خالد الرويشان يتحدث عن تصرفات حوثية لن يتخيّلَها حتى الشيطان:عارٌ علينا أن نصمت اللواء العرادة يطالب المجتمع الدول بإتخاذ تدابير عاجلة تجفف منابع الدعم الخارجي للمليشيات مليشيات الحوثي تحول مدارس صنعاء إلى معسكرات تدريب للطلاب حزب الإصلاح يلتقي بعيدروس الزبيدي مركز مكافحة الإرهاب الأمريكي يتحدث عن نقاط ضعف الحوثيين القابلة للاستغلال وحقيقة قدرتهم على تحديد هوية السفن وتعقبها وضربها سلاسل بشرية بمدينة مأرب تضامنا مع الشعب الفلسطيني ودعما لقطاع غزة - صور وزير الخارجية يستقبل الرحالة اليمني منير الدهمي بالرياض الضالع.. القوات المشتركة تدمر مرابض قناصه المليشيا وتحرز تقدما ميدانيا تفاصيل لقاء وزير الدفاع ومحافظ حضرموت باللجنة الأمنية بالمحافظة محكمة الجنائية الدولية تصدر أوامر اعتقال بحق نتنياهو وجالانت وتكشف عن أسبابها المنطقية
من يظن أن البلاد ستهدأ طالما والمخلوع يعيث في الأرض فساداً فهو واهم، فالرجل ناقم على الشعب الذي أيقظه من حلم جميل طالما عاشه وعمل لأجله سنوات عديدة، ففجأه وبدون سابق إنذار أصبح أمام واقع لايريد أن يصدقه أو يعيشه ، وما تصرفاته التي باتت مفضوحة إلا تعبير قوي عن مدى سخطه على الشعب الذي سحب البساط من تحت قدميه بدون مقدمات وبشكل لم يخطر بباله ،ولذا فهو ماض في مهمة الثأر والإنتقام من البلاد والعباد وعملاً بالمقولة الشهيرة(عليّ وعلى أعدائي)، وليثبت للجميع أنه لايزال هو وحده (الزعيم).
إن المتتبع لمسار الأحداث في الشأن السياسي والأمني اليمني سيجد أن الرجل لم ولن يهدأ له بال حتى يستكمل مشروعه التدميري ، والذي يستهدف القضاء على ماتبقى من أمل لدى أبناء الشعب بأن يعيشوا حياة كريمة يسودها الأمن والإستقرار، فهو لم يكتف بما أحدثه من دمار لمفهوم ومقومات الدولة المدنية المنشودة طيلة فترة حكمه،بل يحاول إجهاض كل التوجهات الحثيثة والرامية إلى رأب الصدع ،وإصلاح ذات البين ،وإعادة الأمور إلى نصابها الطبيعي وكترميم لما أحدثته سياساته العشوائية من دمار، ومايعزز وجود ذلك التوجه لديه مجموعة من المؤشرات التي تؤكد سعيه الدؤوب إلى وضع العراقيل في وجه الإنتقال السلمي للسلطة ،وإفشال مهمة حكومة الوفاق الوطني ، ووضع المعوقات واحدة تلو الأخرى في طريق عملية الحوار الوطني المرتقب وإقرار قانون العدالة الإنتقالية ، إبتداءً بعمليات تخريب الخدمات العامة كالنفط والكهرباء ، وتهديداته المستمرة بسحب ممثلي حزبه في حكومة الوفاق وتدخلاته في شئونها ، مروراً بفتحه قنوات إتصال مباشرة مع الحوثيين قبل عدة أيام ،وإنتهاءً بوقوفه وراء إندلاع أحداث وزارة الداخلية الدموية والتي سقط ضحيتها العديد من أبناء الوطن لينضموا إلى قافلة ضحايا نظام العائلة، وكل ذلك يأتي بعد أن فقد إحدى أهم الأوراق التي كان يراهن عليها في تحقيق أهدافه التخريبية وهي ورقة القاعدة ،والتي طالما إعتمد عليها في تقويض السكينة العامة وشغل السلطات عن أداء مهامها، ولذا فقد لجأ إلى إستخدام بدائل أخرى من شأنها سد فجوة غياب القاعدة ولعب ذلك الدور، وكل ذلك في سياق مقاومته المستمرة للتغيير المنشود ،ومن أجل الحيلولة دون إنتقال اليمن من مرحلة الصراعات إلى مرحلة الإستقرار ،الأمر الذي إن حصل سيقضي على مصالحه ومصالح بطانته الفاسدة.
إن ما حدث في وزارة الداخلية بالأمس من أعمال شغب ليس الدافع الرئيسي ورائها المطالب الحقوقية للجنود كما يدعي البعض وتروج له بعض وسائل إعلام المخلوع، بل يقف خلف تلك الأعمال الخسيسة قادة عسكريين كالقوسي وغيره باعوا أنفسهم للشيطان الأكبر(الزعيم)، والذي يحاول بشتى السبل تعطيل عملية الحوار الوطني المرتقب بين أطراف العمل السياسي في اليمن، ولذا فليس لدينا أدنى شك في أن صالح هو من أوعز لزبانيته وأتباعه المخلصين بإقتحام وزارة الداخلية مستغلين جملة من المطالب الحقوقية لبعض منتسبي قوات النجدة كغطاء لتنفيذ عمليتهم الدنيئة وكردة فعل قوية منهم تجاه إدارة اللواء قحطان للوزارة التي ربما أزعجتهم وقلصت من نفوذهم، فها هم اليوم قد اقتحموا وزارة الداخلية وغداً لن يتورعوا عن إقتحام باقي الوزارات ورئاسة الوزراء وربما القصر الجمهوري ، فصالح في الوقت الحالي يحاول أن يخلط الأوراق ويسعى نحو تأجيج الأوضاع بقدر المستطاع ،والدفع بها نحو المزيد من الصراعات الداخلية.
على كلٍ، كان بإمكان وزارة الداخلية تفويت الفرصة الإستفزازية على فلول النظام من خلال إحتواء الموقف قبل تفجره خصوصاً وأن الجنود محتجين لهم أكثر من يومين أمام بوابة الوزارة ، وإن كان لابد من التصدي للموقف بالقوة فكان بوسع الوزارة إتخاذ تدابير أخرى غير التي عمدت إليها، فمعالجة الوزارة للموقف كانت خاطئة، فكيف للوزير أن يستنجد بقوات من الفرقة الأولى مدرع لحماية وزارة الداخلية وهي القوات المحسوبة على اللواء علي محسن ويقحمها في الموضوع ضد قوات النجدة خصوصاً في مثل هذه الظروف الحساسة مع أن لديه أجهزة أمنية أخرى يمكن أن تتكفل بالمهمة كالشرطة العسكرية مثلاً ، فهذا إن ثبت يعتبر إجراء خاطئ وغير مقبول وعلى الوزير تحمل تبعاته.
ما أود قوله في الأخير هو أن على الرئيس هادي، نسأل الله أن يهديه قبل فوات الأوان، أن يتخلص من عملية الزحف البطئ كالسلحفاه، فهو يتمتع بشرعية قوية ودعم دولي واسع النطاق ينقصها فقط رباطة جأش وجرأة في إتخاذ القرار، فعملية نقل كامل السلطة وتوحيد القوات المسلحة والأجهزة الأمنية تحت إمرته كقائد أعلى للقوات المسلحة والأمن أهم خطوة في طريق التسوية السياسية القادمة وإستتباب الأمن ، وبدون أن تتحقق فستكون العملية السياسية برمتها مهددة بالفشل ومحفوفة بالمخاطر، وبالتالي ستعود الأوضاع إلى نقطة الصفر وكأنك يا بوزيد ماغزيت ، وكلما مرت الأيام تأكدت لنا صحة هذه الحقيقة.
فخامة الرئيس، لايزال أملنا فيكم بعد الله كبير على الرغم من كل مايُقال عنكم فلا تخذلوا الشعب الذي وضع فيكم ثقته وحملكم الأمانة الثقيلة، وإن لم تبادر الآن وتتخذ قرار جرئ وسريع، ننتظره بفارغ الصبر وسيخلد إسمك في صفحات التاريخ ،يقضي بإنهاء الهيمنة العسكرية للعائلة على القوات المسلحة والأجهزة الأمنية من خلال إقالة الثعابين الثلاثة السامة أحمد علي ويحي صالح وعلي محسن ،فعليك الإستعداد قريباً لتقبل إقتحام مكتبك في القصر الجمهوري وربما غرفة نومك بروح رياضية، فبقائهم على كراسيهم يعني عدم تمكنك ومعك حكومة الوفاق من السيطرة على أدوات السلطة المختلفة على الإطلاق ، مما يعني إستحالة الإستقرار في اليمن.