العدين وثورة التغير
بقلم/ فيصل بن سعيد الحذيفي
نشر منذ: 11 سنة و 9 أشهر و 8 أيام
الإثنين 11 فبراير-شباط 2013 05:18 م

كانت العدين عصية على التغيير طيلة الخمسين سنة الماضية من عمر الثورة اليمنية سبتمبر, واستمرت العكفة, وجباية الضرائب, وأجرة العسكري, وسجن الحاكم, رابض على قلوب وأجساد أبنائها وإن كان يأخذ طابع عصري أو متمدن أحياناً, لم تكن مقولة الدجي والبيضة حق الشيخ من فراغ, ظلت العدين دون سائر البلاد وإن كانت ترافقها أحياناً في المسيرة الجعاشن -على وقع قصائد شيخها المراهق- ترفل في قيود صدئة, واستمرت حالة التندر بأهل العدين بدءاً من" كنك من كنك" و أأقمر ( كاف العدينة إلى اللام الشمسية بدلاً من القمرية) وغيرها بسبب ضعف أبنائها أمام جلاوزتها وكان قدر العديني ان يكون عدينياً سيئاً بالنسبة له, وكان عزائنا أن من يتندرون بنا نشترك معهم بأننا جميعاً لغالغة و مع هؤلاء بأننا دحابيش وجميعنا أبو يمن وهؤلاء ونحن عرب-كنت في شرق آسيا وكان يبرر مضيفي أي تصرف ساذج مني بأني عربي واستحضرتني مقولة مطر قال: الغلام للحمار يا غبي. فرد الحمار على الغلام يا عربي-فالصورة النمطية تصاحب كل جغرافيا دون استثناء وهذا العقل الجمعي العربي البسيط.

كانت العدين على موعد مع التغيير فانطلقت ثورة التغيير وكان أبنائها يشاركون في ميادين الحرية والتغيير في صنعاء وإب وتعز وإن كانوا يمرون على مركز المديرية خفافاً ثقالهم خوفاً من بطش الوالي وغضبة الحاكم, إلا أن إقامة ساحة نصرة المظلوم أزالت الخوف وكسرت الحاجز النفسي وانتهت أسطورة الشيخ المعجزة, وأصبح الشيخ متوارياً متخفياً يتخذ طرقاً ملتوية ليصل مسكنه.

كانت أمي تحلم بأن أكون مرافقاً للشيخ وكنت أتمنطق عوداً خشبياً تقليداً لمرافقي الشيخ الذين يجوبون القرية لجمع التبرعات لصالح المشاريع التي يبتكرها الشيخ سنوياً, وكنت أراهم وهم يسحبون بقرة جارتنا التي اشتبه بعلاقة ابنها بعصابة المافيا في كولمبيا أو صقلية لأ ادري, المهم درسنا تحت الأشجار وتخرج كل زملائي ولم يحالف الحظ أياً منهم في مرافقة الشيخ, سمعت في تشكيلة حكومة الائتلاف عن اسم عبد القادر محمد قحطان وزيراً للداخلية فقلت هنيئاً للعدين لقد تجاوز سقف طموحها وظيفة المرافق إلى وزيراً للداخلية’ إنا لا يهمني أن يكون ابن قريتي وزيراً او تاجراً يهمني هو مبدأ تكافؤ الفرص بين الجميع والتوزيع العادل للمال والوظيفة العامة دون محاباة أو مناطقية.

العدين نالت من التغيير خلال ثورة فبراير ما نالته ليبيا وتونس من إعلاء لقيم الحرية والعدالة الاجتماعية, وتكافؤ الفرص, وأعلنت أخيرا انضمامها إلى الجمهورية اليمنية.

مشاهدة المزيد