خالد الرويشان يتحدث عن تصرفات حوثية لن يتخيّلَها حتى الشيطان:عارٌ علينا أن نصمت اللواء العرادة يطالب المجتمع الدول بإتخاذ تدابير عاجلة تجفف منابع الدعم الخارجي للمليشيات مليشيات الحوثي تحول مدارس صنعاء إلى معسكرات تدريب للطلاب حزب الإصلاح يلتقي بعيدروس الزبيدي مركز مكافحة الإرهاب الأمريكي يتحدث عن نقاط ضعف الحوثيين القابلة للاستغلال وحقيقة قدرتهم على تحديد هوية السفن وتعقبها وضربها سلاسل بشرية بمدينة مأرب تضامنا مع الشعب الفلسطيني ودعما لقطاع غزة - صور وزير الخارجية يستقبل الرحالة اليمني منير الدهمي بالرياض الضالع.. القوات المشتركة تدمر مرابض قناصه المليشيا وتحرز تقدما ميدانيا تفاصيل لقاء وزير الدفاع ومحافظ حضرموت باللجنة الأمنية بالمحافظة محكمة الجنائية الدولية تصدر أوامر اعتقال بحق نتنياهو وجالانت وتكشف عن أسبابها المنطقية
قبل سنتين وبضعة أشهُر ، أيْ قبل اندلاع ثورة الشعب السوري على أركان نظامه ، كنت قد كتبت مقالة أدبية ، بعنوان (رفقاً بولدك أيُّها العاق؟!). . تصف وحشيّة رجل سوريّ ضدّ أقرب الناس إليه ، أفلاذِ كبده ، الذين لا يتجاوز أكبرُهم سنّ الخامسة ، وأصغرُهم عامَه الأوّل!!
كنت في حَيْرة من الأمر. . هل ما تناهى إلى سمعي حقيقة واقعيّة ، أم أكذوبة مجردةٌ من الواقع. .أم أن الحادثة سبْق صحفيّ مبالغٌ فيه؟!. . لكنْ ، سرعان ما تلاشتْ ، أمام عينيّ ، حُجُبُ الحَيْرة ، وانقشعت غُيومُ دهشتي وأنا أطالع – حينذاك – أكثرَ من جريدة ، وأكثرَ من موقع إلكتروني إخباري. .يؤكد ذلك.
كان الأب السوري ، وهو في العِقد الثالث من العمر ، ولسبب حقير ، ونكاية بأبيه الكهل. .قد تلذّذ بإعدام صغاره الأربعة غرْقاً، في سدّ الفرات ، بريف حلب ، في قرية تُسمّى (المنكوبة!).
اليومَ ، الفجيعةُ أكبر ، والمصاب أعظم. . فنحن نرى مشاهدَ الدماء والدمار. .صورَ المجازر والمقابر. .مناظرَ النساء والأطفال ، المرعوبين والمفجوعين. .صورَ الأحياء والأموات ، المشوّهين والمذبوحين والمحروقين.
اليوم ، نرى اللاجئين منهم في الكهوف والمغارات. .هرباً من غُول الدمار المتوحّش ، الذي ما ترك على الأرض من شيء إلا أتى عليه. .هرباً من رصاص قناصته ، وقصف طائراته ، وسقوط براميله المتفجرة على الرؤوس. .
نرى الفارّين بأجساد تنوءُ بأثقالها ، بخوفها ووجعها. .تقطع المفاوز والأنهار...
نرى عائلاتٍ تعبر الحدود لتترك الأوطان!!. .رجالاً يحملون عِبْء نسائهم ، ونساءً يحملْن عبء أطفالهن ، ومنهم الرّضّع. .أطفالاً يحملون عبء الفجيعة والرعب دون أن يدركوا شيئاً مما يجري ، إلا أنه يجري!!
أطفالٌ هجروا طفولتهم وبراءتهم مبكّراً. .هجروا مرحهم ولـُعَبهم رغماً عنهم ، تركوا خلفَهم رياضهم ومدارسهم ورحلوا نحو المجهول!!
رجالٌ رمَوا من أيديهم أسافين البناء والتشييد. . نساءٌ تركْن ، رغماً عنهن ، بناء مجتمع. . مجتمعٌ ترك بناء وطن كان بمقدوره أن يسَع الجميع. . لو لعبة السياسة المتفجّرة.
أطفالٌ عبروا الحدود. .
نساءٌ عبرْن الحدود. .
رجالٌ عبروا الحدود. .
كبارٌ صغارٌ عبروا الحدود ، ولا يزالون يعبرون كل يوم حدود الوطن. .إلى وجع بلا حدود ، شتاتٍ بلا حدود. . إلى مستقبل مجهول بلا حدود!!
جميعُهم رحلوا. . تركوا خلفَهم وطناً ينزف موتاً ودماً ودماراً. . بلا حدود!!
يا!!!. . أيُّ غازٍ هذا...؟!
أيُّ محتلّ هذا شرّد الملايين ، يتّم الأطفال ، أرمل النساء. .ذبح الكبار مع الصغار؟!
أيُّ غاصب هذا استطاع أن يهجّر أصحاب الحقّ عن حقّهم ، في ظلالِ أيّام ، فأسابيعَ ، فأشهُر معدودة. . ويفرّقهم في الأصقاع شذَرَ مذَر؟!
ما الذي يجري...؟!
لم تعُدْ قرية (المنكوبة) من حلب منكوبة ًوحدَها. .
ولم يعدْ ذلك السدّ أو البحيرة الصغيرة وحدها مسرحاً للجريمة. .
ولم يعدْ ذلك المجرم أباً ضاقت به معيشته في الحياة الدنيا ؛ فاختلف مع أبيه لسبب مادّي ، فألقى ببنيه في بحيرة من الماء. .
ولم تعدْ المادّة سبباً في الإغراق أو الجريمة بأنواعها. .
ولم تعدْ الجريمة محصورةً على فاعل واحد. .
ولم يعدْ الفاعلُ يحمل وجهاً واحداً ولوناً واحداً...
ما الذي يحدث في سوريّة اليوم؟!
سوريّة كلّها ، من أقصاها إلى أقصاها ، منكوبة. .
سوريّة كلّها ، بحضرها وريفها ، أصبحت بحراً للموت يغرق فيه شعبٌ بأكمله. .
المجرم ليس أباً ، والضحيّة ليس أبناءً. . المجرم أصبح سُلالة ً من نار ، لا من طين ، أصبح ذرّيّة ، قرابة ، و ولاءً. .صار سياسة قبيحة الوجه ، عفنة الجسد ، نتنة الريح. . المجرم صار متعدّد الوجوه والألوان والجريمةِ وأدواتها. .
والضحيّة. . الضحيّة شعبٌ بأسره!!
معذرة أيّهُا الحاكمُ. .
لنفترضَ أنّك غيرُ مجرمٍ. . أنك محقٌّ فيما تفعله. .
لنفترضَ أن شعبكَ - كلّه أو جلّه أو قلّة قليلة منه - على خطأ ، ومعارضيك كلّهم على خطأ. .وأنت وحدك المصيب. . لنفترضَ ذلك.
لنفترضَ أنّ الجماعات المسلّحة ، والمعارضة بألوانها. .إرهابيّة ومجرمة ، ومنتسبيها قتَلة...
لنفترض أنّ هناك مؤامرةً خارجيّة وداخليّة ضدّ مصلحة بلدك وشعبك. .
لنفترضَ أنّ هناك من يرسل الإرهابيين من الخارج ، ويمدّ بالسلاح الداخلَ. .
وربّما نفترض أنك مجبرٌ ، أو مهدّدٌ من قوىً دوليّة. .
لنفترض... ، ونفترض... ، ونفترض...
أفلا يكفيك ما حدث لبلدك. .لشعبك؟!
ألا يكفي أنك تشفّيت من خصومك ، ونكّلت بهم ، وأبليت فيهم بلاءً (حسناً). .حتى شرّدْت بهم وبشعبك الأصقاع والبقاع يسألون الناس إلحافا؟!
ألا يكفيك فخراً أنك أثبتّ مدى قوّتك وصلابتك وصبرك وجلَدك وحِنكتِك. . أمام الداخل والخارج على مدى أكثر من سنتين ، بفصولهما وتقلّباتهما؟!
ألا يكفيك ذلك كلّه ، فتحتكِم لقلبك بدلاً من عقلك. . من أجل مصلحة وطنك وشعبك كما تردّد؟!
ألا يكفيك ما جرى. . من أجل 25مليون ألمٍ وفجيعةٍ ، سَجْنٍ وموتٍ ، تشرّدٍ وقهرٍ وضياع...؟!
ألا يكفي ذلك. . من أجل هذا الشعب الذي تفاخرُ بعظمته وتراه بعينيك يتجرّع الموت والجوع والغصص. . يتجرّع العذابات. .يتجرّع الشّـتات؟!
ألا يكفيك ذلك أيُّها السيّدُ الرئيس. .إن لم تكن طاغية؟!