صحيفة أمريكية تتحدث عن تورط دولة كبرى في تهريب قائد في الحرس الثوري من صنعاء أردوغان يكشف ما تخبئه الفترة المقبلة وأين تتجه المنطقة .. عاصفة نارية خطيرة اجتماع حكومي مهم في عدن - تفاصيل بن مبارك يشن هجوما لاذعا على موقف الأمم المتحدة وتعاطيها الداعم للحوثيين وسرحد فتاح يكشف عن نتائج تحركات المستوى الوطني والدولي وزير الدفاع يقدّم تقريرا إلى مجلس الوزراء بشأن مستجدات الأوضاع الميدانية والعسكرية قطر تقدم تجربتها الأمنية في إدارة الجوازات والخبرات والتدريب لوزير الداخلية اليمني إسبانيا تُواجه كارثة هي الاولى من نوعها... حداد وطني وعدد الضحايا في ارتفاع المليشيات تستكمل «حوثنة» الوظيفة العامة بقرارات جديدة لماذا تعرقل إيران انضمام تركيا إلى البريكس؟ إغتصاب الأطفال.. ثقافة انصار الله في اليمن
لا تزال مفاهيم ومصطلحات التطرف المذهبية حاضرة بقوة وتفرض نفسها على صفحات بلدان العالم الثالث وبالأخص الدول الإسلامية والعربية .. خصوصا ان المفاهيم المذهبية وجدت لها تربة خصبة بعد زراعتها في بلادنا لاستخدام ثمارها حسب موسم الطلب والحاجة .
استشرى داء الحمى المذهبية المنتشر في مناطق شاسعة في إرجاء العالم الإسلامي ومنها اليمن البلد المنهك بجراحه الغائرة .. وهذا ما يثير شهية إيران للإنقضاض على فريستها في مثل هذه الأحداث خصوصا ما نرى تواجدها إلا وراء كل الروائح المذهبية الكريهة في المنطقة وهي تنصب نفسها طبيب معالجا وتأتي لمعالجة المرض بطريقتها الخاصة.
طبعا هذا الطبيب الفاسد (ايران ) ينجح غالبا في إطالة زمن و استفحال المرض لا شفائه.. كيف لا ينجح الطبيب الفاسد في هدفه وهو يعمل تحت إدارة المستشفى الأمريكي الذي لا يهمه سوى رفع فواتير العلاج والارتزاق من وراء كل حمى تنتشر في المنطقة.
حقيقة ما يحز في النفوس ان تستمد الحمى المذهبية قوتها ليس فقط من فساد الطبيب وإدارة المستشفى بل ايضا قادتنا السياسيين وهم يمارسون الانتحار السياسي بارتكاب الأخطاء المتتالية وضياع العراق مثال واضح ... لكن غالبا ما يغطي الساسة على فشلهم بالمواظبة على صناعة الشعارات الصاخبة وخلفهم الرموز الدينية المقدسة خصوصا ان المجتمعات تملك من العقول التي قد لا نجدها إلا في العصر الجاهلي.
ففي اليمن نجح النظام السابق لعلي صالح في نحت الصراع الطبقي واختلاف درجات المواطنة في اليمن ورسم مسيرة الصراع من أجل بناء أسس جديدة يحتاجها النظام في إدارة معادلة الصراع المذهبي والطبقي في اليمن .
بكل بساطة إنها لعبة قذرة تجتاح المنطقة لا مكان للعبيد فيها سوى الانصياع للطامعين بهم حياة مخملية يملئها التبختر السياسي المتعطش للغطرسة والاستحواذ على مقدرات العبيد والجواري أو مايسمى بالشعوب .
وبعد هذا نجد أنفسنا نغرق وسط التنافر والكراهية والضغينة ونتبادل الأحقاد لنحصد مبادئ ومفاهيم تنتقم على تلك البيئة التي وجدنا فيها فنبحث عن أي مخلص حتى لو كان هذا المخلص هو مرض المذهبية القاتل الذي يختصر الفترة الزمنية بين الوجود والموت .
سنجد كل بؤر الصراعات السياسية والاجتماعية المزمنة ليس في اليمن وحدها بل في المنطقة كلها قد كونت علاقة تبادل مع الموروث التاريخي والثقافي وبالتالي وعليه لا نستغرب إن نجح الطبيب وإدارة المستشفى في التحكم في بقاء الحمى المذهبية لتبقى الصراعات من اجل الغنيمة .
لقد أصبح ممارسة الصراع والعيش في كنفه هو الطاغي على المشهد في اليمن حاملاً معه تبعات الواقع الطائفي للأمة الذي افتعله الواقع السياسي لأجل استمرار ربحية الطبيب والمستشفى .
خصوصا ان شعوب لم تعد تملك سوى الصراع من اجل البقاء فأيهما ينتصر ثقافة الغنيمة ام ثقافة صراع البقاء
لن أبالغ إذا قلت أن مجتمعات الربيع العربي تعيش الآن صراعا البقاء بحذافيره لان فصول الربيع ونتائجها لم تنتهي بعد حتى المجتمعات الأخرى البعيدة عن الربيع العربي ستجد نفسها قريبا في صراع دموي شرس من اجل الهوية المذهبية الذي يخطط له بعناية ورسم دقيق وكل ذلك من اجل الحفاظ على الغنيمة وتظل الشعوب حبيسة التبلد الفكري والثقافي في ظل لعبة صراع الغنيمة والبقاء .
بالرغم ان الثورات العربية تحاول كسر الحواجز داخل مجتمعاتها واختراق حاجز العزلة فيما بين أطيافها لكن تبقى القوة المهيمنة والمتسلطة في المنطقة والحواجز الاقتصادية عائقا ومعطلا لدور حاسم قد يمنع تحولات تاريخية ترجح كفة الإندماج الاجتماعي داخل البلد الواحد .
لذا لا بد من الخروج من الوضع الراهن والبعد عن كل آثار وتعقيدات الصراع الطائفي الحالي الذي باستمرار تبعاته وتوسع محيطه الجغرافي ينذر بكارثة صراع دموي سيسقط الشعب قبل الحكومة ويجعل الملف اليمني يدخل تحت التدويل الكامل ويفرض سيطرة واقع سياسي جديد يجعل كلا من النظام والمعارضة والشعب اليمني لاعبيْن من الدرجة الثانية في شؤونهم المصيرية وتظل مراكز القوى الإقليمية هي اللاعب من الدرجة الأولى والمتحكم في مصير اليمن في ظل معادلة تحكمها معركة المصالح والنفوذ.
أخيراً .... في ظل المرحلة الراهنة التي تعصف باليمن لا مجال سوى ان تكون كلمة الفصل للصفوة الوطنية من السياسيين التي لا تخلوا اليمن منهم لينظروا للأجيال القادمة ومستقبل اليمن بشكل منصف بعيدا عن توسيع الصراعات القائمة وإيجاد مخرجا حقيقيا لليمن ولشعبه وينصفوا تضحياتها الشهداء الذي استرخصوا أرواحهم ودمائهم من اجل إتاحة الفرصة لهم كسياسيين ليعبروا باليمن نحو الصراع من اجل البناء .
فالجميع ارتكب الأخطاء ولكن تظل الجريمة الكبيرة الاستمرار في السير على هذا الخطأ فالحوار للجميع كما أن اليمن للجميع وليست حكرا على احد او جماعة بعينها من اجل تغير أهم ملامح دوامة الصراعات المختلفة في اليمن ويظل اليمن تحت مظلة شعبه و مصالحه .