الفتوى المحطورية
بقلم/ عبدالخالق عطشان
نشر منذ: 11 سنة و 5 أشهر
الأحد 23 يونيو-حزيران 2013 04:37 م

تعتبر منصة الثورة الشبابية السلمية ومن أول أيام الثورة والى حين رفع الاعتصام الثوري منصة للسلم والصبر والدعوة للتغيير بالحكمة والموعظة الحسنة وبأساليب حضارية من اجل الوصول الى أهداف الثورة الشبابية رغم المجازر الوحشية التي كان يقوم بها نظام صالح العائلي بل ولم تكن منبرا تبيح القتل ولا محرابا تتلى فيه آيات تدعو للعنصرية والسلالية والطائفية فلقد كانت هذه المنصة بوتقة ذابت فيها جميع المكونات الثورية واتحدت فيها غاياتها العليا وعمّدت هذه المكونات هذه الغايات بدمائها والذي اهرق ظلما.

وحينما قام إخواننا الحوثيون بغزوة الأمن القومي الصغرى وربما تتلوها كبرى وسقط في هذه الغزوة مجموعة من أنصارهم ما بين قتيل وجريح و(ندين هذه الحادثة ) يخرج الوالد المحطوري صارخا ولائذا وعائذا وداعيا ولاعنا وشاتما و...وأخيرا مفتيا بالجهاد المقدس ضد الدولة فما الذي دفع هذا العلامة لهذه الفتوى..؟ فإن التمسنا له العذر وأنه مكلوم من جراء رؤيته للقتلى فغضب ونسي معه نفسه ، والسؤال يطرح نفسه فلماذا لم يفقد صوابه و(يوزع) مثل هكذا فتاوى على نهاية الجرائم التي حدثت يوم جمعة الكرامة وكنتاكي والزراعة والملعب وتعز والقاع ويخرج بألفاظ لا تليق بكلمتي علامة ودكتور فضلا عن إنسان يقول أن جده الإمام علي والزهراء عليهما السلام ، ربما يكون الجواب عن هذا السؤال أن شهداء المجازر السابقة للنظام السابق لم يكن فيها حوثيا واحدا لأن أخواننا الحوثيين كان بعضا منهم منهمكا في إجلاء القوات الإسرائيلية من حجة والأمريكية من صعدة والبعض الآخر من الحوثيين معتكفين في خيامهم في ساحة التغيير يشاهدون أفلام البطولات لسيدهم وكيف حطم جدار الصمت هو وأخيه في ست حروب ضد الدولة اليمنية العميلة في حين كانت تنطلق المسيرات المليونية من ساحة التغيير ويتساقط الشباب شهداء أمام عدسات العالم والوالد المحطوري منهمكا في إعداد الفتوى وبعد التسوية السياسية خرج أخواننا الحوثيون بمسيراتهم ولكن بعد أن مهد لهم وأمّن لهم شهداء جمعة الكرامة والقاع و... الطريق حتى حدثت حادثة الأمن القومي وكان طريقا محفوفاً بالمخاطر لأن أسلوب التغيير خرج عن مساره فمن يحاور في موفمبيك لا يحق له الغزو في (شعوب) حتى تقام الحُجة والبرهان.

إن الفتوى المحطورية لم تخرج اليوم بهذه الحماسة الا بعد أن كحّل الوالد المحطوري عينيه بالجمع الذي احتشد لدفن بقايا رفات الأخ حسين الحوثي وغرهُ ذلك الجمع ضانا أن من اجتمع للدفن سيجتمع للجهاد المقدس ضد القرود طبعا (حماة الدولة من القوات المسلحة والأمن ومن خالف الحوثيين) ، لقد تناسى الوالد المحطوري أن أنصار الامام الحسين بن علي عليه السلام كانوا عشرات الآف ولم دنى اللقاء في كربلاء كشفوا عن زيف نصرتهم ولم يتبقى معه الا ثمانين رجلا من الآل عليهم السلام ومن أخلص معهم فكان استشهاده ، ومع الإمام زيد كان أنصاره أول من خانه بل ان الخوارج (أنصار الإمام علي سابقا) كان لهم شرف السبق في خذلان الإمام علي عليه السلام.. ، فمن أفضل وأحق بالنصرة المحطوري والحوثي أمام الإمام علي والحسنين عليهم السلام؟؟

لقد كشفت الفتوى المحطورية أن هناك من أيدها ومن بررها ومن صمت عنها وأخيرا هناك من قال أنه تم إخراجها عن سياقها ومع ذلك فكلهم سواء وليس أدل على ذلك إلا إعلام حلفاء الحوثي من بقايا العائلة والحراك المسلح والذين جعلوا من الفتوى أمرا عاديا وكأن المحطوري قال [ السلام تحية ] فرد عليه الحلفاء [ أبلغت] ونقول للوالد المحطوري [ من شار عليك بالقتل ما عاونك بالدية ] !!

لقد آتت الفتوى أكلها فزرعت عبوة ناسفة بجوار مركز بدر الذي يديره المحطوري مع (تحفظي على أن الفاعل من خارج دائرة أنصار المحطوري أو حلفائه) وفجر انتحاري نفسه في صعده وسقط الضحايا بلاسبب ،

يقينا إن الدعوة للعنف والتشريع له لا ينتج دعوة للعنف فحسب بل فعلا مباشرا من العنف ..