آخر الاخبار

عاجل : السعودية تشارك في تطوير وتصنيع مقاتلات الجيل السادس مع ثلاث دول أخرى أعضاء في الكونجرس الأمريكي يقدمون للرئيس ترامب مقترحا حاسما للقضاء على تهديد مليشيا الحوثي .. عاجل تحرك رئاسي لإجراء مشاورات مع الفاعلين الاقليميين والدوليين حول مستجدات الاوضاع المركز الوطني للأرصاد والإنذار المبكر يكشف عن توقعاته بوضع الطقس في المحافظات الشماليه والجنوبية خلال الساعات القادمة ملتقى الفنانين والأدباء يُحيي عيد الفطر المبارك بفعالية ثقافية وفنية بمحافطة مأرب الحكومة اليمنية توجه انتقاداً لاذعاً لزيارة غروندبرغ إلى إيران العراق يتعهد بمنع أنشطة الحوثيين على أراضيه ... ويقيد حركتهم العليمي يغادر عدن في مهمة ومصدر في الرئاسة يكشف التفاصيل وزير دفاع الحوثيين يخاطب الإدارة الأميركية: ستدفعون الثمن باهطاً وستهزمون فنحن قوة جبارة يُصعب النيل منها وتسليحنا متطور لا مثيل له على مستوى جيوش المنطقة وقد أعددنا انفسنا لمواجهتكم. عاجل بعد عودته من إيران.. المبعوث الأممي يوصي بمقترحات جديدة عقب الضربات الأمريكية على مليشيا الحوثي

الحراك .. وحكم العسكر!!
بقلم/ شفيع العبد
نشر منذ: 13 سنة و شهر و 27 يوماً
الخميس 02 فبراير-شباط 2012 03:40 م
أكثر ما استرعى انتباهي الأسبوع الفارط بينما كنت أتجول وسط زحمة الاحتفاء بـ"سنة أولى ثورة" وسط ميدان التحرير بقاهرة المعز، ليس الحشود الهائلة التي توافدت على الميدان بانسيابية ثورية، ولا التنوع الجميل في التكوينات، والتعايش بين الأفكار والمعتقدات، ولا روح التحدي، وقوة العزيمة التي تسكن أفئدة شباب مصر وهم عاقدين العزم على بناء دولة المواطنة، لا هذا ولا غيره مما يثير الفضول ويبعث على الاهتمام به، ويستحق فسحة من التأمل مصحوبة بابتسامة نصر في لحظة ثورية قلما تتكرر في عمر الإنسان. 

تركت كل ذلك الجمال الثوري البهي، وانشغلت بالحناجر وهي تعزف مقطوعة موسيقية، لم تجر لها بروفات مسبقة، ولم يشتغل عليها العازفون والملحنون ولم تخضع لتجارب أي من درجات السلم الموسيقي السبع، لكنها أطربت الملايين، ولعمري أنها ستتجاوز الحدود المصرية ليسمع صداها في أرجاء بلدان الربيع العربي.

مقطوعة من أربع كلمات فقط، لا أكثر من ذلك، لكنها تعبير صادق عن حالة رفض لواقع مفروض قسراً على الشعوب العربية منذ ما يزيد على خمسة عقود من الزمان تسلطت فيه أنظمة الاستبداد القمعية بتبعيتها للوصاية الأجنبية، هذا نصها: "يَسْقُط..يَسْقُط.. حُكم العسكر"!!.

لقد أحدثت الثورات العربية فيما بات يعرف بـ"الربيع العربي" تحولات – وان كانت متواضعة- في مستوى وعي المجتمعات وكيفية تفكيرها تجاه قضايا الديمقراطية وحقوق الإنسان والمواطنة، ونظرتها للمستقبل، إلا أنها تمثل حالة متقدمة للخروج من الارتهان للاستبداد السياسي، والتخلص من تركة الاستعمار الداخلي التي أثقلت كاهلها منذ خروج آخر مستعمر أجنبي من على أراضيها.

في ميدان التحرير هتفوا قاصدين المجلس العسكري الحاكم في مصر، لكنه هتاف يصلح ايضاً للثوار في اليمن للمطالبة بإسقاط حكم العسكر الذين تساقطوا في أحضان الثورة كأبرز انتكاسة لها، على أن صلاحية هذا الهتاف تظل سارية حتى بعد انتخابات الزيف يوم 21 فبراير على اعتبار أن عبدربه منصور هادي "ميري" ويمثل حكم العسكر، وان ظل مرتدياً للبدلة الايطالية الأنيقة.

يتملكني اليقين ايضاً من أن الهتاف ذاته سيلقي بظلاله على أجواء "الحراك الجنوبي السلمي" وسيأخذ حيزاً مكانياً وزمانياً على حساب أغاني "عبود خواجه"، لتوافر البيئة الخصبة والمناسبة والمتمثلة في حكم العسكر للحراك وقبضتهم الحديدية على مفاصله.

لا يختلف اثنان على أن "العسكر" في الجنوب كان لهم الفضل في إشعال جذوة الحراك بتصدرهم للمشهد وخروجهم للساحات العامة قبل غيرهم، وبتأسيسهم لجمعياتهم ولمجلسهم الأعلى وبقيادتهم للحراك، لكن هذا لا يعطيهم الحق في الإمساك بزمام الأمور إلى ما لانهاية.

الباحث في خلفيات معظم – إن لم يكن كل- المتصدرين للواجهة في شتى مكونات الحراك الجنوبي سيجدهم قادمين من المؤسسة العسكرية والأمنية باختلاف مسمياتها وتكويناتها، ولو حاولوا أن يضفوا على أنفسهم صفات المدنية، او يسبقوا أسماءهم بألقاب علمية او مهنية، فلدى كل واحد منهم "بيادات" و "رُتب"، وهذا بحد ذاته ليس معيباً ولا ينتقص منهم في شيء، لكنه يضع الأمور في سياقها الصحيح.

حالة الانقسامات التي يعيشها الحراك، وتعدد الهيئات، وعجزه عن إيجاد قيادة موحدة، ورؤية سياسية ناضجة، منذ انطلاقته في 2007م، ربما من بين أسبابها "العقلية العسكرية" التي تحكمه وتتحكم في مصيره- انا هنا أقول من بين الأسباب- لأنها عقلية تربت على الإقصاء والإلغاء وعدم القبول بالآخر، حتى لو كان هذا الآخر لديه الحل الناجع، وتتوافر فيه صفات القائد الحقيقي، عقلية عسكرية مركبة، أخذت نصيبها من شمولية النظام الاشتراكي في الجنوب ومن شمولية نظام صالح، لذا بدت عصية على التطويع وغير قادرة على استيعاب متطلبات العصر، وضرورة الانفتاح على الآخر، ونجدها تروّج لمفاهيم التخوين والتشكيك وتعمل على تعزيزها بين نشطاء الحراك وكوادره والشواهد كثيرة ليس هنا مقام تفصيلها.

ونحن نعيش زمن الربيع العربي حرياً بنا أن نقول لهؤلاء العسكر "كفى"، لقد أديتم دوركم وساهمتوا في كسر حاجز الخوف، لذا عليكم اليوم أن تسلموا الراية لشباب الجنوب ونخبة السياسية والمدنية والأكاديمية، قبل أن تسمعوا ذلك الهتاف مدوياً في فضاءات الساحات والميادين.

القضية الجنوبية باتت حاضرة ولا يمكن تجاوزها، لكنها بالمقابل تحتاج إلى طاقات شابة قادرة على إيصالها إلى بر الأمان، إلى حيث يريد الشعب في الجنوب، لكنني استبعد أن يتحقق ذلك في ظل قبضة العسكر.

عودة إلى كتابات
الأكثر قراءة منذ أسبوع
الأكثر قراءة منذ 3 أيام
توفيق السامعي
ماذا تعني حشود تعز العيدية؟!
توفيق السامعي
الأكثر قراءة منذ 24 ساعة
سمير السروري
متى يعود اليمن؟ قرن لا يكفي
سمير السروري
كتابات
د.إيهاب العزازىسيناريو حرق مصر2012
د.إيهاب العزازى
د.علي مهيوب العسليتوكل الثائرة في الميزان
د.علي مهيوب العسلي
مشاهدة المزيد