آخر الاخبار

مطار إسطنبول يحقق انجازا دوليا جديدا ويتصدر قائمة مطارات أوروبا عاجل : الإمارات تحذر من منخفض جوي ..  وعاصفة شديدة خلال الايام القادمة مصر تكشف عن خسائر مالية مهولة لإيرادات أهم مضيق بالعالم بسبب توترات البحر الأحمر اجتماع عربي إسلامي بالرياض يطالب بعقوبات فاعلة على إسرائيل ووقف تصدير السلاح إليها الشيخ  محمد بن راشد يعلن بناء أكبر مطار في العالم بكلفة 35 مليار دولار العليمي: ''ندعم جهود اطلاق عملية سياسية شاملة في اليمن لكن الوصول حاليا الى سلام صعب'' جريمة ''بئر الماء'' في مقبنة تعز وأسماء الفتيات الضحايا.. بيان حقوقي يطالب بردع الحوثيين والتعامل معهم بحزم هيئة كبار العلماء السعودية تنبه إلى ''حالة لا يجوز فيها الحج بل ويأثم فاعله''! أمطار غزيزة في الأثناء مصحوبة بعواصف.. بدء تأثيرات الحالة المدارية التي تضرب محافظات شرق اليمن رغم التطورات في البحر الأحمر.. واردات الوقود والغذاء الواصلة الى ميناء الحديدة الخاضع للحوثيين ترتفع بنحو 30%

ثمرة الحرية
بقلم/ اللواء الركن / محمد علي محسن
نشر منذ: 11 سنة و 10 أشهر و 23 يوماً
الإثنين 04 يونيو-حزيران 2012 05:48 م

خاص – مأرب برس

وضع الله للكون سننا وقوانين لا تتبدل، من سار عليها فاز، ومن أهملها خسر ... والإنسان هذا الكائن المميز على كثير من الكائنات، ليس استثناء من هذه السنن والقوانين إلا فيما أعطي من حرية الفكر واستقلالية الإرادة وأهلية التصرف إيجابا أو سلبا، مقابل ما يترتب عليه تجاه هذه المعطيات من تحمل نتائج التقدم أو التأخر واستحقاق الثواب أو العقاب .

ومجتمعنا العربي والإسلامي - ومنه شعبنا اليمني - ليس استثناء من المجتمع الإنساني ، كلما سار وفق هذه السنن والقوانين تقدم ومتى غفل عنها أو أهملها ضعف وتقهقر ... من هذه السنن والقوانين سنة وقانون ومبدأ الحرية التي فطر الله الناس عليها وعلى التضحية في سبيلها بكل ما يستطيعون من الجهود والأموال والأنفس ، حتى يعيش الباقون أحرارا آمنين على دينهم وكرامتهم ووطنهم وأنفسهم وأهليهم وأموالهم وأعمالهم ، دونما إرهاب أو تخويف أو اعتداء أو تخريب أو استعلاء أحد على أحد، لأن لدينا - نحن أتباع خاتم الرسل والرسالات - من مبادئ وقوانين العلاقات والمعاملات الإنسانية ما يفـــــرض عليـنـــــــا :ـ

1 - كل الناس من أب واحد وأم واحدة لا فضل لعربي على أعجمي ولا لأبيض على أسود ؛ فكلكم لآدم وآدم من تراب : {{ يأيها الناس إنا خلقناكم من ذكر وأنثى وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا ، إن أكرمكم عند الله أتقاكم }} .

2 - إن دماءكم وأموالكم وأعراضكم حرام عليكم كحرمة يومكم وشهركم وبلدكم الحرام بل أشد حرمة

3 - أقام سدا منيعا أمام كل من يفكر في استعباد الناس أو المساس بحرياتهم :

"متى استعبدتم الناس وقد ولدتهم أمهاتهم أحرارا".

4 - لا أحد فوق القانون ولو كان أقرب الناس {{ يأيها الذين آمنوا كونوا قوامين بالقسط شهداء لله ولو على أنفسكم أو الوالدين والأقربين إن يكن غنيا أو فقيرا فالله أولى بهما ؛ فلا تتبعوا الهوى أن تعدلوا}} و "لو أن فاطمة بنت محمد سرقت لقطع محمد يدها" و "القوي عندي ضعيف حتى آخذ الحق منه والضعيف عندي قوي حتى آخذ الحق له" ... وغير هذا من المبادئ كثير .

وعلاوة عليه فقد حمل لنا التاريخ قديمه وحديثه وحاضره ، ما يكفينا ويكفي كل ذي قلب سليم وضمير حي ، من الدروس والعـبر، عما وصلت إليه الأمم من حضارة وقوة عندما تمسكت بتلك المبادئ ، أو انحطاط وضعف وتشرذم عند ما غفلت عنها كمبادئ وأضاعتها كواقع وسلوك عملي .

وما احتفالاتنا بهذه الأعياد الوطنية إلا دليل على ما مر علينا من حالات الاستبداد والخنوع تتبعها حالة من اليقظة والشعور ثم الإرادة والعزيمة والصمود في وجه المستبدين حتى انتزاع الحق وإعادته إلى أهله واحتسبناه عيدا ، وهكذا كلما استخذت الشعوب استأسد المستبدون .

ففي أجواء الحرية وتكافؤ الفرص وتكامل الأدوار؛ تنشط العقول وتظهر الإبداعات وتسخر الطاقات وتوجه الإمكانات ويتسابق الجميع في مختلف مجالات التنمية كل في موقعه وحسب طاقته ، لتحقيق هدف نبيل وغاية سامية هي مصلحة الوطن العليا بل مصلحة الأمة والإنسانية جمعاء ؛ التي سينال كل فرد - ولا بد - من خيرها أو شرها بحسب نوع ومقـدار ما قـدم .

{{وتلك الأيام نداولها بين الناس}} وفق سنة الله المحكمة العادلة التي لا تتغير ، كما تدين تدان .. ومادمنا سائرين على درب التغيير للأفضل فكرا وقولا وعملا ؛ فأملنا في الله كبير أن يبدل الحال إلى الأفضل ، فإن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم ، هذا وعد الله ولن يخلف وعده !!

اللواء الركن / محمد علي محسن