دور المخلوع المستفز
بقلم/ وليد البكس
نشر منذ: 12 سنة و 9 أشهر و 23 يوماً
السبت 07 يناير-كانون الثاني 2012 07:30 م

«حملة شراء ما تبقى من حزب الحصان وأشياعه» يمكن لنا أن نسميها هكذا طالما علي صالح يطلب، ومواقد التدفئة بأقشاشها في حزب المؤتمر ومجلسي الشورى والنواب تستجيب.

وهي بالطبع مبارزة خارج حلبة صراع صالح والمجتمع الدولي والشعب يجلس الجميع حول الكرسي أو أمامه. يستمتع الرجل المرتحل بالأعداد المتناقصة للحضور التي تطأطئ الرؤوس، تمر لحظات الهضربة داخل القاعة. ليأتي من في الخارج (داخل غرفة المراقبة الدولية المشرفة على خطة الآلية المزمنة) يفسد كل شيء بما فيها لحظة الحميمية التي يحن إليها صالح ومساعدوه؛ أيام الزمن الجميل. غير أن مشرفي الغرفة لم يظهروا في أفضل أحوالها، وتبدو مهمتهم وتصريحاتهم نوع من أنواع المسكنات .

الأربعاء عاود علي صالح الظهور، قالت الأخبار بأن فخامته استجاب لطلب حزبه بعدم مغادرة البلاد، وأنه باق ليقود الحملة الانتخابية لعبد ربه .

لم تمض أكثر من أربعة وعشرين ساعة، حتى باغته تصريح مطبخ الدبلوماسيين بصنعاء "صالح يعرقل جهود نائبه للانتقال السلمي للسلطة" ولم يقل التصريح مثلا: صالح يحاول مجددا جر البلاد إلى مواجهات مسلحة من خلال استمراره في تعقيدات العملية السياسية المتفق عليها. بحسب المبادرة وآليتها المزمنة حيث وقع عليها في الرياض .

لا أريد تقويل الدبلوماسيين ما لم يقولوه، فالفرق واضح بين من يعري المواقف ويفضحها كمهنة الصحافة وآخر يبني مواقفه على التدليس والمداهنة والمراوغة ليصل إلي ما يريد (كعمل الدبلوماسية). برود الدبلوماسية بدا واضحا في التعامل مع الشأن اليمني منذ الوهلة الأولى للثورة، والفارق ملاحظ وجوهري، حينما تعامل السفير الأمريكي من (يقود جهود الدبلوماسيين لإنهاء الحالة الراهنة) مع مسيرة الحياة مثلا، وتدليلهم لصالح وبقايا نظامه، كلما اختلقوا قصص وحكايات عن الرحيل أو البقاء.

بالمناسبة يستطيع أصحاب غرفة الضغط على "علي صالح" وبقايا نظامه، الانضمام إلى مواقد التدفئة في القصر الجمهوري في الغد. سيكون الشعب اليمني مسرورا لذلك. لأن هذا النوع من لعبة شد الحبل مكشوف لا يمكن له أن يستمر. صالح يراوغ بعد أن قتل، جرح وشرد والمجتمع الدول والشعب اليمني يعرف ذلك .

ومع هذا حاول الشعب أن يكون في هذه المرحلة أعقل من كل الأشهر الماضية، إلا أنه بات الآن يدرك ما الذي يعكف عليه بقايا هذا النظام القبيح، بقيادة الرئيس منتهي الصلاحية، يكثف ألاعيبه للحصول على تأشيرة دخول أرضي الولايات المتحدة الأمريكية مرفوع الرأس مطوقا بالحصانة. وهو ما يرفضه اليمنيون الآن؛ لأنهم أصحاب حق في رقبة رئيس حكم ثلاثة وثلاثين سنة، وأساء استخدام السلطة.

المجتمع الدولي المصغر في اليمن والمشرف على نقل السلطة، متمثل بغرفة عمليات الدبلوماسيين بصنعاء، عليه فعلا أن يفرض حضوره القوي ومساعيه بقوة الاتفاق المزمن؛ ينبغي أن يوزع اهتمامه على الملفات الأكثر خطورة وأولها شطب صالح من المشهد اليمني بما يرضي الشعب المتمثل بالساحات. يجب أن يسند عبده ربه منصور هادي بشكل صريح، يستطيع من خلاله أن يفرض سلطته على كل مفاصل الدولة. ولا نريد من يقول انتظروا الانتخابات لتنصيب هادي. يعرف الدبلوماسيون قبل غيرهم أنها انتخابات شكلية ولذلك فقط لصبغ العملية الانتخابية بالديمقراطية، غير أن الاتفاقية المزمنة تلزم صالح منذ لحظة التوقيع عدم ممارسته هذه الأدوار المستفزة. التي من شأنها تعيد البلد إلي مربع الصفر"على لسان البركاني " .

على الدبلوماسيين أن لا يستمروا بالنظر بعيون المراقب الكيدي لما قام ويقوم به الشعب اليمني بقصد إطالة بقاء صالح المشهد المقرف، كما كان ينوي شلة المؤتمر التآمري المنهار يمارس فهلوته ببعض الشطط الذي يصدر بين الحين والآخر من أبواقه. عليهم المضاغطة على جروح صالح وملامسة جروحه عبر الأرصدة المصرفية، التي تنكأ جراحاته الحقيقة.