ديكتاتور تحت التحميض.
بقلم/ وليد صبره
نشر منذ: 11 سنة و 8 أشهر و 6 أيام
الثلاثاء 19 مارس - آذار 2013 05:25 م

يعلم الله كم أبغض الإثني عشرية- المسماة جماعة الحوثي تزويراً- بغضاً عظيماً كبغضي لإبليس. وأتمنى من الله زوالهم- أي الإثني عشرية- من الارض. ومن يعرفني منهم يعرف هذا عني، وهو ليس سراً.
ولكني ارفض رفضاً قاطعاً ما فعله الرئيس التوافقي في افتتاح مؤتمر الحوار عندما قال لأحدهم: الذي مش عاجبه الحوار فالباب أمامه.
ذكرني هذا بالذي سبقه يوم ان ظن ان لن يقدر عليه أحد فقال الذي مش عاجبه يشرب من ماء البحر.
وقد اخطأ الرئيس التوافقي من عدة نواحي:
اولاً من ناحية هندسية: فالحاضرين لم يكن الباب أمامهم بل من خلفهم.
ثانياً من ناحية وطنية: فليس لاحد حتى وان كان الرئيس التوافقي ان يطرد احد من فعالية وطنية.
ثالثاً فمن ناحية مدنية: صرعنا الرئيس و"مطبلوه" انهم يريدون دولة مدنية، وليس هذا بسلوك رجال الدولة المدنية.
رابعاً من ناحية رئاسية: فما هكذا يتحدث الرؤساء، فهذا اسلوب همجي لا يليق برئيس دولة، وخاصة عندما يكون علناً.
خامساً من ناحية بروتوكولية: فمن غير اللائق ان يخاطب رئيس دولة مواطنيه بهذه الطريقة أمام السفراء وممثلي الدول والهيئات الدولية. وما يجعل الامر اكثر احراجاً انه يخاطب شخصيات تمثل الشعب دعاها هو شخصياً للحضور.
سادساً وهذا الجزء الاخير يجعلها عيباً في عادات العرب والقبائل، والاهم من ذلك هي عيب كبير في أخلاق الاسلام: ان تدعو الضيف ثم تهينه وإن أساء، فليس للضيف الا الإكرام، قال صلى الله عليه وسلم "ومن كان يؤمن بالله واليوم الآخر ، فليكرم ضيفه. "
سابعاً من ناحية حقوقية فهذا انتهاك لحق أصيل لا يسقط لأي سبب كان: حق المشاركة في تقرير المصير.
هذا الحق الذي حرمت منه قطاعات مختلفة من الشعب اليمني في مخالفة عظيمة للشريعة السمحاء، والإعلان العالمي لحقوق الانسان ومبادئ المبادرة الخليجية.
هذا الحق الذي سلب منا مكراً، و اعطي غصباً وبهتاناً لشلة من المقربين وأصحاب المصالح بدون استحياء أو خجل من أمهات الشهداء المراهقين وأسر الجرحى المعدمين الذين ضحوا لأجل الوطن.
هذا الحق الذي زور بإسمنا تزويراً بغيضاً ليزيد من الأحقاد والضغائن عوضاً من ان يهدئ النفوس، لتكون ناراً متقدة من تحت رماد لن يزيدها الريح الا اشتعالاً، وما اشد الريح في بلادنا وما أسهلها.
هذا الحق الذي انتهك باسم الرئيس وموافقته وتواطئه على شباب الثورة خصوصاً، وعلى الشعب عموماً، ثم ليصيح الذي مش عاجبه الباب أمامه.
معلش عبدربه، سلوكك هو الذي لايعجبنا، كذبك علينا هو الذي لا يعجبنا.
انت نسخة مكررة ولكن تحت التحميض. انت الثورة المضادة تلتحف بالثورة الصادقة.
صدقناك وما صدقتنا،
عاهدناك فغدرتنا،
واستئمناك فخنتنا.
دعنا نذكرك، انه قبل اقل من عامين كان الحلم مستحيلاً وضرباً من الجنون، وها قد صار واقعاً. لم نركب الدبابات في جوف الليالي، لم ننتظر من الاحزاب أمرها، فإن كنت لاتزال تذكر هي من لحقت بنا يوم ان ابتعدنا بمسيرنا، وهي من ورائنا تلهث.
تذكر عبدربه انك قبلنا كنت مركونا، وبدماء اعزائنا وصمودنا صرت مذكورا.
والباب، عبدربه، ليس أمامنا، بل هو أمامك، وهو يفوّت جمل.