صالح غير نادم على كرسي النرويج!
بقلم/ رضوان الهمداني
نشر منذ: 12 سنة و 3 أسابيع و 3 أيام
الإثنين 29 أكتوبر-تشرين الأول 2012 06:38 م

يا فندم صالح ، حتى لو لم تكن سعيد ، فضروري تكون غاية في السرور ، كطفل مشرد حظى بوجبه دسمه بالصدفة وقطعة قماش تواري جسده العليل والمتسخ.

لست نادما لأنك تركت رئاسة دولة تقف على شفى الانهيار الاقتصادي والجغرافي والاجتماعي والأمني ، لكنك غير مستوعبا لما هو قائم وما كان ، ولكأن داء الزهايمر انقض على ذاكرتك..

حينما توليت السلطة عام 1978م كانت اليمن قد ولجت قائمة الدولة المانحة ، بباكورة قرض للصومال انذاك بقيمة 106 ملايين دولار ..بينما الان اصبحت اليمن تقتات على المساعدات الخيرية التي تجمع للمهددين بالمجاعة من مصليات ابوظبي ومراقص دبي.

غصبا عنك تكون سعيد ، فقد تسلمت السلطة واحتياطي اليمن من النقد الاجنبي يغطي حاجة اليمن من الاستيراد لمدة اربعة سنوات وثمانية اشهر ـ كما تقول تقارير صندوق النقد والبنك الدوليين ـ الان بالكاد يغطي الاحتياطي واردات البلاد لستة اشهر فقط.

مطلع الثمانينات يا فندم ، كان متوسط دخل الفرد من الناتج المحلي الاجمالي يبلغ 640 دولار ، انذاك كانت اليمن تصنف ضمن الدول المتوسطة في دخل الفرد في العالم بحسب التقارير الدولية وفق معطيات الاوضاع الاقتصادية في تلك المرحلة.

حاليا اصبحت اليمن في ذيل القائمة على المستوى العربي قبل جيبوتي والصومال بمتوسط دخل لا يتجاوز 1100 دولار .

تركت اليمن وعدد سكانها يقارب 25 مليون نسمة نصفهم تحت خط الفقر منهم اربعة ملايين مهددين بالمجاعة ، بينما تسلمت السلطة يا فندم صالح وعدد سكان اليمن يكاد يعرف بعضهم البعض ، ولم تكن الدولة تعاني من مصاعب كبيرة لتحقيق التنمية.

فالسنوات التي سبقت عام 90م كانت دول الخليج فاتحة اذرعتها للعمالة اليمنية وخزائنها مفتوحه لتمويل المشاريع السخية في اليمن .. مقارنة بحاضرنا الذي اصبح اليمني بالكاد يحصل على تأشيرة عمره للسعودية اما الكويت فاصبحت محرمه على اليمنيين.

ولن نتحدث عن قطر التي منعت استقدام أي عماله اليها من بلاد السعيدة بفعل سياستك الهوجاء ، بمشاركة حامي الثورة وقائدها اللواء علي محسن الذي كان في احيان كثيرة الرجل الاول كما قال .

  مجبرا ان تكون سعيدا يا حج صالح ، فقد تركت اليمن وهي تعاني من اكوام من المتاعب الاقتصادية والسياسية والأمنية والمذهبية والمناطقية.

 كان المركز القبلي مطلع الثمانينات اشبه بشبل صغير ، ليتحول في سنوات حكمك الى غول ضخم يعيق أي محاولات لبناء دولة مدنية يسودها النظام والقانون والمساواة.

يعني انت سلمت دولة بعد أن كعنت ابوها كعين ولساتك تقول انك غير نادم ، وكانك تركت كرسي السلطة في النرويج التي من شدة بذخها تبنى مستشفيات للكلاب الضالة ، أما اطباء مشافي بروكسل فيعيشون حاله بطالة وتغمرهم الفرحه لمجرد ان مريضا دخل المستشفى للتداوي من حالة زكام عرضية ، بينما تركت قيادة دولة غالبية ابنائها مصابين بالعاهات وعدد المرضى الذين يترددون على المستشفيات اليمنية في الشهر الواحد يفوق جرحى الحرب العالمية الثانية.