خالد الرويشان يتحدث عن تصرفات حوثية لن يتخيّلَها حتى الشيطان:عارٌ علينا أن نصمت اللواء العرادة يطالب المجتمع الدول بإتخاذ تدابير عاجلة تجفف منابع الدعم الخارجي للمليشيات مليشيات الحوثي تحول مدارس صنعاء إلى معسكرات تدريب للطلاب حزب الإصلاح يلتقي بعيدروس الزبيدي مركز مكافحة الإرهاب الأمريكي يتحدث عن نقاط ضعف الحوثيين القابلة للاستغلال وحقيقة قدرتهم على تحديد هوية السفن وتعقبها وضربها سلاسل بشرية بمدينة مأرب تضامنا مع الشعب الفلسطيني ودعما لقطاع غزة - صور وزير الخارجية يستقبل الرحالة اليمني منير الدهمي بالرياض الضالع.. القوات المشتركة تدمر مرابض قناصه المليشيا وتحرز تقدما ميدانيا تفاصيل لقاء وزير الدفاع ومحافظ حضرموت باللجنة الأمنية بالمحافظة محكمة الجنائية الدولية تصدر أوامر اعتقال بحق نتنياهو وجالانت وتكشف عن أسبابها المنطقية
Muzaphar.noman@gmail.com
لعل من أغرب ما أنتجته ثورة الشباب طيلة الـ9 الأشهر الماضية هو ذلك الحصاد الضئيل الذي لم يكن بحجم ما قدم له من تضحيات ! فلو أنك رميت شيئاً من البذور بأرض زراعيه خصبه فحتماً ستجنى ثمارها، إلا اذا كان هناك ما يعيق هذه البذور من النمو ! . الثورة، تلك المفقودة التي لا تزال الرؤية لها قاتمة، مشوهة، يتحففها الضباب من كل مكان، قد بدأت بمراحلها الاولى بثورة شبابية شعبية صافيه يقودها طلبة جامعات و مواطنون بُسطاء، ومع مراحل دخول الشوائب عليها، أنتهت فجأة بتسوية سياسية خالصه لا يفهمها إلا الموقعين البهره والمفاوضين المهره ! ، فحولت الثوره من ثورة شعبيه بحته الي أزمة سياسيه بين حاكم ومعارضه مع بقاء الحاكم بمنصبه، و أنتهت بتوقيع مبادرة خليجية ظاهرها الرحمة ولكن باطنها العذاب!
نعم رحل صالح "الشخص" من الحكم لكن ثقافتة ونظامه و حتى رائحته ضل الي الابد و بتأييد دولي و قوة قرار أممي ! . و ليس القصد بحديثي هذا انه كان من المتوجب الاقصاء الكلي لمن تبقى من نظام الرئيس صالح، فبأس بها ثورة أن كانت قائمه علي مبدأ الاقصاء، ولكن القصد التغيير الجذري في اليمن أقتصاديا و ثقافياً و سياسياً و تعليمياً وفي أوجه الحياة المختلفه، وهو ما خرج يطالب به الشعب، علي كلاً لم يحصل لا هذا و لا ذاك و ها نحن اصبحنا في مفترق طرق حقيقيه، صعبة و معقده و كأنك يا زيد ما غزيت.
ولعل هذا هو من بركات ما أوقعتنا به المعارضه التي حاولت جاهدة تصوير الثوره علي أنها مطلب شعبي لها أيضاً، إلا أنها بالاخير وجدت نفسها تعبر عن حقيقتها المتمثله بـ معارضه سياسيه و حسب، و توقف دور المعارضة الثوري عند التوقيع علي المبادرة الخليجية. المبادرة الخليجية هي الاخري كانت عبارة عن مبادرة سياسية بحته بين فرقاء سياسيين بعيدة كل البعد عن المطلب الشعبي، فقد عُقدت بين أحزاب سياسية متمثله بـ (المؤتمر الشعبي العام و شركاه والقاء المشترك و حفاؤه) فأين شباب الثوره الذي خرج ثائراً في الشوارع و الأزقه من هذه التسويه ، أين الجنوبين، أين حتى الحوثيين !، اين أصحاب الحراك ؟! .. اذاً هي تسويه سياسية بين حاكم و معارضه و تبادل مناصب و حقائب وزارية لا أقل و لا أكثر..!
مايزال الوضع الحالي عبثيّ و متأزم حقاً، فلو وجهت سؤالاً بريئاً لأحد المعتصمين بـ الساحات مثل .. لماذا انت هنا مثلاً؟ سيجيبك قبل اتمامك للسؤال بأنه هنا لـ أسقاط النظام ! ، فإن أنت قلت له أن صالح قد رحل عن سدت الحكم فـ عن أي نظام تتحدث ؟ قد يقول لك انه هنا لـ أسقاط من تبقى من نظامه وسنفعل كذا و سنصنع كذا ! ، فإن أخبرته مجدداً بأن بقية نظام صالح يمتلكون قرار أممي و تأييد دولي ممثلاً بالمبادرة الخليجيه و لا يمكن لهم الرحيل أو التراجع عن ذلك فلما انت مجدداً هنا ؟ قد يقول لك أيضاً انه هنا لـ أسقاط شرعيتهم و محاكمتهم ! ، و أن أخبرته أن أصدقاءه في المشترك لا يرضون بهذا وهم من تقاسموا السلطه مناصفتاً معهم و ان ذلك سوف يؤذيهم ؟ ، فقد يقول لك مرة أخرى أن قادة المشترك لا يمثلون الشعب ! ، فلو قلت له ماذا انت فاعل اذاً ؟ قد يقول لك بكل تعجب انه سوف يعتصم هنا في الساحات حتى الفرج ! و ياقافله عاد المراحل طوااال، و كأنك يا صالح لم تذهب ! ، الوضع الحالي يتطلع لمعرفة الجواب لهذا السؤال من شاب يعي ما يقول ولو سألته لماذا انت هنا؟ يجيب و بكل عفويه " أنا هنا لـ ُأصحح ثورتنا.. !
فبعد ان كان نظام صالح هو المستهدف من الشعب أصبحت الأن المعارضه ممثلة بـ المشترك هي المسؤولة عن ضياع أحلام و آمال و تضحيات الآلاف من الشباب التي أهُدرت في المفاوضات و التسويات السياسية علي حساب تضحياتهم السلمية . و بالرغم من التبريرات التي يقدمها المشترك من موقفهم من المبادرة الخليجية و أنهم رضخوا لها حقناً للدماء الا انها مبررات لا تسمن و لا تشبع من جوع، فهاهم شباب الثوره قد خرجوا بمسيرة راجله من تعز الي صنعاء لـ أحياء ثوره دُفنت تحت عبارة "لا لشق الصف" و عبارات أخرى لعينه مماثله طالما عُذبوا بها ليصمتوا طويلاً من قبل من يسمون أنفسهم حماة الثوره!، مسيرة الحياة هذه مثلت أكبر دليل فعلي علي عدم مقدرة قادة المشترك من أقناع الشعب بما قاموا بتسويته سياسياً.
و أن كان تقاسم الحقائب الوزارية فيه شي من أرضاء للشعب و للشباب بنظرهم، فأين الشباب من هذا التقسيم ؟ حتي الوزارات التي قُسمت كانت حسب وصفهم "قسمة أخوه"، فقد أخذ كل حزب من أحزاب المشترك حقيبته "و توكل علي الله " فالناصريين اعُطيت لهم وزارة كذا، و الأشتراكي وزارة كذا، و الأصلاح "وزارات كذا و كذا".. و بقى شباب الثوره مغلوبين علي أمرهم فلم يجدوا إلا "قسمة ضيزى" وفاز بها عكاشه يا قادة المعارضه ! هذا هو الحال و هذا هو الواقع حتى اللحظه فلما الهروب منه . فقادة المشترك بواقع الحال يبدون ما لا يخفون، فهم يظهرون بأنهم مع الشباب ومع تطلعات الشباب وهم بالحقيقه لم يستطيعوا تحديد موقعهم من المبادره التي وقعت بأسمائهم ! و صاروا بين نارين، نار المتهم بالتقصير من قبل الجهة الاخرى الموقعه علي بنود المبادرة متمثله بالمؤتمر و نار المتهم بالخيانه من قبل الشباب.. فأين تقفون يا قادة المشترك اليوم ..!
حتى و ان أفترضنا حصول اتفاق بين قادة المعارضه و قادة المؤتمر علي السلطه الجاريه، فسيكون هذا الأتفاقً أتفاقاً هش يعيد الي الاذهان ما جرى في مايو 1990م في أتفاق الوحده عندما ذابت فيها الشخصية الدوليه لكل شطر في شخص دولي واحد أسمه "الجمهوريه اليمنيه"، و تقاسم حينها الفرقاء الكعكه "تقاسم أخوة" كذلك، إلا ان الأخوة تلك لم تدوم طويلاً، فنفروا من بعضهم البعض و أنقسمت فيها الدولة الي معسكرين أنتهت بحرب صيف 1994م... وياليـــل مــــا أطــــولك، أما آن لهذا الليل الطويل أن ينجلي ..؟
و أجابتاً عن هذا التساؤل .. هل أنتصرنا أم ُقتلنا ...
فالإجابه تحمل معنيين لا ثالث لهما.. أما أنها لم تكن ثورة !، أو أنها لا تزال علي عتبات المستقبل ..!