سلاسل بشرية بمدينة مأرب تضامنا مع الشعب الفلسطيني ودعما لقطاع غزة - صور وزير الخارجية يستقبل الرحالة اليمني منير الدهمي بالرياض الضالع.. القوات المشتركة تدمر مرابض قناصه المليشيا وتحرز تقدما ميدانيا تفاصيل لقاء وزير الدفاع ومحافظ حضرموت باللجنة الأمنية بالمحافظة محكمة الجنائية الدولية تصدر أوامر اعتقال بحق نتنياهو وجالانت وتكشف عن أسبابها المنطقية عاجل: وزير الدفاع الأمريكي: سنعمل على انتزاع قدرات الحوثيين في اليمن مليشيا الحوثي تحول محافظة إب لقادتها ومشرفيها القادمين من صعدة وعمران عاجل:حريق هائل يلتهم هايبر شملان العاصمة صنعاء نقابة المعلمين اليمنيين تدين الاعتداء السافر على المعلمين في شبوة وتطالب بتحقيق عاجل ''أكد أنه لا أحد فوق القانون''.. أول مسئول كبير يحيله رئيس الحكومة للتحقيق بسبب قضايا فساد ومخالفات
• منذ أن قررت المعارضة ممثلة بأحزاب المشترك والشخصيات الاجتماعية والقبلية والعسكر الانضمام للثورة الشبابية السلمية تكونت ساحات التغيير والحرية في 17 محافظة يمنية وأخذت بعداً تنظيمياً وأصبحت أماكن للفعاليات الثورية اليومية وللتخطيط والإعداد والتنفيذ للفعاليات الثورية على مدار 24 ساعة وأماكن للتطبيب والسكن والمعيشة، وخلال أكثر من عام برزت العديد من الخلافات والاختلافات بين مكونات الثورة الشبابية وهذا أمر طبيعي في ظل العمل الجماعي بين مكونات ثورية مختلفة النشأة والتكوين السياسي والثقافي والتنظيمي وعاشت دهراً من التعبئة الخاطئة ضد بعضها البعض وطبيعي جداً ان الفراغ والجمود يستدعي الأيديولوجيا فيرتفع سقف الخلاف والاختلاف وتتطور الأمور إلى عنف فيتبادل الثوار الاتهامات ويرتفع الحديث عن السيطرة والتوجيه من قبل الطرف السياسي الأكثر عدداً ومالاً والأقدر تنظيماً والأكثر انضباطاً "حزب الإصلاح" ولا يخلو الحديث من انتقادات لاحزاب المشترك مجتمعة وقوات الجيش المؤيدة للثورة بالتحكم بمسار الثورة، فقرأنا عن تسوير الساحات وعسكرة الثورة واستخدام الفعاليات الثورية وقت الضرورة كأوراق ضغط ومساومة عندما كانت المفاوضات بين المشترك والنظام تصل إلى طريق مسدود حتى تم إنجاز التسوية السياسية دون مشاركة شباب وشابات الثورة فرفضتها ساحات التغيير والحرية بغض النظر عما قيل بأنها الممكن والمتاح حالياً وأنها ستلبي مطالب الشباب في التغيير الآمن بأقل كلفة وبدون دفع أثمان ربما تصل إلى ولوج اليمن حربا أهلية.
• المهم أنه بعد التوقيع على المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية وتشكيل حكومة الوفاق الوطني مناصفة بين المعارضة والنظام وتغيير رأس النظام "صالح" بانتخاب نائبه عبدربه منصور هادي رئيساً جديداً للبلاد بدأت فعاليات الساحات تتناقص شيئاً فشيئاً حتى وصلت إلى الجمود وتحولت إلى أماكن للخلافات وتصفية الحسابات والتخوين والتكفير فحضرت الأيديولوجيا بمساوئها بعد أن غابت منذ نزل الشباب الى الساحات وناضلوا وقدموا التضحيات على مدار عام وفي أحيان كثيرة كان يتم استدعاء الخلافات والتناقضات أو يتم صنعها وافتعالها وسادت أجواء عدائية بين ثوار الأمس الذين كانوا يتسابقون للتضحية والفداء بعيداً عن أسوار الأيديولوجيا وتحصينات الفكر والأعيب السياسية والمذهب والطائفة والمنطقة باختصار بعيداً عن أمراض السياسة.
• ولكي تستمر الثورة كما بدأت بعيداً عن وصاية الأحزاب والعسكر \\\"الجيش المؤيد للثورة\\\" فإن شروط إقامة ساحات التغيير والحرية في بداية الثورة وخلال عام كامل حتى التوقيع على المبادرة والخليجية وفق ضوابط محددة اقتضتها طبيعة الفعاليات الثورية والمواجهات التي كانت قائمة بين النظام السابق والثوار قد تغيرت فلم يعد اليوم شكل الساحات ولا طبيعة وأساليب عملها مجدية بعد تشكيل حكومة الوفاق التي نصف وزرائها جاءوا من الساحات وانتقال أحزاب المشترك من المعارضة إلى كراسي السلطة وما تبع ذلك من انتخاب عبدربه منصور هادي رئيسا جديدا للبلاد والبدء بتغييرات في قيادات الجيش والمؤسسات المدنية فكل هذه المتغيرات تفرض متغيرات مماثلة في مسار الثورة الشبابية من حيث الوسائل وطرق النضال وأشكاله وأدواته فلم تعد تجدي الثورة عملية تسوير الساحات وبقائها في مكان محدد حيث لم يعد هناك انقساماً في الجيش ولم تعد هناك ضرورات ودواعي أمنية وتهديدات باقتحام الساحات وإخماد الثورة والقضاء عليها.
• فالمطلوب ليس إنهاء وجود الساحات ورحيل الثوار منها إلى بيوتهم وأعمالهم على افتراض أن للثوار أعمالاً مع أن أكثر من 90% منهم عاطلون عن العمل أو مهمشون ومقصيون من أعمالهم وسترتكب أحزاب المشترك خطيئة كبرى لو سعت إلى إخلاء الساحات واكتفت بنصف مقاعد الحكومة وتغيير رأس النظام وعدد من أقربائه ومعاونيه فليس كل هذا ما خرج الثائرون والثائرات من أجله فإن أصرت أحزاب المشترك على ذلك وتخلت عن الشرعية الثورية لصالح الشرعية الدستورية فستكون كمن يحفر قبره بيده لأنها بذلك تصنع فراغاً سيأتي من يحتل مساحة هذا الفراغ بأحزاب سياسية تحضر نفسها للعامين القادمين كمعارضة وستجد أحزاب المشترك أن غالبية أعضائها وأنصارها يتمردون عليها وهناك أعداد هائلة من المستقلين وخصوم سياسيون ومتضررون من رحيل رأس النظام السابق وأقربائه وأعوانه ومن جرى تغييرهم ومن سيجري تغييرهم كل هؤلاء وغيرهم كثير سيتزايد عددهم مع مرور الوقت وسيشكلون وقوداً لثورة ثانية وبنفس الطريقة السلمية خاصة وأن هناك أموالاً كثيرة تم نهبها وهناك أصحاب مصالح فقدوا مصالحهم وهناك طامعون بالسلطة وآخرون منتقمون سيدعون بالمال والسلاح.
• فالمرحلة الانتقالية المحددة بسنتين اشترطت المبادرة وآليتها التنفيذية أن قراراتها كلها توافقية ومهمتها التحضير لانتقال اليمن إلى شكل حكم جديد ولهذا تتطلب هذه المرحلة تمثيل الشرعية الثورية تمثيلاً سياسياً والمفترض أن يقوم الشباب والشابات في الساحات بعد تغيير دورها وشكلها وأساليبها ووسائلها الثورية بالتمثيل السياسي للشرعية الثورية من خلال ممارسة دور المعارضة بحيث تبدأ الساحات دورها الجديد بتغيير شعاراتها فبدلاً من شعارها السابق المركزي والهام "الشعب يريد إسقاط النظام" يكون شعارها في مرحلتها الجديدة "الشعب يريد مراقبة حكومة الوفاق" وعلى الشباب أن ينتقلوا بالثورة إلى مرحلة جديدة بشروط جديدة وأن يكون لهم برنامج سياسي يركزون فيه على تمثيل الشرعية الثورية والمعارضة من خلال مراقبة أداء حكومة الوفاق وسلامة تنفيذ مهام المرحلة الانتقالية كما نصت عليه المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية والخروج من حالة الرفض للمبادرة وكل ما تحقق من إيجابيات وأن لا يسمحوا لتدخلات أحزاب المشترك كما كان يحصل قبل انتقال هذه الأحزاب من المعارضة إلى كراسي السلطة.
• وأخيراً حان الوقت أن يتحول الشباب كل الشباب الحزبيين والمستقلين إلى معارضة تُمثل الشرعية الثورية وأن يستقل الشباب عن أحزابهم ليحتلوا مساحة المعارضة الناتجة عن الفراغ التي حدث نتيجة انتقال أحزاب المعارضة إلى كراسي السلطة وهذا سيؤدي إلى البدء بدور جديد للساحات الثورية وسيقضي على حالة الجمود التي لو استمرت ستؤدي إلى تناحر بسبب الحضور الطاغي للإيديولوجيا الذي في النهاية سيؤدي إلى تفكك الساحات والارتماء في حضن أي معارضة سواء كانت تحمل مشروعا وطنيا جامعا أو لا تحمل أي مشروع المهم معارضة والسلام