آخر الاخبار

4 مواقع جديدة تعمل بالذكاء الاصطناعي... تجعلك أكثر إنتاجية مصادر خاصة تكشف لمأرب برس عن الجهة المتورطة في محاولة اغتيال أمين عام نقابة الصحفيين في صنعاء الاعلام المصري يكشف تطورات المفاوضات بين حماس والكيان الصهيوني بشأن اتفاق الهدنة ووقف إطلاق النار البنك المركزي يفضح المليشيات ويكشف عن أسباب قراره بنقل مراكز البنوك من صنعاء إلى عدن صيغت في الدقيقة الأخيرة.. تقرير يكشف كواليس صفقة الهدنة التي قبلتها حماس.. وسر قرار الكيان الصهيوني بإغلاق قناة الجزيرة الحكومة الشرعية توجه رسالة تحذير للمليشيات من مغبة تصعيدها الحربي على مختلف الجبهات مليشيات الحوثي تحصر جامعة صنعاء لأبناء قادة الجماعة ومقاتليها اللواء سلطان العرادة يبلغ الإدارة الأمريكية بضرورة الالتزام بالمرجعيات الثلاث لأي عملية سلام قادمة الكويت تؤكد دعمها للحل السياسي في اليمن وفقاً للمرجعيات الثلاث .. رئيس هيئة الأركان يدشن فعاليات توعوية لسائقي المركبات العسكرية ويوجه باستكمال ترقيم الجيش

تغريبه أُخرى ...!
بقلم/ جلال غانم
نشر منذ: 11 سنة و 4 أشهر و 20 يوماً
الأحد 16 ديسمبر-كانون الأول 2012 05:36 م

الناجون من حالة الغرق وقد تمسكوا بقشة الحظ ودعاء المُصادفة يعون جيدا أن الحياة بفُرصها وإيقاعها تعني لهم الكثير لأنها منحتهم فُرصة أخرى للتنفس خارج سُطور الموت والفجيعة .

تلابيب الحظ وتلاوين الحياة ليست مهام وطُقوس فرائحية نُؤديها حينما يُطلب منا ذلك بقدر ما تعني تجربة وكفاح يستمر طالما وُجدت لدينا القُدرة على التنفس والتفكير باقتدار.

فعُنصر الزمن بواحديته وروزنامته التي تتقلب كُل يوم مُعلنة صباحات جديدة تتصالح مع الذات وتتناقض مع واقع مليء بالنتوءات كحالة خصب وعطاء نتصادم ونتصالح معها لنعرف حجمنا الطبيعي , نسكن حالة الأمل كي نمضي بقُلوب قادرة على تحمل كُل الصدمات والجبهات التي تُواجهها .

نبحث عن الأمان لنسُد الجبهات الداخلية للذات , ونمضي بقوة الإرادة بحثا عن تاريخ وتضحية حتى لو كانت آنية ورقية تموت في أي لحظة لكنها في تحول دائم إلى مشروع إنساني وذاتي ووطني تختلط بالدموع وتعي حجم التضحيات وتتذكر شُهداء الثورات ومُرتصفي الأزقة وقتلى الحُروب والفيضانات .

فالحيرة ليست آخر المصائب ولا أول التجارب , (لا أول الدُموع ولا آخر المُصافحات) بقدر ما تعني حالة إرباك لحظية نعيشها دُون تأمل ودُون حسابات منطقية , نعيشها بإيقاع سريع فتتجر فينا حالة من القلق ورُبما حالة من الزهد والطوباوية لأننا نعيش لحظات خُوف وذل فنعود حينها إلى حالة الإيمان الأولى والطبيعية لذاتنا فنتوحد مع الله في الدُعاء كي نثبت أننا بشر صالحون .

أن تعيش لحظات الإيمان هذه بشكلها المؤقت خير من أن لا تعيشها , فلا فرق أحيانا بين حالة اللُجوء في المنفى من أن تكون لاجئ في وطنك مسلوب الإرادة والتحكم لا تُجيد سوى حالات الخيبة , مصدوم ومطحون الحُلم وحالة الانتقاء .

إن حالة اللجوء التي تعيشها في وطنك أشد عذابا وأكثر وحشية من عذابات المنفى الطبيعي فحالات الشوق والانتظار التي تحملها في جنباتك وأنت خارج سُطور وطنك تتحول إلى دافع للعمل الدءوب والإخلاص كي تعرف أن هُنالك من ينتظرك بينما عذابات المنافي الداخلي لا مُبرر لها ولا منطق يُمكن أن تعيشه لحالات التبرير هذه بقدر ما يعني الوطن حالة انتكاسة دائمة تعيشها وتكتوي بنار هزيمتك لتعرف مرة أخرى أن هُنالك أوطان أخرى تُولد من رحم المنافي وقوة المُعاناة .

لم نعد بحاجة إلى تغريبة أخرى كي نرى حالات القُبح اليومية في أشد قتامتها , فنحن في طابور الانتظار لزمن نريد أن نعيشه بكُل الألوان , بكل حالات الشجن خارج حسابات الخوف وخارج سُجون المنافي فسُلطة البحث عن حالة استقرار تجعلنا نُفتش في زوايا ضيقة كي نرى أنفسنا فيها ونرى حالة السعادة بأوجه تشبهنا في أوقات الشدة كي نعيش بحالة توازن لا تُفقدنا أي رئة من رئات التنفس في واقع مليء بالمُفاجآت .

Jalal_helali@hotmail.com