الثورة اليمنية في خطر
بقلم/ محمد الحذيفي
نشر منذ: 12 سنة و 4 أشهر و 28 يوماً
الإثنين 25 يونيو-حزيران 2012 09:01 م

لقد خرج شباب الثورة في كل الساحات يوم "21" من فبراير الماضي , أي يوم انتخاب الرئيس هادي رئيسا توافقيا من أجل تحقيق أهداف الثورة , ونشطوا له بكل اندفاع , ولم نر مؤتمريا واحدا ينشط لهادي الذي صب شباب الثورة له كل أصواتهم ضنا منهم أنهم يستأجرون القوي الأمين لتحقيق أهدافهم في بسط الرخاء , والرفاهية , والأمن , والعدل , والمساواة , ومحاربة الفساد , وتمكين الكفاءات , والأخذ بالثأر القانوني والشرعي لدماء الشهداء بمحاسبة الفاسدين والقتلة , وبسط العدل , وتوفير الحاجات الضرورية للمواطن , لكنه ومنذ ذلك اليوم وحتى اللحظة لم يفعل من ذلك شيئا , فلم يثبت أنه القوي الأمين , بل ثبت العكس ولم يحقق أي هدف من أهداف الثورة , بل صب كل جهده لتمكين ابنه وأقاربه وأبناء منطقته , ونقل هذا بدل ذاك من رموز النظام السابق ضنا منه ان التسوية التي فرضته على شباب الثورة بدعم سعودي ورعاية أمريكية ستحميه من غضب شباب الثورة.

أما الانتصارات التي حققها الجيش في محافظة أبين على تنظيم القاعدة المفترض فليست لأحد فيه أي فضل يذكر , وإنما الفضل يحسب بعد الله للجيش الذي نذر نفسه فداء لهذا الوطن وللجنود الذين قاتلوا باستبسال فمنهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر وللجان الشعبية التي استبسلت في قتالها لإنهاء مسرحية تنظيم القاعدة الوهمي , والتأريخ سيسجل ذلك , وسيكتب كل فصول المسرحية , وسيكشف منهم الأبطال الحقيقيين لهذه المسرحية.

 بالنسبة لي لا أستبعد بان يكون الرئيس هادي وأحزاب المشترك التي كنا ندافع عنها باستبسال بانها لم تسرق الثورة ولا زلنا حتى اليوم حتى يثبت العكس , أقول لا أستبعد أن يكونا جزءا من التآمر الخارجي , وإلا ما السر في استمرار معاناة المواطنين حتى اليوم؟ رغم مضي ما يقارب أربعة أشهر منذ انتخاب هادي رئيسا لليمن وضعفها منذ تشكيل حكومة الوفاق الوطني والمواطن لم يحصل على ما كان يتمنى من توفر الخدمات الضرورية والأساسية , وما السر أيضا في تردي خدمة الكهرباء؟ والصمت المطبق من الرئيس هادي ووزير الكهرباء المحسوب على المشترك فيما يحدث للكهرباء هذه الأيام , والتي لا يزيد مقدار إضاءتها للناس عن 5 ساعات في اليوم والليلة , وخاصة وأن الناس مقبلون على اختبارات الطلاب بمختلف مستوياتهم التعليمية , وفي ذروة فصل الصيف , وخاصة في المناطق الساحلية.

إن ما يحدث من انقطاع مفاجئ للكهرباء , ومن عودة مفاجئة أيضا ما بين 10 دقائق وأخرى , وما بين ساعة وأخرى ليدل دلالة واضحة على ان هناك سياسية ممنهجة لتأديب هذا المواطن لوقوفه مع الثورة من خلال إحراق الأجهزة المنزلية التي عادة ما يستدينها هذا المواطن ليستر بها حاجته , وأن هناك علامات وملامح الثورة المضادة التي يقودها المجلس العسكري في مصر تلوح بالأفق هنا في اليمن , وإلا لماذا لم يكلف وزير الكهرباء نفسه عقد مؤتمر صحفي ليكشف للناس حقيقة ما يحدث؟ ويوضح ملابسات ما يدور , وكذلك السيد وزير الداخلية المعول عليه توفير الأمن وحماية أبراج الكهرباء ومحطاتها وكأنهم مسئولين عن صحراء مالي أو جبال أفرست ولا يهمهم ما يدور في الجمهورية اليمنية , أليست هذه السياسة يراد منها التضييق على الناس وإيصالهم إلى مرحلة الترحيم على النظام السابق , والتي ابتدأت بالفعل , فكثير من الناس بدأوا يعضون أصابع الندم , ويتداولون إذا كنا في عهد الرئيس السابق نعيش تحت رحمة أو مسمى أو مصطلح "طفي لصي " فإننا اليوم تحت رحمة أو مسمى جديد " طفي طفي " وألا يدل ذلك على أن الثورة في خطر فعلا.

إن مسار الثورة اليمنية اليوم في خطر وورطة وسيناريو الثورة المصرية , والمشهد المصري يلقي بظلاله على الوضع والثورة اليمنية , فما سقط من النظام في مصر هو رأس النظام وما سقط في اليمن هو رأس النظام فقط , أما أركان ورموز النظام فلا يزالون يمسكون بكل مفاصل الدولة بحجة أنهم أصبحوا شركاء في حكومة الوفاق هذه الأكذوبة الكبرى التي يسوقونها لنا , ويكذب من يقول أن الثورة حققت شيئا غير ذلك , وأصبح نصف وزراء حكومة الوفاق الذين يحسبون على الثورة ما هم إلا شهود زور ومحللين لهذه الكذبة , فلم يستطع أيا منهم اختيار بواب مكتبه ناهيك عن تغيير مدير فاسد , أو ناهب , أو مختلس , أو متهم بالقتل و أتحدى أي وزير محسوب على الثورة قام بتغيير أي فاسد , أو ناهب رغم أنهم معروفون ويشار لهم بالبنان بل تكاد تنطق ملابسهم لتتحدث عن فسادهم , وهذا يدل وبما لا يدع مجلا للشك على أن هناك توجه محلي وإقليمي ودولي لإعادة إنتاج النظام بكل رموزه وأدواته بعيد عن هيمنة العائلات التي أزيحت بسبب الثورات.

فاليوم هناك معلومات متواترة عن احتمال عودة نواب المؤتمر المنظمين للثورة إلى حزب المؤتمر الشعبي العام وعن استلام صالح 27 مليار ريال إضافة إلى 2 ونصف مليار دولار تلقها من جهات إقليمية تعمل ضد المبادرة الخليجية سيئة الصيت استعداداً للمرحلة القادمة.

فماذا ينتظر شباب الثورة؟ هل ينتظرون حتى يلج إلينا أحمد شفيق آخر؟ لذلك على الجميع التوجه نحو ثورة ثانية تحقق أهداف الثورة كاملة ودون نقصان بعيد عن سياسة التقاسم والمحاصة الممقوتة التي ستخرب العباد والبلاد.