منفيون ام موفدون الى ايران
بقلم/ يسري الاثوري
نشر منذ: 17 سنة و 6 أشهر و 12 يوماً
الأحد 13 مايو 2007 10:04 ص

 مأرب برس -
ايران – شيراز -خاص

منذ القدم كان النفي عقوبة الا إن هناك لكل قاعدة شواذ فالحكومة اليمنية ممثلة بوزارة التعليم العالي تستخدم النفي كمكافأة لبعض الطلاب المتفوقين فتقوم بابتعاثهم الى ايران ومن ثم تأخير المرتبات عنهم ليعيشوا حالة يرثى لها فنحن هنا موفدين للدراسة في ايران الا إننا نشعر ان الحكومة اليمنية تعاملنا كاننا منفين ولسنا من رعاياها وكأنها لم تبعثنا هي ذاتها للدراسة .

ومع اقتراب موعد استلام مرتبات كل فصل من الفصول الاربعة تبداء عمليات مخاض عسيرة ويعيش الطلاب خلالها حالة من الترقب عما ستسفر عنه تلك الولادة الف وعشرون دولار تصل الى ايدي الطلاب بعد عملية قيصرية .

واذا كان المبلغ نفسه غير كافياً فالمبلغ اعتمد قبل 12 سنة 600 دولار وازداد العام الماضي الى 720 دولار وازداد هذا العام الى 1020 دولار في حين أن الاسعار ارتفعت منذ ذالك الحين بأضعاف فقد تم ابتعاثي انا قبل خمس سنوات ومنذ ذالك الحين فقد تضاعفت الأسعار من 150% الى 200% في حين أن الزيادة في الرواتب لم تتجاوز 70% رغم أن الراتب هو راتب لما قبل 12 سنة سابقة ويبدو أن الاسعار تضاعفت منذ ذالك الوقت 500 % تقريباً بسبب السياسات الاقتصادية الايرانية الجديدة التي ادت الى إرتفاع الأسعار بهذا الشكل وكان الضحية الاولى هو الطالب اليمني .

مسلسل متتابع الحلقات من تأخر رواتب الطلاب اليمينين الدارسين في جمهورية ايران الاسلامية وتستمر معه معاناة الطلاب المتكررة وتزداد ايلاماً عن معاناة الطلاب اليمنين في الدول الاخرى فاليوم 12 مايو بعد حوالي شهر ونصف من التأخير ما يزال الراتب في طيات الغيب ولا يوجد موعد محدد لوصوله فكما يقول المثل الشعبي فهو " محتاج الى زفة ومزمار " الزفة هي مسلسل من النداءات والاستغاثات وكتابات هنا واعتصامات هناك لكي يوصل بحمد الله وسلامته .

وفي الاسبوع الماضي قضى بعض الطلاب الدارسين في طهران يوم وليلة معتصمين في السفارة وقضوا ليلتهم هناك حالمين بالسماء تمطر دولارات الا أن الحلم لم يتحقق حتى الان و لم ينته الاعتصام الا بوعود متكررة من السفير على ايجاد حل جذري للمشكلة والعمل على عدم تكررها والتي صادفت امتحانات نصف الفصل الدراسي وسببت مشكلات اكاديمية للكثير من الطلاب فالجوع كافر كما يقال .

مسلسل الولادات العسيرة زادت حدته في الآونة الاخيرة فقبل اربعة أشهر كانت هناك ضجة طلابية وبيانات واعتصامات وصلت الى مسامع السيد الوزير وذكرها في احد تصريحاته وعزا سبب ذالك الى التحويلات البنكية تمر بواشنطن ومن ثم الى حساب السفارة في دبي ‘ الا أن الواضح تماماً هو استفحال المشكلات وغياب الحلول فالتأخير هذه المرة اسواء كثيراً عنه في المرات السابقة فجميع الطلاب اليمنين في الدول الاخرى استلموا المرتب قبل ثلاثة اسابيع .

ومنذ أن وصلت ايران قبل خمس سنوات والسفارة اليمنية في طهران بدورها لا تقدم اي خدمات مجانية للطلاب فهي تخصم 5 دولار عن كل طالب مقابل تذكرة سفر المسوؤل المالي الى دبي - حيث انه لا تحويلات مالية مستقيمة الى طهران – 600 دولار تقريباً اجمالي ما تخصمه السفارة اليمنية من مرتبات حوالي 120 طالب يمني في ايران تكفي للسفر على أفخم شركات الطيران ذهاباً واياباً الى اليمن لإستلام المبلغ من دون اي تأخير او مشكلات بالاضافة الى رواتب العاملين في السفارة وميزانية السفارة التي تصل بالتأكيد الى مئات الالاف من الدولات فأقل موظف يستلم مبلغ 12000 الف دولار كل ثلاثة أشهر حسب علمي وبذالك نوجد حلا عملياً لمشكلة التأخير هذه.

15 دولار اخرى يدفعها الطلاب الذين يدرسون في المحافظات البعيدة عن طهران قيمة تذكرة سفر لمندوبهم كي يسافر الى طهران لاستلام المرتب ليصل المرتب الى ايدينا الف دولار فقط ومع تاخير ثلاثة ايام اخرى رغم أن تصريحات وزير التعليم العالي التي نشرت على المواقع الاخبارية اليمنية بما فيها موقع 26 سبتمبر توجب ارسال المرتبات الى حسابات الطلاب المالية وقد صرح بذالك مسبقاً الا أن السفارة اليمنية لم تصلها هذه التكنولوجيا البنكية ولم تزل تستلم وتسلم يد بيد رغم مخاطر السفر وامكانية التعرض للسطو والسرقة كما حصل لبعض الطلاب سابقاً و كل السفارات ترسل مرتبات الطلاب الى حسابتهم البنكية فالطلاب اليمنين في الكثير من الدول الاخرى لا يعرفون مبنى السفارة اليمنية فالتكنولوجيا وفرت كل شي ويكفي أن يهتم الطالب بدروسه.

 واخيراً صرح مصدر مسؤول في السفارة اليمنية للصحوة نت بأن الطلاب استلموا مستحقاتهم المالية وأنهم لم يعتصموا الا ليوم واحد وأن المرتبات لم تتأخر الى ليوم واحد فقط عنها في الدول الاخرى فهل وصل الطمع بالطلاب الى ان يعتصموا بسبب تأخر المرتبات ليوم واحد فقط مع انها تتأخر دائماً وأقول كما جاء في الأثر النبوي " اذا لم تستح فأصنع ما شئت " المصدر هذا ليس مسؤول وإنما هو مصدر ليس لديه ادنى حدود المسؤولية ولم يمتلك الشجاعة الكافية ليذكر أسمه لأن الكذاب دائماً ذليل ...

كل هذه التصرفات وكل هذه المشكلات جعلتنا نشعر وكأننا طلاب منفيون الى ايران ولسنا موفدين.

alathwari2000@gmail.com