الرئيس المخلوع والخسف المنتظر!!!
بقلم/ وليد عبدالله المبري
نشر منذ: 12 سنة و 6 أشهر و 30 يوماً
الأحد 22 إبريل-نيسان 2012 03:59 م

لا يختلف اثنان أن مهمة إعادة هيكلة الجيش من أصعب المهام أمام القيادة السياسة ممثلة بالرئيس التوافقي وحكومته، وأن الصعوبة لا تمكن في إصدار القرارات والتعيينات والتدوير الوظيفي التي قد تصبح حبراً على ورق، بقدر ما تراعي المرحلة الطويلة لتجذر البناء الذاتي وتعميق الولاء الشخصي لأسرة تتحكم بمقدرات البلاد لأكثر من ثلاثة وثلاثين عام، لا شك أن قرارات جرئيه كنقل بعض القادة العسكريين إلى أماكن أخرى تشكل في نظر الرئيس المحروق بلغة" عبدالرحمن الراشد" تراجعاً حقيقياً لمملكته القائمة على أساس "وآتينه من الكنوز"، وكأنه آمن أنه بدء الانتقال إلى مرحلة"الخسف به وبأهله" حيث لا يمكن التراجع عنها، لأنها مدعومة بطوفان يحيط به من كل الاتجاهات، لذا كانت سياسة سآوي إلى الحرس الجمهوري أو بالأصح" العائلي" لحمايتي هي الأكثر فاعلية خصوصاً أمام هذا السيل الجرار والتكتل الإقليمي المساند لهذه القرارات.

في الحقيقة أن الدائرة المحيطة بالرئيس المخلوع لم تعي بعد أن هذه التصرفات المجنونة والأفعال الصبيانية التي يقومون بها، قد أثارت حفيظة الكثير من أصحاب الرأي والعقول المستنيرة والجهات الرسمية المحلية والدولية ليس فقط هذا، بل سيكونون قرابين لحماقة" المسخ" بلغة الدكتور الغفوري ومرتعاً خصباً لما يتوقع أن يصدر من مجلس الأمن من قرارات تتعلق بذاتهم الشخصية، أو ممتلكاتهم المالية، وأن مقولته "عليا وعلى أعدائي" تُعد قاب قوسين أو أدنى من التحقق ولكن بشكل آخر لتقول له سنة الحياة " عليَّا وعلى أهلي"، أو بلغة الأمثال" من حفر حفرة لأخيه وقع فيها".

 لذا طفت التصدعات والخلافات في أروقة حزبه المتهالك وأوساط أنصاره لتجعل مرحلة الخسف قريبة التحقق، وأن أخبار إعلان موقفاً من تصرفات صالح وأبناءه ليست ببعيدة من بعض أقرباءه في ظل خسارته المتتالية أمام اللاعبين الأساسين في الملف اليمني داخلياً وخارجياً.

استغرب كثيراً من المعاونين للمسخ والقابعين وحتى اللحظة تحت طائلة أفكاره وتصرفاته الجنونية وحالته النفسية المكتئبة أنهم لم يعوا بعد التغيرات الحادثة في المجتمعات المعاصرة برغم تيقنهم من أن القطار قد فات "مسخهم" وأن الحال يندرج في إطار لفظ الأنفاس الأخيرة التي قد تستغرق حقبة من الزمن. وأنه أصبح من الضرورة التفكير الجاد بإعادة سحب المكرمة الأميرية إلى الواجهة التي منحت له الحصانة على حين غرة من الشعب، فيكون ماثلاً أمام العدالة ليست المحلية، ولكن الدولية، ويكون حال قائلهم" إنا أطعنا سادتنا وكبرائنا فا أضلونا" والحقيقة أنه لازال لديهم الفرصة ليكونوا في عداد الناجين الذين من الله عليهم من الخسف" لولا أن من الله علينا لخسف بنا".

ثمت بعداً أخر يسهم في تعجيل الخسف وتضييق الخناق لتلك التصرفات الموتورة للمسخ من خلال سرعة التوسع بإنشاء القوة المشتركة التي تتبع وبشكل مباشر اللجنة العسكرية المعنية بهيكلة الجيش مالياً وإدارياً وتمثل الأداة العملية لتطبيق المبادرة الخليجية وآلياتها التنفيذية، وإبعاد الوحدات العسكرية التي لا زالت تتلقى توجيهاتها من الرئيس السابق وإحلال القوة المشتركة محلها، لا سيما في قيادة القوات الجوية التي أريد لأفرادها أن يكونوا منزوعي السلاح حتى يسهل السيطرة على إرادتهم ويكونوا أكثر طواعية لغيرهم.

وهنا فإن كلمة أرحل التي أطلقتها حناجر الثائرين في أرجاء اليمن وجعلت المسخ يضع أصابعه في أذنه حذراً من سماعها هي الطريق الأمثل لنهاية الخسف المنتظر وهي الحل في نظر المفكر هويدي في مقولته في جريدة السبيل الأردنية بتاريخ 25 مايو 2011م قبل حوالي سنة من الآن أن الرحيل لصالح وأعوانه هو الحل، بعد رفضه للتوقيع على المبادرة الخليجية في وقتها، وحصار سفارة دولة الأمارات، وطبيعة السياق يثير تساؤل أليس الذي افتعل حصار سفارة الإمارات بما فيها من سلك دبلوماسي عربي وأجبني أمام أعين العالم لدية من الحيل والأيدي المأجورة أن يكون وراء الاختطافات المتكررة للدبلوماسيين العرب والأجانب في اليمن ليكون هو المنقذ لحياتهم في اللحظات الأخيرة.

إن على الرعاة الرسميون للمرثون الثوري في اليمن أن يعوا أنه ينبغي الإسراع في اتخاذ القرارات العملية التي تعجل بخسف الرئيس المخلوع من حياة اليمنيين، وإن كان ثمن ذلك تحمل نفقات الإقامة والإعاشة، فمن شب على شي شاب عليه، وأن إعطاءه مزيداً من الوقت تعني تفننه في إثارة الفتن وإحداث الإختلالات الأمنية في ربوع الوطن