سلاسل بشرية بمدينة مأرب تضامنا مع الشعب الفلسطيني ودعما لقطاع غزة - صور وزير الخارجية يستقبل الرحالة اليمني منير الدهمي بالرياض الضالع.. القوات المشتركة تدمر مرابض قناصه المليشيا وتحرز تقدما ميدانيا تفاصيل لقاء وزير الدفاع ومحافظ حضرموت باللجنة الأمنية بالمحافظة محكمة الجنائية الدولية تصدر أوامر اعتقال بحق نتنياهو وجالانت وتكشف عن أسبابها المنطقية عاجل: وزير الدفاع الأمريكي: سنعمل على انتزاع قدرات الحوثيين في اليمن مليشيا الحوثي تحول محافظة إب لقادتها ومشرفيها القادمين من صعدة وعمران عاجل:حريق هائل يلتهم هايبر شملان العاصمة صنعاء نقابة المعلمين اليمنيين تدين الاعتداء السافر على المعلمين في شبوة وتطالب بتحقيق عاجل ''أكد أنه لا أحد فوق القانون''.. أول مسئول كبير يحيله رئيس الحكومة للتحقيق بسبب قضايا فساد ومخالفات
سأفتح هنا ملفاً شائكا بالغ الأهمية والحساسية, طالما تم غض الطرف عنه وتجاهله وإهماله بطريقة متعمدة ,وما ترتب عليه لاحقا من قلب الحقائق وتزييف الوقائع عن الدور الإيراني في اليمن , وسأمر على حلقات متتابعة ومفصلة عن خفايا وأسرار التواجد الإيراني -سابقا- في اليمن وعن حقيقية دور المستشفى الإيراني وعن ماهية العلاقات الثنائية وما كان يدار في الخفاء خلف الكواليس والأبواب المغلقة واللقاءات مع المسؤولين وأصحاب القرار , سأسردها بطريقة حية ومنمقة وسأتحرى الأمانة والمصداقية ونقل الحقيقة كما هي من موقع عملي –سابقا- كمدير للبرامج في المستشفى الإيراني والمترجم الخاص للمستشفى والهيئة والكادر الطبي الإيراني.
الهدف الذي أتطلع إليه هو كشف الحقيقة ليس إلا, والتوضيح للرأي العام اليمني عن كيفية استغلال أقطاب معينة في السلطة وجود المستشفى الإيراني الذي كان يقدم خدمات صحية راقية وبأسعار رمزية, كشماعة للوجود والتهديد الإيراني, وعلى ذلك فقس من بقية الأعمال الخيرية الداعمة لليمن, وما تم لاحقا عن إغلاق المستشفى الإيراني في ظروف وملابسات غامضة , واتهامات عارية عن الصحة.. واليكم الحقيقية كما هي ومن موطن الحدث..
أما لماذا المستشفى الإيراني بالذات؟!
أولا..لأنه يعبر عن همزة الوصل في العلاقات اليمنية الإيرانية والحلقة المفقودة ان تم كشف أسرارها الدفينة سيتم معرفة حقيقة تحرك بوصلة السياسة اليمنية ومؤشراتها العكسية تجاة إيران, ثانيا وبوجوده- المستشفى- في قلب العاصمة و على ضفاف شارع الستين يمثل موقعا هاما ومطلاً على الدائرة السياسية والمحيط الحاكم المغلق,المغلف بإرهاصات الجدل والتبادل والتناحر , نستطيع منه قراءة العلاقة الثنائية الحذرة الممتدة من صنعاء الى طهران, بما يعتبر نافذة مفتوحة وساحة لقاء مكشوفة تستطيع من خلالها سبر أغوار الروابط و الصلة من العلاقة الحميمة الى القطيعة والجفاء.
كانت البداية عندما كان المتنفذين وأصحاب المصالح والنفوس المريضة من المسئولين الفاسدين يرسلون التهديدات تلو الأخرى ضد الطاقم الطبي الإيراني في صنعاء , تارة عبر التلفون وتارة بإرسال أشخاص الى السكن الطبي الإيراني بالأسلحة للتهديد بقتلهم ، وتارة عبر إرسال الأطقم العسكرية الى المستشفى الإيراني في صنعاء للتهديد بإغلاقه ، ورغم كل هذا كله كنت أرى صبراً من الأطباء الإيرانيين وإدارة المستشفى , وكان يقول لي مدير المستشفى الإيراني الدكتور البرفسور محمد ديانت (نحن لم نأت من إيران لخدمة أي مسؤول هنا نحن أتينا لخدمة الشعب اليمني والمستضعفين في هذا البلد وسنتحمل العناء والأذى خدمة لهؤلاء الفقراء الذين لا يجدون قيمة الدواء).
عندما تكررت الإعتداءات ضد ضيوف اليمن من الأطباء الإيرانيين القادمين لتقديم الخدمات الطبية والصحية من قبل حكومة الظلم والفساد, كان يتم موافاة وزارة الصحة وأمانة العاصمة ووزارة الأوقاف بتقارير دائمة وشبه يومية عن تلك الاعتداءات المتكررة من قبل إدارة المستشفى ، ولكن دون أن تحرك تلك الجهات أي ساكن وكأنها كانت راضية بطريقة غير مباشرة عن ما يحدث ، فتم رفع تقرير مفصل حينها لنائب رئيس الجمهورية في تلك الأيام عبدربه منصور هادي بحكم أنه من رعى افتتاح المستشفى الإيراني رسميا , و تعهد بتوفير الحماية الأمنية والسياسية والغطاء اللازم ليستطيع الكادر الطبي مباشرة عمله حسب الإتفاقيات والمعاهدات الدولية فيما يخص هذا الجانب , فقام بالتوجيه لكل من وزارة الصحة ووزارة الداخلية ووزارة الخارجية وأمانة العاصمة لإتخاذ الإجراءات القانونية اللازمة.
فقام الدكتور يحيى راصع وزير الصحة , وأمين العاصمة الدكتور يحيى الشعيبي , والمهندس عمرعبدالله الكرشمي وزير الأشغال العامة- حينها- بزيارة تفقدية الى المستشفى الإيراني للإطلاع على حقيقة الأوضاع عن قرب , واستهل الدكتور يحيى راصع زيارته برفع صوته أمام الأطباء والموظفين داخل المستشفى الإيراني منتقداً التقرير المرفوع لنائب رئيس الجمهورية ، حيث أنه ذكر في التقرير عدم تجاوب وزارة الصحة مع التهديدات والمشاكل الخاصة بالمستشفى والطاقم الطبي و أن تواجد وزير الصحة في الوزارة كان نادراً وكان يتم إعلامنا بأنه في سفريات خارج البلاد.
الطريقة التي دخل بها الدكتور عبدالكريم راصع الى المستشفى أزعجت مدير المستشفى وأثارت استياء الأطباء اليمنيين والإيرانيين على حد سواء , فطلب مني مدير المستشفى ترجمة ماذا يقول وزير الصحة , فأوضحت له أنه معترض على صيغة التقرير المرفوع من قبلكم لنائب رئيس الجمهورية , فطلب مني مدير المستشفى أن أطلب من وزير الصحة أن يتفضل الى مكتبه لمناقشة الموضوع بهدوء ودون إثارة ضجة وبلبلة أمام المرضى والأطباء , كان في ذلك اليوم طاقم تصوير من التلفزيون اليمني موجود ومرافق للوزراء , وذلك لغرض بث الزيارة التفقدية في التلفزيون كماهي العادة لزيارة أي مسؤول حكومي.
ظل الدكتور راصع يرفع صوته بالإنتقاد للتقرير حتى دخل الى مكتب المدير وهناك دار نقاش حول القضايا والمشاكل المواجهة للمستشفى, استهله مدير المستشفى الإيراني بتذكير الدكتور راصع بوجوب احترام حرمة المستشفى بعدم رفع الصوت , وذكر له مكانته المرموقة في إيران وأنه خلال عمله وإدارته لأكبر الجامعات والمستشفيات في إيران , لم يحصل له أنه واجهه شخص برفع صوته أو إهانته او اهانة من يعملون معه ، وقال له ( نحن هنا في خدمة الشعب اليمني ودخلنا اليمن بشكل رسمي , وإذا أردتم أن نرحل من بلدكم فقولوها لنا بصراحة وبشكل رسمي وبتحرير مذكرة لإنهاء عملنا هنا في اليمن).
ودار نقاش مطول و حاد وتدخل الدكتور يحيى الشعيبي ووعد برفع مشاكل المستشفى ومتابعة قضية التهديدات بالتعاون مع وزارة الداخلية , وكما هي عادة الوعود الكاذبة من قبل المسؤولين فقد تم إعطاءنا أرقام الموبايلات الشخصية لكل من الدكتور راصع ويحيى الشعيبي للإتصال بهم عند الضرورة حيث تبين أن تلك الأرقام ليست لهم!!
وكما تبين أن هؤلاء المسؤولون لا يهمهم مصلحة شعبهم ولا مصلحة بلدهم وإنما تهمهم مصالحهم الشخصية والسفريات المتكررة خارج البلد وتكديس الأموال وشراء السيارات وبناء القصور والفلل.. يتبع في الحلقة القادمة.