مدينة الحفر والمرافقين
بقلم/ سمير عبدالله الصلاحي
نشر منذ: 11 سنة و 6 أشهر و 16 يوماً
الإثنين 06 مايو 2013 11:18 ص

هكذا بدت لي ورب محمد منذ الوهلة الأولى لدخولها !شوارعها مليئة بالحفر والمطبات في الباص حيث كنت أود ألانتقال من شارع إلى أخر كان السائق يخرج من حفره ليرتمي مجبورا في أحضان حفرة أخرى وينتقل من مطب إلى أخر وهو يتمتم بالدعاء على مسئولينا الموقرين والركاب جميعا يرددوا خلفه بصوت واحد_آمين ..! بينما أنا كنت مشغولا أدعوا الله بالتوفيق للسائق ليتمكن من اللحاق بذاك الشخص الذي ترجل من الباص وبخطواته العادية تجاوز طابور من الباصات تتراقص بغنج واضح بين الحفر والمطبات .!

وحين يخرج الباص سليما بقدرة قادر من هذه المعمعة يشعر سائقه بفرحة غامرة على أمل أنه سيفرد عضلاته ويسوق مثل خلق الله بالمائة متر المتبقية من الشارع سليمة ولكنه للأسف يصطدم غالبا بسيارة فارهة مليئة بالمسلحين تسير عكس اتجاه الشارع وتتفجر من داخلها عبارات السب والشتم واللعن لهذا السائق الملعون ابن الملعون الذي لم يحترم نفسه ويقف جانبا حتى يمر الشيخ ومرافقيه بسلام.!!

إب_مدينة منكوبة بكل ما تعنيه الكلمة من معنى ويظهر فيها بجلاء مدى الفساد وإلاهمال التي تعيشه وتهيج نار الحسرة من النفس حين يعلم المرء منا أنها حظيت بميزانية ضخمة لإصلاح شوارعها وحاراتها في عيد الوحدة التي تم فيها..

تلك المائة مليار ريال التي ذهبت بكل خشوع واطمئنان إلى جيوب المتنفذين والسرق الذين تقاسموا المناقصات فكان عيدهم عيدين بأكبر عملية نصب حدثت في تاريخ ألمحافظه.!

محافظ مشغول جدا بالنوم في سريره الوردي ذو الأركان الفضية .!ووكلاء محافظ مرتبطين ارتباطا وثيقا بالمشايخ والمتنفذين وجدول مواعيدهم لا يسمح لهم إطلاقا بالحضور إلى مكاتبهم _يا دوب يشتروا القات وعلى بيت الشيخ زعطان معتدا مرش.!

مدير أمن مشغول بالفسبكة للحديث عن انتصارات وهميه وانجازات عبيطة حققها سعادته للواء الأخضر المنكوب.!

منظر المسلحين ذو القعش المدهونة بسليط ترتر بات مألوفا ورومانسيا جدا !ويستغرب المرء منا حين يمر في شارع خالي من المبندقين.!

من بين جدران البيوت في الحارات كنا نسمع بين الحين وألا خر صوت أم كلثوم أو محمد عبده او ابو بكر سالم و زغرودة مجلجلة بصوت ناعم تهز الوجدان .!

أبشركم _الوضع تغير- نسمع اليوم زوامل بأصوات مرعبة تتحدث عن الثأر للشيخ الفلاني والانتقام للقائد العلاني وبعدها بقليل تتهاوى فوق رؤوسنا المعابر فنرقص طربا على وقع أصوات البنادق ونردد بلاشعور_حب الثأر يجمعنا مع ابتسامة جماعية عبيطة للمقعش الطارف.!

حتى القطاعات القبلية باتت متوفرة لدينا !يقتل أحدهم الشيخ الفلاني فيذهب حبايبه إلى الشوارع فيقطعونها بقوة السلاح للمطالبة بإحضار الغريم وسط صمت رهيب ولامبالاة مفزعة من قوى ألأمن الداخلي (شلة حسب الله).!

على بعد أمتار من نقطة تفتيش تم نصب قطاع قبلي فوقفت إلى جانب الضابط أناشده التدخل لفتح الطريق فرد علي بصوت أجش ورذاذ القات يتناثر من فمه (وأنا كم جهـــــــــــدي –ينزلوا ملح!!!)

على فكره أعجبني هذا الرد جدا ولازلت أردده حتى ألان بذات الصوت ألأجش

(وأنا كم جهـــــــــــــدي –ينزلوا ملح!!!!)

رددوا معي يا جماعة (وأنا كم جهـــــــــــدي –ينزلوا ملح!!!!).....