب المصالح العامة أبدا عن صراعاتنا واختلافاتنا وألا نجعلها ورقة للعب بها كلما رفضت الدولة تنفيذ مطلب من مطالبي أتجه إلى برج كهربائي أفجرة أو أخرب فيه لأنه ستصيبه دعوات ملايين من البشر فمعظم أمور حياتنا ارتبطت بالكهرباء.

- فهذه احتياجات هامة إن استطاعت الحكومة الجديدة أن تتعامل معها تعامل بناء وتنجح فيها وتفلح في توفيرها وتثبيتها خلال الفترة القادمة والتي تسبق الانتخابات الرئاسية المبكرة القادمة فستكون قد حققت أول خطوات النجاح وتعكس لنا جميعا صورة وفكرة مبشرة بأن القادم أفضل وأنجع وأنجح وإن قصرت أو فشلت أو اهتمت فقط بمشاكلها الحزبية الضيقة والتقاذف بالتهم فستكون حكومة فاشلة مفروضة على الشعب اليمني فرضا وعبء إضافي يضاف إلى أعباءنا جميعا ونسأل الله أن يسدد خطاهم ويجعل التوفيق والنجاح حليفهم جميعا لما فيه مصلحة اليمن أرضا وإنسانا.

- إضاءة ورسالة :- إلى الأستاذ العزيز صقر الوجيه (وزير المالية في حكومة الوفاق الوطنية ) أتمنى أن أجد ذات لحظة ابتسامة تكسو محياك وترتسم على وجهك حتى وإن كانت مصطنعة لأن التهجم والتكشير لا تدل بأي حال من الأحوال على الشخصية القوية أو المرعبة فالابتسامة في وجه أخيك صدقة أستاذي.