خالد الرويشان يتحدث عن تصرفات حوثية لن يتخيّلَها حتى الشيطان:عارٌ علينا أن نصمت اللواء العرادة يطالب المجتمع الدول بإتخاذ تدابير عاجلة تجفف منابع الدعم الخارجي للمليشيات مليشيات الحوثي تحول مدارس صنعاء إلى معسكرات تدريب للطلاب حزب الإصلاح يلتقي بعيدروس الزبيدي مركز مكافحة الإرهاب الأمريكي يتحدث عن نقاط ضعف الحوثيين القابلة للاستغلال وحقيقة قدرتهم على تحديد هوية السفن وتعقبها وضربها سلاسل بشرية بمدينة مأرب تضامنا مع الشعب الفلسطيني ودعما لقطاع غزة - صور وزير الخارجية يستقبل الرحالة اليمني منير الدهمي بالرياض الضالع.. القوات المشتركة تدمر مرابض قناصه المليشيا وتحرز تقدما ميدانيا تفاصيل لقاء وزير الدفاع ومحافظ حضرموت باللجنة الأمنية بالمحافظة محكمة الجنائية الدولية تصدر أوامر اعتقال بحق نتنياهو وجالانت وتكشف عن أسبابها المنطقية
مأرب برس ـ ترجمة حميد حداد
نشرت إذاعة هولندا على موقعها الالكتروني تقريرا عن وضع الخادمات الأجنبيات في اليمن ورغم الملاحظات على التقرير في عدم تتطرقه لجوانب هامة وإنما تركيزه لجانب المعاناة فقط أحببنا أن نضع التقرير بين ايديكم :
يتعاظم عدد الفتيات الإثيوبيات اللواتي
يجندن للعمل في اليمن في إعمال الخدمة المنزلية، حيث يصبحن أشبه بالسجينات داخل البيوت التي يعملن فيها، ويتعرضن إلى معاملة نفسية وجسدية سيئة، تصل حد الاستغلال الجنسي. الباحثة الانثروبوليجية "مارينا دي رخت" من أمستردام، تقدم المساعدة للنساء الإثيوبيات، مثل "هلين" التي تعرضت للضرب بالعصا من قبل احد
وسطاء العمالة، بعد يومين من وصولها إلى اليمن.
تجلس "هلين غانا" بابتسامتها المشرقة، وجسدها الناحل، أمام صحن الطعام الكبير وتأكل بشراهة. لديها الآن أسبوع جيد، تتحدث إلى صديقها الإثيوبي"كيروبل بليتا ليما" الذي يجلس إلى جانبها في مطعم إثيوبي، وسط العاصمة اليمنية صنعاء، "ولكن لهلين مرت بأسابيع سيئة كثيرة" يقول ليما. فجأة تكتئب هلين وتتوقف عن الطعام متذكرة الجرح الذي يعود إلى عامين مضت، عندما ذهبت إلى مكتب التشغيل اليمني غير المرخص، والذي يعمل مع مكتب إثيوبي لتوظيف وإرسال الفتيات للعمل في اليمن، "أخبرت الوكيل اليمني، بأني طردت من عملي، فما كان منه إلا أن يمسك بعصا ويهوي بها على كليتي، شعرت بقوة العصا الرهيبة حينها، بعدها لم استطع الوقوف أو الجلوس من شدة الألم".
كانت "هلين" في الثامنة عشرة من العمر عندما سمعت بإمكانية الحصول على عمل في اليمن، وبراتب جيد وأوقات عمل معقولة.ذلك ما فهمته من شابة جلست قربها في سيارة اجرة مصادفة، مثل الكثير من الفتيات اللواتي تم تجنيدهن بهذه الطريقة، في الشوارع أو امام مدارسهن. الوضع الاقتصادي في إثيوبيا، مأساوي إلى حد كبير، ما يدفع الفتيات إلى تصديق إمكانية الحصول على عمل ودخل جيد، في دول الشرق الأوسط. يذهبن بتأشيرة مؤقتة، لينتهي بهن الحال عند عائلة يمنية
تقول "مارينا دي رخت" ينتظر هؤلاء النسوة في الغالب حياة صعبة للغاية، الفتيات مثل هلين يستلمن العمل مباشرة بعد وصولهن إلى اليمن، و يبدا وقت عملهن في السادسة صباحا ويستمر حتى الواحدة ليلا، وعلى مدى أيام الأسبوع السبعة، وفي الغالب يبقين حبيسات المنازل ويتعرضن لمعاملة سيئة نفسية وجسدية تصل أحيانا إلى الاغتصاب. وحسب "كيروبل بليتا ليما" احد مساعدي الانثروبولوجية "مارينا ده رخت" فان "النساء يتعرضن للضرب العنيف لدرجة قد تصيبهن بالعقم."
عدد النساء القادمات من أفريقيا إلى اليمن، ينمو بشكل ملحوظ، ويقدر حاليا بخمسين ألف امرأة ضمنهن عدد غير معروف من الإثيوبيات. في شوارع صنعاء يمكن ملاحظة الإثيوبيات المسيحيات، وهن بالحجاب الملون الذي يتميز عن النقاب الأسود الذي تستخدمه النساء اليمنيات المسلمات.
عدد كبير من الإثيوبيات يذهبن أيضا إلى بلدان أخرى مثل العربية السعودية وسوريا ولبنان للبحث عن حياة أفضل. مارينا دي رخت التي تجري بحثا انثروبولوجيا عن النساء الإثيوبيات في اليمن، تقول "الإثيوبيات يفضلن فقر اليمن على الدول المجاورة بسبب القصص المرعبة التي تتناقلها وسائل الأعلام عن مثيلاتهن هناك". تقرع منظمات المساعدة من حين لآخر جرس الإنذار حول ما يحصل من انتهاكات إنسانية، وظروف العمل السيئة في المنازل، في تلك البلدان. أصبحت كلمات مثل اغتصاب، واستغلال، وعبودية، متداولة في التحقيقات
الصحفية والحقوقية التي تكتب عن هذا الموضوع.
لكن ما يحصل في اليمن من قصص بهذا الشأن لا يظهر للعلن بشكل يتناسب مع فظاعتها، والحالة في اليمن أفضل بعض الشيء منها في البلدان الأخرى، فضلا عن إن الحكومة الإثيوبية تحاول أن تعتم على الأمر. كذلك وفقا لبليتا ليما فإن "الحكومة الإثيوبية تعمل على الحفاظ على العلاقات اليمنية الإثيوبية القائمة منذ قرون، كما إن جزا من الاقتصاد الإثيوبي يعتمد على المستثمرين اليمنيين.
تقول مارينا دي رخت أيضا "تفتقر الحكومتان اليمنية والإثيوبية للإرادة السياسية لمواجهة هذه المشكلة، كما إن الحكومتين ضعيفتان على أية حال، وليس بامكانهما أن تفعلا الكثير في هذا الجانب. اليمن بلد فقير وله مشاكله الكثيرة، وهذه المشكلة ليست من اولوياتها، أما إثيوبيا فلديها ما يكفيها من المشكلات السياسة، إضافة إلى المردود المادي الذي يعود عليها من التحويلات المالية التي ترسلها تقوم بها هؤلاء النسوة المهاجرات إلي بلادهن، رغم أنهن منسيات في اليمن، على حد تعبير دي رخت. كما يحاول ليما من جهته وبمساعدة منظمات، منها "يونيفم" وهي منظمة خاصة بالمراة تابعة للأمم المتحدة، أن ينظم العلاقة بين العامل وبين رب العمل بعقد مكتوب. يوضح ليما ذلك قائلا:
"هناك كثير من الأسر حسنة النية التي تتعامل مع الفتاة العاملة لديها برفق تفضل وهؤلاء عادة يفضلون توقيع " كما يتفق مع دي رخت على إن الاتفاق المسبق يوفر ضمانا للأسرة أيضا فبعض الفتيات يهربن من المنازل، كما تخشى الأسر إقدام الفتاة على السرقة. إلى جانب ذلك فان بعض الفتيات الوافدات إلى اليمن بصورة شرعية إما عن طريق احد أفراد العائلة أو احد المعارف غالبا ما يتمتعن بشروط عمل افضل.
اغلب الفتيات الإثيوبيات مثل هلين يفكرن بالعمل في اليمن لفترة مؤقتة ويحلمن بالعودة إلي أفريقيا باكياس متخمة من المال. لكن تأشيراتهن السياحية التي حصلن عليها تنتهي بعد ثلاثة اشهر، بعدها يصبح وجودهن غير شرعي. ولا يعرفن غالبيتهن العظمى أن البقاء بشكل غير قانوني في اليمن يرتب على الشخص غرامات باهظة جدا عن كل يوم تأخير بعد انقضاء الأشهر الثلاثة التي تحددها التأشيرة السياحية.
تقول دي رخت "منذ أكتوبر 2004 اتبعت اليمن سياسة صارمة في التحقق من إقامات المهاجرين المقيمين فيها. جاء ذلك استجابة لضغوط الدول الغربية التي تعتقد إن اليمن توفر ملاذا آمنا للإرهابيين، بالنسبة للإفريقيات العاملات اللواتي بقين في اليمن لسنوات، فإن ذلك يعني قد يعني أنهن قد لا يستطعن مغادرة اليمن إطلاقا بسبب الغرامات الباهظة التي تترتب على اقامتهن غير المشروعة في البلاد.