اليمنيون بين ستين الأحمر وسبعين الصالح
بقلم/ د.انور معزب
نشر منذ: 11 سنة و 8 أشهر و 23 يوماً
السبت 02 مارس - آذار 2013 05:14 م



وفقا للتقارير الدولية فان اكثر من 60% من ابناء الشعب اليمني يعيشون تحت خط الفقر وبحسب التقارير الدولية فان 60% من شباب اليمن يعانون البطالة وبحسب التقارير الدولية ايضا فان نسبة الامية بين ابناء الشعب اليمني 50% اي ان نصف الشعب اليمني اميون لايجيدون القراءات والكتابة هذه تقارير دولية صادره عن منظمات دولية ليس لها علاقة بالمناكفات الحزبية والصراعات السياسية التي يستخدمها البعض ضد خصومه السياسيين .
هذه المؤشرات جزء لا يتجزأ من الواقع المأساوي والكارثي الذي تعيشه اليمن وما خفي كان اعظم فالتعليم بمختلف مراحله فاشل بامتياز الصحة, والمشاريع الخدمية , والاستثمارات, والسياحة وعجلة التنمية من سيئ الى اسوى وحدث ولا حرج فالكوارث و الاخطار تحدق بالوطن من كل حدب وصوب ومن كل اتجاه وعن يمينه و شمالة ومن شرقه الى غربه .
وفي ظل هذا الوضع المتردي وفي ظل حالة الفقر والبطالة والأمية والتخلف الذي نعيشه نرى الشعب اليمني ومنذ بداية الازمة وحتى اليوم لازال منقسم بين ساحتي الستين والسبعين ! فالسبعين له قائده الخاص به وله احزابه وانصاره وله شعاراته واهدافه وله محبين ومبغضين والستين هو الآخر له قائده الخاص به وله احزابه وأنصاره وله شعاراته وأهدافه وله محبين ومبغضين .
 فكلا له حشوده وأنصاره ومحبيه ومبغضيه ولا يستطيع احد هنا ان ينكر ذلك فالرئيس السابق لازال لديه رصيد شعبي كبير في اوساط الشعب اليمني وما احتفالية الـ 27 من فبراير الماضي عنا ببعيد بمعنى آخر علي عبدالله صالح لازال يشكل رقما صعبا في الخارطة السياسية نعم قد لا يعجب البعض هذا لكنها الحقيقة واللقاء المشترك هو الآخر له انصار وله قوه شعبيه لايمكن الاستهانة بها ولايمكن تجاهلها اطلاقا .
 والسؤال الذي يطرح نفسه هنا هل استعرض قائد السبعين قوته وأنصاره وكذلك استعراض قائد الستين قوته وأنصاره وما يحدث في الستين وما حاصل في السبعين يعتبر ايجابي وعامل مساعد لتهيئة الاجواء امام انعقاد الحوار الوطني والذي سوف ينعقد بعد اسبوعين فقط !؟ وهل ساحة الستين والسبعين وحشودها تعزز مبدئ الوفاق الوطني !؟ وهل تلك الحشود في الستين والسبعين وشعاراتهم التي يرددونها سوف تعيد للبلد الامن والاستقرار و التمنية والبناء والاعمار !؟ وهل تلك الحشود سوف تقضي او على الاقل تخفف من نسبة الفقر والبطالة والامية ومن حالة التخلف التي يعيشها الشعب اليمني !؟ وهل تلك الحشود تعمل على لم شمل اليمنيين ووحدتهم !؟ 
بكل تأكيد ان تلك الحشود لاتخدم التهيئة للحوار الوطني بشئ وبكل تأكيد فان تلك الحشود في الستين والسبعين لاتمثل سواء عرقلة  للمرحلة الانتقالية والحوار الوطني كما ان تلك الشعارات التي تردد في الستين والسبعين تزيد من ثقافة الحقد والكراهية وتزيد من شرخ النسيج الاجتماعي بين ابناء الشعب اليمني الواحد واذا مااستمرت حشود الستين والسبعين فانها بذلك لاتخدم سواء الفقر وتزيد من نسبته ولاتخدم سوى البطالة وتزيد من نسبته ولاتخدم سوى الأمية والجهل وتزيد من نسبته ولاتخدم سوى شرخ النسيج الاجتماعي اليمني وتزيد من ثقافة الحقد والكراهية بين ابناء الشعب اليمني الواحد .
ومن خلال مقالتي هذه اجدها فرصه لأوجة رساله الى قائد السبعين الصالح والى قائد الستين الاحمر وانصارهم فيا هؤلاء كفانا ساحات كفانا اعتصامات كفانا حشود كفانا شعارات كفانا مناكفات كفانا صراعات وإذا كان يعتقد قائد الستين وانصاره ان بامكانهم التفرد بالحكم واقصاء وتهميش الآخرين فهم بذلك الاعتقاد ليسوا سواء واهمين وساذجين وهم بذلك انما يخدعون انفسهم الامارة بالسوء ولايقراءون الواقع قراءة صحيحة وهو الحال بالنسبة لقائد السبعين وانصاره فاذا كانوا يعتقدون بان عجلة التغيير سوف تعود الى الوراء وان بامكانهم اعادة الامور الى ماكانت عليه قبل 2011 فهم بذلك ليسوا سواء واهمين وساذجين ولايخدعون الا انفسهم الامارة بالسواء وهم بذلك لم يستفيدوا من الاخطاء السابقة على انصار الستين والسبعين ان يدركوا بان الوطن وطن الجميع وهو ملكا لكل اليمنيين بمختلف توجهاتهم وشرائحهم كما ان بناء الوطن واعادة اعماره وامنه واستقراره وتطويره وتقدمه وازدهاره مسئولية اليمنيين جميعا بمختلف توجهاتهم وشرائحهم فهل سيدرك هذا قائد الستين وقائد السبعين وانصارهم !؟ ... اتمنى ذلك