آخر الاخبار

قائد القيادة المركزية الأميركية يلتقي بكبار القادة العسكريين السعوديين ويناقش معهم أبرز المخاوف الأمنية تحركات تجريها الرياض ولندن لوقف هجمات الحوثيين و سبُل إحراز تقدم في عملية السلام باليمن انهارت بعد فوز الملاكمة السعودية عليها.. شكاوي من المشجعين السعوديين والبطلة السعودية.. كيف استغلت مليشيا الحوثي أحداث غزة لضرب موانئ اليمن وانعاش موانئ سلطنة عمان.. . ميناء صلالة يطلق خيارات الخدمة البديلة لشركات الشحن كيف أثرت هجمات الحوثيين في البحر الأحمر على الاقتصاد العالمي وغلاء الاسعار في اليمن؟ موقع أمريكي يكشف أساليب مليشيا الحوثي في نشر الجوع في سواحل اليمن وحرمان أكثر من 10 ألف صياد يمني من مصدر رزقهم العين الإماراتي يخسر مباراة ذهاب نهائي أبطال آسيا مبابي يعلن رحيله رسميا عن باريس سان جيرمان.. الى أين سينتقل؟ تحرك مختلف للحكومة الشرعية يهدف لإقناع واشنطن دعمها عسكريا لمواجهة الحوثيين.. من بوابة الكونغرس إسرائيل تثير غضب الإمارات بتصريحات أطلقها نتنياهو.. ماذا قال؟

الحوار ومأزق انقسام الجيش
بقلم/ مجدي الحقب
نشر منذ: 11 سنة و شهر و 10 أيام
السبت 30 مارس - آذار 2013 04:50 م

تعد مؤسسة الجيش أداة الدولة القهرية والضبطية التي تحتكر شرعية استخدام القوة من أجل الحفاظ على الاستقرار والأمن والنظام داخل المجتمع.
وهذا ما يجعل من وحدة الجيش وتماسك مؤسساته أساس مهم يدعم من شرعيته بين الناس، باعتبارها المؤسسة الوحيدة التي يخول لها استخدام القوة لفرض سيادة الدستور والقانون الذي ارتضاه الناس حاكما لهم.
لكن اليمن لها قصة مختلفة مع هذه المؤسسة، حيث تعاني من انقسام قيادتها واحتكار وحداتها لصالح مراكز نفوذ معينة، وهو ما يجعلها اداة خطرة على الأمن والاستقرار الداخلي أكثر من كونها أداة لحفظ الأمن والاستقرار، خاصة في المراحل الاستثنائية والحرجة التي تحتاج إلى حضور الجيش بأبعاده الوطنية .
وقد دخل اليمنيون مؤتمر الحوار الوطني اهم مراحل الفترة الانتقالية فيما الجيش لا يزال منقسما عمليا وتحكمه تلك التركيبة غير الوطنية، وهذا المسار يعد مجازفة غير محسوبة النتائج، لأن الحوار مع بقاء الجيش منقسما يجعل الأجواء غير مطمئنة وغير مهيأة للدخول في حوار جاد قادر على اخراج البلد من ازماته المتراكمة،بسبب الحساسية التي يثيرها هذا الملف الشائك عند الكثير من القوى.
وهذا يرجع بدوره الى الخلفية التاريخية غير الوطنية التي ارتبطت بدور الجيش، خاصة في المراحل الاستثنائية حيث ظل عبر التاريخ أداة من أدوات الحسم لصالح القوى التي تهيمن علية،ولم يسبق له ان كان أداة محايدة ووطنية، بل ظل اسير لمراكز نفوذ معينة، وأداة لبسط هيمنتها وإقصاء الآخرين وتهميشهم.
كل هذا يجعل من التباطؤ الذي يبديه الرئيس عبد ربه في حسم مشكلة انقسام الجيش، محل سخط واستياء عند الكثير من القوى المشاركة في مؤتمر الحوار خاصة تلك القوى المقصية والمبعدة من مراكز صنع القرار داخل الجيش،والتي تخشى من تمرير شرعية جديدة تعيد إنتاج الأوضاع السابقة، تحت غطاء حوار شكلي محسوم مسبقا.
بالتالي فإن استمرار الحوار الوطني مع بقاء الوضع الانقسامي للجيش على حاله يجعل طريق الحوار محفوف بمخاطر الانقسام الحاد،الذي قد يهيئ الأوضاع للقوى التي تسيطر على الجيش ان تنقض مرة أخرى على الجميع وتعيد إنتاج نفسها، أو أن ينفجر الوضع عسكريا بين القوى المختلفة.
كل هذه المخاطر التي تحدق بالحوار، تحتم على الرئيس عبد ربه منصور ان يعجل من خطوات توحيد الجيش وهيكلته قبل دخول الحوار الى مراحله الحاسمة، من خلال التنفيذ العملي لقرارات الهيكلة التي صدرت واستكمال توحيد قيادته، حتى لا يصبح وضع الجيش الانقسامي شماعة تعلق عليه القوى التي تسعى لإفشال الحوار كل تبريراتها الانقسامية، وان لا يصبح ايضا وسيلة استغلال من قبل القوى النافذة فيه لتنفيذ اغتيالات وتفجير توترات تعكر الأجواء وتعيدنا الى مربع الصفر