مصر ومخططات التآمر الغربي والعربي ؟
بقلم/ د.حسن صادق هيكل
نشر منذ: 11 سنة و 3 أشهر و 9 أيام
الإثنين 12 أغسطس-آب 2013 10:00 م

إن الأزمة المصرية هي نتاجاً وإنعكاساً للتكتيكات والمخططات الأمريكية والصهيونية والغربية الهادفة لخدمة المخططات الإستعمارية والتقسيمية الجديدة والمرتقبة في المنطقة , كما أنها نتاجاً للدعم والتمويل الخليجي والسعودي والإماراتي والكويتي للثورات المضادة والحركات الإحتجاجية في مصر الهادفة لإسقاط وإفشال الثورة المصرية وكذا زعزعة وإسقاط نظام حكم الإخوان في مصر , كما أنها نتاجاً لتأمر فول وأتباع الرئيس المخلوع وقواعد ومؤسسات وعناصر الدولة العميقة والثورة المضادة , كما أنها نتاجاً لعمليات الثأر والإنتقام المضاد من قبل الأجهزة والمؤسسات الأمنية تجاه حكم وجماعات الإخوان , كما أنها نتاجاً لتكتيك وتخطيط وتحالف المخابرات الحربية المصرية مع حركة تمرد وجبهة الإنقاذ والإئتلافات المعارضة الهادفة لإسقاط نظام حكم الإخوان وذلك عن طريق الإنقلاب العسكري المغلف بغطاء شعبي وثوري والذي قاده وزير الدفاع المصري , كما أن الأزمة المصرية هي أيضاً نتاجاً لإفتعال الأزمات الجماهيرية والشعبية المدبرة من قبل مؤسسات الدولة العميقة وفلول وعناصر ورموز النظام السابق لإفشال نظام حكم الرئيس مرسي الذي فشل هو أيضاً في أن يكون رئيساً لمصر وليس رئيساً لجماعة أو طائفة أو حزب , علماً بأن المستفيد الأول من الأزمة المصرية هي إسرائيل وأثيوبيا كما أن الخاسر الأول هو العمق الإستراتيجي للأمن القومي المصري والعربي , كما أن حضور الغرب والإتحاد الأفريقي في الأزمة المصرية هو دفاعاً عن المصالح والتحالفات الإستراتيجية والإقليمية لأمريكا والغرب في المنطقة وكذا لكون مصر دولة أفريقية و محورية وشرق أوسطية وأفروأسيوية , كما أن غياب الدول العربية والخليجية ذات الحكم العائلي والوراثي عن حل الأزمة المصرية هو إنعكاسأ لكونها خصماً في الصراع مع الإخوان كما أنه تكريساً لرغبة تلك الدول في إفشال الثورة المصرية وجميع الثورات العربية المطالبة بالحرية والديموقراطية والعدالة الإجتماعية التى تتعارض جميعها مع أنظمتها الملكية والعائلية الحاكمة , علماً بأن الوساطة الأوربية سوف تقف عند إرادة وإختيارات الشعب المصري وكذا علماً بأن الأزمة المصرية هي أزمة سياسية كما أنها أزمة صراع إيديولوجي على الهوية المصرية وكذا صراع بين الدولة المدنية والدولة العسكرية والأمنية , علما بأن الشعب المصري هو وحده من يحلحل ويصنع الحلول , وكذا علماً بأن الوساطة العربية ضرورية وهامة كما أنها لن تكون حيادية ومقبولة وذلك نظراً لكونها أحد حلفاء أطراف الصراع القائم , وكذا علماً بأن حل الأزمة سوف يكون من الداخل السياسي والشعبي المصري وليس من الخارج العربي أو الغربي .