تقرير بنشاط مطار دولي في اليمن خلال الربع الأول من عام 2024 سيول وفيضانات مدمرة وانهيارات أرضية تضرب حضرموت ارتفاع أسعار النفط بعد إعادة فرض عقوبات أميركية على فنزويلا حادثة هي الأولى من نوعها وتفوق الخيال.. امرأة اصطحبت جثة عمها للحصول على قرض وزير الخارجية الإيراني يكشف تفاصيل مراسلات طهران وواشنطن قبل وبعد الهجوم الاحتلال الصهيوني يكشف عدد القتلى والمصابين في صفوف قواته منذ بدء حرب غزة كيفية تحويل محادثات واتس آب الرقم القديم إلى الرقم الجديد دون فقدان البيانات موعد مباراة مان سيتى ضد ريال مدريد فى ربع نهائى دورى أبطال أوروبا وظيفة راتبها 100 ألف دولار والعمل من المنزل.. ما هي المليشيات تكشف حقيقة سحب عملتها المعدنية الجديدة فئة 100 ريال
التقاسُم على الطريقة اليمنية بوّابةٌ تقودُ إلى الجحيم .., ولِحُسن الحظّ أنّ اليمنيين لم يَصِلُوا إلى الجحيم بعد ! لكنّهم في الطريق إليها إذا لم ينتبهوا !.. بمعنى أنهم ما يزالون في المسافة بين البوّابة والجحيم ! وفي الواقع أنّهم على مُفترق طُرُقٍ شديد الخطورة والوعورة ,.. ويزيد الطّين بلّةً أنّ الرحلة غارقةٌ في الظلام والغموض والإشاعات ,.. وليس كالظلام مرتعٌ للغرائب والعجائب والجرائم .. ففي الظلام تصبح الأصواتُ جِنّاً , ونقيقُ الضّفادع رُعْباً , والارانبُ وُحُوشاً , والثعالبُ أسُوداً !,.. وقُطّاع الطرق زعماءَ يجب التفاوض معهم ! حتى لو فجّروا أنابيب النفط أو حطّموا أبراج الكهرباء ! أمّا المتّهمون بالقتل وسرقة البلاد فإنّ حزبيّة التقاسم كفيلةٌ بحمايتهم والذّود عنهم ! وهي حالٌ تجعلنا نقول على الطريقة المصرية .. إبقى قابلني لو فلحت !
مَنْ كان ذلك الداهية الذي اقترح التقاسم التوافقي أو التوافق التقاسمي .. وأصَرّ عليه !.. وبعدها , لم يَعُدْ التقاسمُ طَوقَ نجاةٍ فحسب , بل شرعيّةً جديدةً يمكن لها أنْ تدُوس على الدستور والقوانين إذا أرادت .. وقد فَعَلتْ !.. تذكّروا أنّ كلّ تفاصيل هذه المأساة حدثت وتحدث في الظلام .. لأنّ الظلام هو سيّدُ الموقف ! وسِرُّ الأسرار .. وحتى تمرّ الامور ولا مِنْ شاف ولا مِنْ دِرِيْ !
لقد ضَرَبَ الشَلَلُ الإدَارةَ الحكوميّة في كلّ مستوياتها ودرجاتها نتيجة التقاسم ! وكان ذلك بعد انهيار قِيَم الكفاءة والنزاهة أمام عاصفة التعصّب الحزبي ,.. وكان المفترض أنْ تتم إزاحة الفاسدين لكونهم فاسدين وليس لسببٍ آخر ,.. ولأنّ ذلك لم يحدث فقد تكالب الفاسدون على طوق النجاة الجديد الذي هبط عليهم فجأةً من حيث لم يَحْتَسِبُوا !.. وأصبحت الوظيفة العامة مِلْكيّةً خاصةً للأحزاب ,.. لذلك , فالمحافظون غائبون نائمون ,.. والوزراء مسافرون .. ومدراء العموم مطْمئنّون .. فتغيير أحدهم قد يشكّل أزمةً في دولة التوافق والتقاسم !
قِيْمَتان لا بُدّ مِنْ إعادة الإعتبار لهما .. الكفاءة والنزاهة , ولا يمكن لايّة قيمةٍ أخرى كانت حزبيّةً أو مناطقيّةً أو حتى سياسيّةً أنْ تحلّ محلّهما ! وإلّا فإنّ هذه البلاد لن تقوم لها قائمة ,.. ولن تخرج من نَفَقٍ سيقودُها بالضرورة إلى ما هو أسوأ من الدولة الفاشلة .
نعم , يمكنُ للحزبيّ أنْ يتبوّأ مناصِبَ الدولة ووظائفها , وعلى كلّ المستويات .. ولكن , تحت شرط الكفاءة والنزاهة , وليس بغيرهما .
اليمنيّون تائهون بين أفكار التقاسم والتوافق والشّراكة والفَدْرَلة والأقْلمَة والفذلكة !.. وهم تائهون ,لأنهم غائبون عن رؤية العالم المتقدّم , مغيّبون عن تأمّل نجاح الشعوب العظيمة العاملة وقياداتها النزيهة , وأسباب نهضة هذه الشعوب ورُقيّها .
إنّ كلماتٍ مثل التقاسم والتوافق والشّراكة يمكن أنْ تشكلّ ميثاق عهدٍ بين أفراد عصابة ! قد تختلف في أيّة لحظة ! وليس منظومة دولةٍ عصريّةٍ حقيقيّة تريدُ أنْ تخدم شَعْبَها ومصالحَهُ وِفْقَ معايير أصبحت عناوينَ للتقدم الإنساني مثل الكفاءة والنزاهة والديموقراطية والإدارة العلميّة , والمواطنة المتساوية , ومبدأ القانون فوق الجميع , والثواب والعقاب , واحترام الدستور الذي لا يمكن إلغاؤه أو تغييرُهُ وفقاً لإرادة رئيسٍ أو زعيم , أو لإرادة فُرَقَاء سياسيّين يعتقدون أنّ الوطن ضمن فصول ميراثهم ! وبعضهم كان رئيساً منذ ربع قرن .. وغادر ! وما يزال مُصِرّاً على استعادة عرشه الجمهوري ! حتى لو استعان بالشيطان ,.. وحتى لو تشرّد في المنافي أو أثار حرباً أهليّة .. والمهم شُغْل ونضال وقنوات فضائية ,وصفقاتٌ وصفاقةٌ لا يمكن أن تجدَها الآن في أيّ مكانٍ في العالم .. أو لدى أيّة نخبةٍ سياسيةٍ في الدنيا .. جشعٌ لا يقنع , وطمعٌ لا يشبع ,.. وأصبح اليمنيون فُرْجَةً وخبراً يومياً مؤسفاً , وعنواناً دائماً للغرابة ! بينما العَالَمُ مشغولٌ بالإنجاز والانتاج والبناء .. وسفراؤه في صنعاء يتسلّون بأخبار اليمن وسياسيّيه المتناكفين كالأطفال والذين لا يكفّون عن الشّجار والقتال ,.. والحوار أيضاً !
تتقدّم الشّعوب والأُمَم بِقِيَم احترام القانون , والكفاءة والنزاهة , والإنجاز , والحرّية وكرامة الإنسان , ومبدأ الثواب والعقاب ,.. وليس بقاعدة لا ضَرَرَ ولا ضِرَار ! أو لافتة لا غالبَ ولا مغلوب ! فالقاتل يجب أنْ يُعَاقَب , والسّارق يجب أنْ يحاسَب ,.. وحتى قبائل اليمن تحسِبُ كلّ قطرة دم تُسْفَك , وكلّ كلمةٍ نابيةٍ تَجْرَح , ويقولون الكلام مثمّن !.. كان ذلك قبل أنْ يَدْهَمَنا القتلُ المزمّن ! والتقاسم المقنّن ! والآليّات المزمّنة !