الحوار الوطني ومستقبل اليمن
بقلم/ مختار الرحبي
نشر منذ: 11 سنة و 8 أشهر و يوم واحد
الأربعاء 20 مارس - آذار 2013 04:56 م
لعل الجميع أصبح يعي جيداً أن المخرج الوحيد لكل مشاكل اليمن التي عصفت به طيلة العقود السابقة لن يكون إلا عبر الحوار الوطني الصادق الذي يجتمع فيه كل مكونات اليمن تحت سقف واحد تاركين كل خلافاتهم وأحقادهم خارج قاعة الحوار والمضي قدما نحو إخراج اليمن من مشاكله وأزماته، وبغير الحوار لن تكون هناك دولة نحلم بها، لن تكون هناك مدنية نحلم بالعيش في كنفها، لن يكون هناك نظام وقانون، لن تتحقق آمال وطموحات الشباب، لن تتحقق أهداف الثورة الشبابية الشعبية السلمية التي خرج معها كثير من أبناء الشعب اليمني رافضين للحكم العائلي والحكم الأسري الذي سيطر على الدولة ثلاثة عقود.
بالحوار الوطني سينجح اليمنيون في معالجة أثار الماضي ومشاكل العقود الماضية سيتم ترميم البيت الداخلي للدولة سيختار اليمنيون شكل الحكم في اليمن (رئاسي +برلماني ) سيحل اليمنيون مشكلة صعدة الجريحة والخارجة عن نطاق سيادة الدولة في الحوار، سيتم تعديل بعض مواد الدستور بما يتوافق مع الشريعة الإسلامية، بالحوار سنوجد حلول للمشكلة الاقتصادية والاجتماعية.
بالحوار سيكون لدى اليمنيين فرصة تاريخية لبناء اليمن الجديد وإعادة الوجه الحقيقي لليمن على مستوى الوطن العربي، في الحوار الوطني سنقول لمن يتدخل ويعبث في شؤوننا الداخلية: قف، وكفي عبثاً وتدخلاً وإرسالاً لباخرات الموت بأسماء ناعمة.
في الحوار الوطني سيكون للشباب دور في بناء الدولة الحديثة والمشاركة في صناعة القرار وصناعة اليمن الجديد وهي فرصة للشباب لكي يظهروا ما يمتلكونه من مهارات وقدرات للمساعدة في بناء الدولة المنشودة.
لعل المرحلة الراهنة جعلت من رجل المرحلة الرئيس عبدربه منصور هادي يجعل كل ثقته وآماله وتطلعاته في الحوار الوطني فهو في كل مناسبة يشدد على الحوار الوطني وهو يعرف أنه لو وصار الوطن إلى الحوار الوطني ونجح، فسيكون اسم عبدربه منصور هادي قد دخل التاريخ من أوسع أبوابه كيف لا واليمن كانت على مقربة من الانزلاق في حرب أهلية طاحنة ستحرق الأخضر واليابس، وكيف لا وعبدربه استلم اليمن في حالة منهارة في شتى المجالات السياسية والاقتصادية والأمنية والاجتماعية.
وكيف لا يكون رجل المرحلة وهو الذي استطاع تهدئة الأوضاع واستطاع أن يكسب كل الأطراف وهو الرئيس الذي يحظى بدعم ومساندة من المجتمع الدولي قبل الاقليمي والخليجي الذي منحه الثقة والدعم لكل قرارات يتخذها وهو الرئيس الأول الذي يصدر قراراته وتكون بمثابة القرارات الأممية والدولية لما تحظى من دعم ومؤازرة وإشادة، وهو ما جعل هادي يقف على رجليه غير آبه بالضغوطات والتهديدات ومحاولة إفشال المرحلة الانتقالية.
في الأخير الحوار الوطني بوابة يمن مشرق يمن خالٍ من المشاكل يمن خالٍ من الأزمات يمن مستقر يمن ما بعد ثورة التغير السلمي.