محمد علي أحمد
بقلم/ مصطفى راجح
نشر منذ: 12 سنة و 6 أشهر و 5 أيام
السبت 19 مايو 2012 03:39 م

كنا بحاجة الى مثل هذا الصوت القوي الواضح في الجنوب ليرتفع في وجه العصابات وقطاع الطرق ، هؤلاء اللذين يدمرون كل مايقع في طريقهم من الدولة وأمن الناس ، الى القضية الجنوبية والحراك ، ومكانة عدن التي بقيت في أصعب الظروف مثالاً للأمن والعلاقات الانسانية والسلوك المتحضر

وليس مثل محمد علي أحمد أهلاً لهذا الدور ، وهو دور لن يكون إلا معززاً للقضية الجنوبية والحراك السلمي والمرحلة الانتقالية وفرص نجاحها ، ويخصم بالضرورة من حضور العصابات الإرهابية وقطاع الطرق اللذين يهددون وجود الدولة والبلد من شماله الى جنوبه ويسيئون لكل قضية عادلة لا تأخذ مسافة منهم ، وتضع نفسها في مواجهتهم

وكم كان أبو سند واضحاً وشجاعاً وهو يقف في المنصة الى جانب وزير الدفاع والسلطة المحلية في عدن ، ليضع حداً فاصلاً كاد أن يتلاشى في نظر بعض الغاضبين ، حداً بين القضية الجنوبية والحراك والنضال السلمي من جهة والعصابات والارهاب وقطاع الطرق من جهة أخرى ، وهو فصل يتوخى الحفاظ على جوهر القضية الجنوبية والحراك بالقدر نفسه الذي يعزز فيه سلطة الدولة وأمن الناس واستقرارهم . فلا مجال إذا أنهارت الدولة ومؤسساتها وعمت الفوضى لا للكيان اليمني الموحد ولا للجنوب ولا للشمال ولذلك كان صوت القائد الجنوبي حاسماً في نبذه لشغل العصابات وقطاع الطرق ، ويستوي هنا الجماعات الارهاية في أبين ومن يقطعون الطرق ويهددون أمن سكان عدن

ومثل هكذا موقف من محمد علي أحمد لم يفاجأني ، فقد توقعته منه وانتظرته مستنداً الى فروسية الرجل ومبدأيته وشجاعته في الإقدام على الموقف الحاسم الذي يقتنع به دونما تردد ، أو انتهازية كتلك التي نرى علاماتها في كائنات ضبابية تضع رجلاً هنا ورجلاً هناك ، ولا تستطيع تمييز الرؤية ولا حسم الموقف، وتنتظر حتى تتبين الرابح من الخاسر لتضع نفسها في الخانة الرابحة

في ذروة الأزمة عام 93 بين شريكي الوحدة ، قرأ القائد محمد علي أحمد الموقف ، ووضع نفسه في المكان الذي أقتنع به والذي يتوافق مع رؤيته ، ولم يأبه للحسابات الشخصية ، ولم يتردد ، ولم تربكه الهواجس أو تمنعه المخاوف من خصومه السابقين ، وبجسارة الشخصية القيادية أخذ نفسه الى عدن وهناك حارب حتى النفس الأخير في جبهة دوفس

اتخذ الموقف محمد علي احمد ودفع ثمنه بالاقامة خارج البلد سنوات طوال . والآن يثبت الرجل الموقف فروسيته ومكانته مرة أخرى ، قرأ المتغيرات ولاحظ فراغاً قيادياً فلم يتردد ، وبهدوء أقلع مع أول طائرة عائداً الى حضنه القديم الجديد مدينة عدن حضن كل اليمنيين وكل من قدم اليها من البشر

وفي عدن كان حضور الرجل لافتاً من اليوم الأول ، ومقياساً لشعبيته ومكانته ، إذ استمر منزله منذ وصوله مزاراً لشخصيات إجتماعية وسياسية ووطنية من جميع الفئات والتوجهات والمناطق ، عمت الجنوب وتجاوزته الى الساحة الوطنية لليمن كلها

وباعتباره أحد وجاهات العواذل التي تضم لودر ومكيراس فقد ساهم محمد علي أحمد باتصالاته في إقناع المشائخ والوجاهات هناك بالقتال ضد القاعدة ، وأدت اتصالاته ولقاءاته بمشايخ المناطق والوجاهات في مناطق التوتر التي يتواجد فيها الارهابيون ، أبين وشبوة والبيضاء وحضرموت ، الى تخليق وإنتظام موقف مناهض للارهابيين وحشدت السكان للتصدي لهم ومواجهتهم

هذا الجهد الذي بدا واضحاً وتحدث عنه الجميع وآخر من اشار اليه احمد الميسري محافظ ابين السابق ، جهد يصب في اطار ربط المجتمع المحلي بالجهد الذي تبذله الدولة والرئيس عبد ربه للحفاظ على أمن الناس واستقرارهم ، وهذه المشاركة المحلية للمجتمع تمهد لمشاركته في كل القضايا المهمة ليكون شريكاُ في رسم مستقبل البلد وشكل دولته وعقده الاجتماعي الجديد وشريكاً في الحفاظ على الأمن والأستقرار ومواجهة الفكر المتطرف وجماعاته المارقه المنفلته من كل عقال أو رابط ديني وقيمي 

الخلاصة نقولها للقائد أبو سند أن كل اليمنيين أسعدهم حضورك الفاعل ، ويشدون على يدك لتكون حاضراً وفاعلاً وشريكاً في أهم مرحلة في تاريخ اليمن ، بل وفرصتها الأحيرة بتعبير ضمير اليمن الجمعي الدكتور ياسين سعيد نعمان