ما بين هيكلة الجيش وشؤون القبائل
بقلم/ علي السورقي
نشر منذ: 11 سنة و 10 أشهر و 20 يوماً
الأربعاء 02 يناير-كانون الثاني 2013 11:06 ص

لم تمضٍ أسابيع على قرارات الرئيس هادي الرامية إلى هيكلة الجيش والقوات الأمنية وإعادة ترتيب وضعها على أسس علمية برؤية وطنية تجسد مبدأ الولاء للوطن وتعيد للمؤسسة العسكرية والأمنية هيبتها بعيداً عن ثقافة التبعية والولاءات الشخصية للأفراد والجماعات والأحزاب وإن كانت هذه القرارات حتى اللحظة ما تزال صوتية إلا أنها خطوة في مسار العملية السياسية الإنتقالية وإحياء روح المبادرة الخليجية والقرارات الدولية . ؟

من المعروف أن بلادنا تحتل المرتبة الأولى دون منافس في تخصيص وزارة بدون وزير وميزانية مفتوحة بدون قيود تحت مسمى .. شؤون القبــائل

في عهد الشهيد الحمدي ومشروعه التصحيحي ,, لست ناصري ,, تم إلغاء هذه الوزارة الغير مؤطرة في السلطة التنفيذية الحكومة وغيرها من الوزارات الرسمية العبثية التي كانت وعادت لتستنزف ميزانية الوطن بدون جدوى إنتاجية أو خدمية . مصلحة شؤون القبائل والتي ينتمي إليها كل من يحصل على بطاقة شيخ بالدفع المسبق أو بالولاء للنظام أو بقوة حكومة ظل القبيلة تسمية لا تحمل للوطن أي مصلحة ولا تعود عليه بالنفع السياسي والإجتماعي معاً ومن المؤكد هنا أن ميزانية هذه المصلحة تفوق ميزانية وزارة التعليم العالي والبحث العلمي وهذا لا يختلف عليه إثنان من ذوي العقول السوية والحس الوطني ..

الأستاذ القدير / شوقي هائل محافظ محافظة تعز الحالمة تعز الفكر والكوادر الأكاديمية والتخصصات العلمية والعلوم السياسية يفاجئ الجميع بخطوة إستباقية لهيكلة مصلحة شؤون القبائل وإعادة هيبتها في تصدر الواجهة الوطنية للعمل المدني وترسيخ مفهوم الدولة المدنية المعاصرة بتعيين كومة من المشايخ كمستشارين له في إدارة شؤون المحافظة . نحن هنا لا نحاور شخصية الأستاذ شوقي ولا نلزم السلبية بصفة الشيخ ولكنا نخاطب الواقع من منطلق علمي ورؤية تحديثية . فكل دول العالم التي حققت سياساتها التنموية الإقتصادية والبشرية ومشاريعها النهضوية الحضارية تعتمد الحضور العلمي في إدارة المسيرة من أصحاب المؤهلات والكفاءات القادرة على التعامل مع المتغيرات الثورية وتلبية الأهداف والاحتياجات الوطنية التي يتطلع إليها المواطن .. فلماذا نحن في اليمن فقط دون غيرنا من دول العالم المتحضر وحتى الإقليم الخليجي المشائخي تجاوز هذه العقدة والصفة النكرة التي توحي بالفوقية ؟ هل وجود الشيخ في العملية ضرورة حتمية تقرها المبادرة الخليجية المتمتمة ؟ أم هى صفة ستظل تلازم وطننا في التغيير وتعيق مسار التنمية ؟

هل هي هيكلة المجتمع على أساس قبلي وعودة الولاءات بمفهوم ثوري ؟

لسنا ضد القبيلة فكل دول العالم لا تخلو من هذا التركيب الإجتماعي حتى دول العالم المتحضر ولكن الفرق أن قبائلهم تنتج الطبيب , المهندس , الأكاديمي , رجل الفضاء , الولاء للوطن. ونحن ننتج المهرب قاطع الطريق , السجان، الولاء ،المرافق , المليشي , الولاء للشيخ , فهل هي العودة إلى سياسة الإمام أخذ أبناء المشايخ كرهائن لضمان ديمومة سلطة ؟

أم المشايخ تأخذ سلطة الدولة رهينة بين يدهم لضمان إستمرارية الوجود وأحقية السلطة ؟

مرحى بالدسمال والعسيب في الدولة المدنية الحديثة .. ومرحى بمستشار زنجبيل بغباره .. شوقي ما هكذا ترتقـــي الأممُ فللشيخ مكانه ودور إجتماعي وللكادر مساحة وفعل تقدمي وحضور تنموي !! وما شيخ اليوم والأمس كالفضول والقردعي وما بين قرارات هادي بهيكلة الجيش وقرار شوقي بمشيخة الحالمة.